القوات العراقية تضبط مواد كيماوية خلال عمليات تمشيط جامعة الموصل

مقتل العشرات بقصف لمنزل قيادي في «داعش» بالجانب الأيمن

عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في جامعة الموصل أمس (أ.ب)
عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في جامعة الموصل أمس (أ.ب)
TT

القوات العراقية تضبط مواد كيماوية خلال عمليات تمشيط جامعة الموصل

عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في جامعة الموصل أمس (أ.ب)
عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب خلال مواجهة مع مسلحي «داعش» في جامعة الموصل أمس (أ.ب)

واصلت القوات العراقية أمس، لليوم الثاني على التوالي، تمشيط بنايات جامعة الموصل التي اقتحمتها في وقت متأخر أول من أمس وعثرت على مواد كيماوية استخدمت في محاولة تصنيع أسلحة.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، من جهاز مكافحة الإرهاب، لوكالة رويترز في المجمع إن الاشتباكات لا تزال مستمرة. وقال: إن القوات دخلت الجامعة ومشطت المعهد التقني وكليتي الأسنان والآثار. وأضاف أنه سيتم تحرير الجامعة بالكامل في غضون ساعات.
وبينما كانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب محتشدة في مقصف الجامعة وتعاين خريطة للمنطقة حلقت طائرة من دون طيار يشتبه أنها تابعة لتنظيم داعش فوقها فأطلقت القوات النار عليها.
ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن الساعدي قوله إن «فرق الجهد الهندسي التابعة للجهاز، وجدت خلال عمليات التطهير التي تجريها في مباني جامعة الموصل، 9 براميل تحتوي على مواد كيماوية أولية لوقود الصواريخ والمتفجرات في مختبرات كلية العلوم». وأوضح الساعدي، أن «التنظيم كان يخطط لاستخدام هذه المواد في صناعة متفجرات يستخدمها ضد القوات، إلا أن الوقت لم يسعفه، خاصة أن عناصرنا تمكنت من الوصول إلى مقر الجامعة وتحريره». وتابع: «داعش يستخدم أسلحة مرتجلة، فالإنتاج يتم بأسلوب تقليدي، لأن غالبية قادة التنظيم هم ضباط سابقون في الجيش العراقي أو أجهزة الاستخبارات، ولذلك يميلون إلى الاستخدام التقليدي».
وتقول الأمم المتحدة إن المتشددين استولوا على مواد نووية كانت تستخدم في أغراض البحث العلمي بجامعة الموصل عندما اجتاحوا المدينة ومناطق واسعة من شمال العراق وشرق سوريا في 2014. وكان مسؤولون أميركيون وجماعات حقوقية وسكان قالوا: إن تنظيم داعش استخدم مواد كيماوية بينها غاز الخردل في عدد من الهجمات في العراق وسوريا.
وتشكل استعادة السيطرة على الجامعة مكسبا استراتيجيا مهما وستسمح للقوات العراقية بتقدم أسرع نحو نهر دجلة الذي يقول ضباط بالجيش إن القوات ستتمكن من أن تشن الهجمات منه على غرب المدينة الذي يخضع لسيطرة المتشددين.
من جهته، قال قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان له، إن «قوات الجيش طهرت حي الحدباء، شمالي المدينة من داعش، والتحمت مع قوات مكافحة الإرهاب في جامعة الموصل».
إلى ذلك، أفاد سكان في مدينة الموصل بأن نحو 30 مدنيا قتلوا الأسبوع الماضي في ضربة جوية بمنطقة يسيطر عليها تنظيم داعش. وقال شهود إنه لم يتضح إن كانت الضربة من تنفيذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أم القوات العراقية. وأضافوا أنهم رأوا سقوط ثلاثة صواريخ على الأقل في منطقة الموصل الجديدة بغرب المدينة يوم الخميس في ضربة استهدفت فيما يبدو منزل قيادي كبير في التنظيم يدعى حربي عبد القادر. وأشار أحد السكان في وقت متأخر الليلة الماضية إلى أن عبد القادر لم يكن في المبنى وقت الضربة لكن عددا من أفراد أسرته قتلوا.
بدوره، أعلن «مشروع ضحايا حرب العراق»، الذي تديره مجموعة من الأكاديميين ونشطاء السلام الذين يقومون بإحصاء عدد قتلى الهجمات في البلاد منذ عام 2003، أن تقارير تفيد بمقتل ما بين 21 و25 مدنيا يوم الخميس في ضربة بتلك المنطقة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.