ميركل تدعو لمعايير أمنية موحدة في جميع الولايات الألمانية

دوسلدورف: التونسي العامري لم يعمل مخبرًا سريًا بالاستخبارات المحلية لدينا

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام اجتماعات حزبها الديمقراطي المسيحي بزعامتها في مدينة بيرل بولاية زارلاند أمس (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام اجتماعات حزبها الديمقراطي المسيحي بزعامتها في مدينة بيرل بولاية زارلاند أمس (إ.ب.أ)
TT

ميركل تدعو لمعايير أمنية موحدة في جميع الولايات الألمانية

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام اجتماعات حزبها الديمقراطي المسيحي بزعامتها في مدينة بيرل بولاية زارلاند أمس (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام اجتماعات حزبها الديمقراطي المسيحي بزعامتها في مدينة بيرل بولاية زارلاند أمس (إ.ب.أ)

دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لوضع معايير أمنية موحدة في مكافحة الإرهاب والجرائم في جميع الولايات الاتحادية بألمانيا. وقالت أمس، بعد اجتماع قادة حزبها في مدينة بيرل الألمانية بولاية زارلاند، الذي تم التشاور خلاله بشأن النهج الذي سيتم اتخاذه في الانتخابات البرلمانية لعام 2017: «عندما نعيش في جمهورية ألمانيا الاتحادية الموحدة، فلا بد أن يكون لدينا المعايير الأمنية ذاتها في جميع الولايات». وأشارت إلى أنه ليس أمرا منطقيا ألا يكون غير ممكن القيام بحملة تفتيش عشوائية في ولاية شمال الراين - فيستافليا مثلا أو أن تكون قواعد المراقبة مختلفة. وأوضحت المستشارة أن كل شخص له الحق في الأمن، مؤكدة أنه لن يمكنه العيش في حرية إلا إذا كان آمنا. وأشارت ميركل أيضا إلى أن حزبها المسيحي الديمقراطي لا يهتم بمكافحة الإرهاب فحسب، ولكن يهتم بالجرائم الأخرى أيضا.
وفي دوسلدورف (ألمانيا) ذكر متحدث باسم وزارة وفي الداخلية المحلية لولاية شمال الراين - فيستافليا الألمانية، أمس، أن التونسي المتهم بتنفيذ هجوم الدهس في برلين أنيس العامري لم يكن مخبرا سريا للمكتب المحلي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بالولاية). يذكر أن الكتلة البرلمانية لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي في برلمان الولاية قدمت استفسارا عن ذلك لدى الحكومة المحلية للولاية. وأكد متحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب ميركل، قائلا: إنها نقطة ضمن قائمة أسئلتنا لوزارة الداخلية، وكانت وسائل إعلام أثارت سابقا السؤال عن احتمالية أن يكون وجود تعاون مع الاستخبارات الداخلية بمثابة تفسير لعدم وقف السلطات الأمنية لأنيس العامري منفذ حاث الدهس في الوقت المناسب.
يذكر أن العامري، 24 عاما، كان مصنفا من جانب أكثر من مؤسسة أمنية في ألمانيا على أنه خطر، ومع ذلك تسنى له تنفيذ هجوم الدهس بشاحنة في إحدى أسواق أعياد الميلاد وسط العاصمة الألمانية برلين يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي أودى بحياة 12 شخصا على الأقل.
وفي بيرل تعتزم الحكومة الاتحادية الألمانية تشديد الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد نشر أي تعليقات مليئة بالكراهية أو شتائم أو سباب أو أكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس في مدينة بيرل بولاية زارلاند الألمانية إن «وزير العدل الاتحادي هايكو ماس سوف يعرض خلال الأسابيع المقبلة مشروع قانون يضم قائمة من الغرامات لمثل هذه الأفعال على الإنترنت».
وأكد كاودر أنه يتعين على شبكات التواصل الاجتماعي تحمل التزام القيام برد فعل في غضون 24 ساعة على أي شكاوى يتم تقديمها، لافتا إلى أنه يتم بذلك الحيلولة دون مواصلة انتشار الشتائم والتعليقات المليئة بالكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن ذلك ليس رقابة. وأوضح قائلا: «يتعلق الأمر بما يسري في العالم الواقعي وبما يسري أيضا في العالم الرقمي». وشدد أيضا على أهمية أن يكون هناك موظفون مختصون لدى هذه المواقع من أجل العمل على الشكاوى، لافتا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي لم تقم حتى الآن بأي رد فعل مؤثر. وأشار إلى أنه لم يتم التحدث حتى الآن بشكل مباشر عن قيمة الغرامات، ولكنه أكد أنه سيتم فرضها في إطار الحد الذي تكون فيه الغرامة مؤلمة، وإلا لن تكون مؤثرة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».