سوق العقار الخليجي الأسرع نموًا عالميًا

تقرير عقاري يشير إلى أن دبي وأبوظبي والدوحة الأقوى في المنطقة

سوق العقارات الخليجي يعد الأسرع نموًا على مستوى العالم بمتوسط نمو سنوي 10 % (رويترز)
سوق العقارات الخليجي يعد الأسرع نموًا على مستوى العالم بمتوسط نمو سنوي 10 % (رويترز)
TT

سوق العقار الخليجي الأسرع نموًا عالميًا

سوق العقارات الخليجي يعد الأسرع نموًا على مستوى العالم بمتوسط نمو سنوي 10 % (رويترز)
سوق العقارات الخليجي يعد الأسرع نموًا على مستوى العالم بمتوسط نمو سنوي 10 % (رويترز)

كشف تقرير عقاري متخصص الأسبوع الماضي أن دبي وأبوظبي والدوحة تبرز كأكبر ثلاث أسواق عقارية في قطاع العقارات الخليجي، والذي يعد الأسرع نموًا في العالم، إذ حقق هذا القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي نموًا بنحو 10 في المائة سنويًا في المتوسط، مدفوعًا بازدهار السوق العقارية في السعودية ودبي وقطر، وذلك قبيل انطلاق معرض إكسبو 2020، وكأس العالم لكرة القدم 2022 على التوالي.
وتوقع التقرير الذي أصدرته شركة إدارة الأصول البديلة والاستشارات «الماسة كابيتال» أن يصل حجم سوق إدارة المرافق في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 66 مليار دولار بحلول عام 2020.
وأكد التقرير أن أسواق دول الخليج لا تزال تكتسب الكثير من اهتمام المستثمرين؛ نظرًا لأن الأسعار مستقرة نسبيًا، الأمر الذي يعكس نضج السوق العقارية، وتحسين البيئة التنظيمية في أعقاب تراجع أسعار النفط. فعلى الرغم من عدم استقرار أسعار النفط، وتقلبات أسواق الأسهم، وحالة عدم اليقين الجيوسياسية السائدة، لا يزال القطاع العقاري يتمتع بالمرونة، ومن المتوقع أن يسجل نموًا بوتيرة بطيئة في عام 2017 وما بعده.
وبحسب التقرير تعد الأسواق العقارية في كل من أبوظبي ودبي والدوحة الأقوى بين بقية الأسواق في المنطقة بفضل المشاريع الدولية والتدفقات الاستثمارية الأجنبية وتزايد أعداد السكان، كما أظهرت صناعة خدمات المرافق في دول مجلس التعاون الخليجي معدلات نمو هائلة وإمكانات متفوقة؛ بسبب ارتفاع الإنفاق على البنية التحتية في جميع أنحاء المنطقة. ونتج عن التطور السريع للعقارات والبنية التحتية المتطورة مثل المطارات والطرق والموانئ والسكك الحديدية، زيادة الطلب على صناعة إدارة المرافق، كما أن توجه الحكومات لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط كان له أبلغ الأثر في تعزيز نمو قطاع إدارة المرافق. بالإضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أن معرض «إكسبو 2020» الذي سوف يقام في دبي، وكأس العالم لكرة القدم 2022 الذي سوف تستضيفه الدوحة، يدعمان بشكل أساسي الطلب إلى تصميم بنية تحتية ذات مستوى عالمي، بالإضافة إلى إنشاء الكثير من وسائل الراحة والرفاهية الحصرية.
وعلى صعيد الخدمات العقارية، تعززت مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد على مدار العقد الماضي بسبب قوة السوق العقارية في المنطقة. ويشمل قطاع الخدمات العقارية إدارة المرافق وإدارة الممتلكات، وكلتا الخدمتين لا تزالان في مراحلها الواعدة في دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بالأسواق المتقدمة مثل دول أوروبا وأميركا الشمالية. فكلتا الخدمتين تغطيان مجموعة واسعة من الوظائف والتقنيات والمهن، وفقًا للتقرير.
وذكر التقرير أنه من المرجح أن يساعد القطاع السياحي في تسريع نمو السوق العقارية في دول مجلس التعاون الخليجي، وبخاصة في الإمارات العربية المتحدة. في حين لا تزال الضيافة والإيجارات السكنية والمكتبية من الأسواق الواعدة في دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المتوقع أن يستمر قطاع التجزئة في التوسع بمعدلات كبيرة خلال السنوات المقبلة.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلنت دائرة الأراضي والأملاك التابعة لحكومة دبي مطلع الأسبوع الحالي أن إجمالي التصرفات العقارية بدبي خلال العام الماضي بلغت 259 مليار درهم (بما يعادل 70.6 مليار دولار)، منها 103 مليارات درهم عمليات شراء، و128 مليار درهم تمت من خلال عمليات الرهن العقاري.
وأوضح التقرير أن إجمالي قيمة الاستثمارات بقطاع العقارات بدبي خلال 2016 تجاوز 91 مليار درهم، تم ضخها من قبل أكثر من 42 ألف مستثمر، منها 35 مليار درهم من خلال 12768 مستثمرا خليجيا، وتبوأ مستثمرو الإمارات مكانة الصدارة على الخليجيين والعرب والأجانب لاستثمارهم ما يقرب من 22 مليارًا من خلال 7 آلاف مستثمر إماراتي، وحل المستثمرون السعوديون في المرتبة الثانية باستثمارات قدرها 8 مليارات درهم من خلال 3294 مستثمرا، واقتربت استثمارات القطريين والكويتيين من حاجز الملياري درهم، بواقع 1006 و770 مستثمرًا على التوالي، بينما كانت استثمارات العمانيين (301 مستثمر)، والبحرينيين (244 مستثمرا)، بقيمة مليار درهم.
وأشار التقرير إلى أن إجمالي قيمة استثمارات العرب غير الخليجيين قد زاد على 12 مليار درهم خلال عام 2016 من خلال 6416 مستثمرًا، بينما بلغ عدد جنسيات المستثمرين في قاعدة بيانات أراضي دبي 16 جنسية.
وبلغ إجمالي قيمة استثمارات الأجانب غير العرب والخليجيين في سوق العقارات بدبي خلال 2016 أكثر من 44 مليار درهم من خلال 22834 مستثمرا من 136 دولة، وسجل المستثمرون الهنود تفوقًا واضحًا في حجم وقيمة استثماراتهم على نظرائهم من الأجانب، بعد قيامهم بضخ أكثر من 12 مليار درهم في سوق دبي العقارية من خلال 6236 مستثمرًا، وتلاهم الباكستانيون من حيث العدد (3372 مستثمرًا) باستثمارات قيمتها 4.4 مليار درهم، كما بلغ عدد المستثمرين البريطانيين الذين اشتروا عقارات في دبي في 2016 نحو 3372 مستثمرا بقيمة 5.8 مليار درهم، وتلاهم مستثمرون من الصين وكندا وإيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا. ومن حيث المناطق الأكثر جذبًا للمستثمرين العقاريين في دبي في 2016، أوضح التقرير أن أعلى 5 مناطق من حيث المبايعات تصدرتها منطقة برج خليفة بعدد 2097 صفقة، بقيمة زادت على السبعة مليارات درهم، بينما سجلت مرسى دبي 2937 صفقة بقيمة 6.3 مليار درهم، ثم الخليج التجاري في المركز الثالث بقيمة 2ر6 مليار درهم، تليها «جبل علي 1» و«ورسان 1».
وأشار التقرير إلى أن عام 2016 شهد تدشين 134 مشروعا عقاريا جديدا زادت قيمتها على 100 مليار درهم، ودخول 55 مطورًا عقاريًا جديدًا إلى السوق، كما تم تسجيل 410 آلاف عقد إيجار من مختلف الفئات في كل أرجاء دبي، ووصل عدد الوسطاء العقاريين خلال العام الماضي 5933 وسيطا، ومكاتب الوسطاء إلى 2285 مكتبا.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».