اعتاد أثرياء وشخصيات خليجية على ممارسة متعة صيد الحبارى في المناطق الصحراوية في باكستان والجزائر، وحتى بادية العراق، لكن هذه الهواية أصبحت مصدر خطر محدق بعد أن أغرى وجود أفراد ينتمون لأسر حاكمة لصوصًا وعصابات، وحتى ميليشيات، للإيقاع بهم لأغراض الابتزاز المالي والسياسي.
لكن أغرب ما في قصة الاعتداء الأخير على قافلة صيد قطرية في إقليم بلوخستان، جنوب غربي باكستان، أنها بدأت كعمل خيري وانتهت بشحذ السكاكين في وجه الصيادين ومرافقيهم. في تلك المنطقة، اقترب قرويون من مخيم في الصحراء يعتقد أن أفرادًا من الأسرة الحاكمة في قطر يوجدون فيه، ضمن قافلة تمارس هواية صيد الحبارى هناك، وطلب الأهالي من الحراس الباكستانيين المرافقين السماح بمقابلة الشيخ الزائر في المخيم بغية «حثه على التبرع لبناء مسجد»، كما تقول السلطات المحلية، لكن الحراس ردّوا القرويين على أعقابهم، فما كان منهم إلا أن عادوا بأعداد أكبر، وهجموا على المخيم وهم يحملون البنادق والسكاكين، وأوقعوا جرحى ومصابين.
وفي حين أكد مصدر قطري، لـ«الشرق الأوسط»، وقوع الحادث، دون الكشف عن ملابساته، نقلت وكالة «رويترز» عن نائب مفوض المنطقة التي وقع فيها الهجوم، محمد يسار، أن فريق الصيد لم يصب بأذى، لكن ثلاثة من حراس الأمن أصيبوا خلال الهجوم الذي وقع مساء أول من أمس، في موساخيل في إقليم بلوخستان، جنوب غربي باكستان.
وأضاف: «تم رفع دعوى على 25 شخصًا».
وذكرت الشرطة أن القرويين لجأوا إلى العنف بعد منعهم من مقابلة الشيخ الزائر لطلب تبرعات لبناء مسجد.
وأكد مسؤول قطري مشارك في رياضة صيد الصقور أن مجموعة كبيرة من الرجال هاجمت قافلة الصيد التي ضمت عضو الأسرة القطرية الحاكمة الذي رفض تحديد هويته، لكنه قال إن فريق الصيد بخير.
وقال المسؤول: «الصيادون القطريون يقدمون طلبات للحصول على تصريحات حكومية للصيد، ويدفعون مقابل ذلك، ويتبرعون للمجتمعات المحلية ولحماية البيئة... للأسف وقعت هجمات قادتها جماعات مسلحة». وهذا ليس الهجوم الأول، ففي ديسمبر (كانون الأول) 2015، خطف نحو 100 مسلح 26 قطريًا على الأقل من مخيم للصيد في الصحراء بالعراق، قرب الحدود مع السعودية. وتم إطلاق سراح فرد من العائلة الحاكمة القطرية في أبريل (نيسان) 2016، مع مرافقه باكستاني الجنسية. ويعتقد أن الخاطفين مرتبطون بجماعات سياسية تضغط لتحقيق مطالبهم بالإفراج عن زملاء لهم أسروا في المعارك الدائرة في سوريا.
ويحظى طائر الحبارى بشعبية جارفة، ويحب أثرياء العرب لحمه، وهناك أساطير تحيط بهذا اللحم، ويلاحقه الصيادون في أماكن وجوده، ولذلك فهو طائر نادر.
وتعي الحبارى جيدًا أنها مطلوبة، ولذلك تقضي أكثر أوقاتها في الترحال والهجرة لحماية جنسها من الانقراض، مثلما تهاجر من بيئاتها الباردة في فصل الشتاء لبيئات أكثر دفئًا في آسيا أو أفريقيا.
ويدرج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الحبارى من بين الأنواع المهددة بخطر الانقراض، إذ تتراوح أعداد الطائر في العالم بين 50 ألفًا و100 ألف. وقد اختفى الحبارى تقريبًا من شبه الجزيرة العربية. والعام الماضي، رفعت المحكمة العليا في باكستان حظرًا على صيد الحبارى، بعد أن قالت الحكومة إنه يضر بالعلاقات مع الدول الخليجية التي يسافر رعاياها الأثرياء عادة لباكستان لصيد الطيور المهددة بالانقراض باستخدام الصقور.
8:17 دقيقة
قرويون باكستانيون استهدفوا قافلة قطرية للصيد
https://aawsat.com/home/article/832541/%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81%D9%88%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%AF
قرويون باكستانيون استهدفوا قافلة قطرية للصيد
طريق الحبارى لم يعد آمنًا
- الدمام: ميرزا الخويلدي
- الدمام: ميرزا الخويلدي
قرويون باكستانيون استهدفوا قافلة قطرية للصيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة