قبائل يمنية تواجه الانقلاب وانشقاقات في حزب المؤتمر الشعبي

قبائل يمنية تواجه الانقلاب وانشقاقات في حزب المؤتمر الشعبي
TT

قبائل يمنية تواجه الانقلاب وانشقاقات في حزب المؤتمر الشعبي

قبائل يمنية تواجه الانقلاب وانشقاقات في حزب المؤتمر الشعبي

انتفضت قبائل يمنية أمام جماعة الحوثي الانقلابية، بعد مواصلة الميليشيات المدعوة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقوات الحرس الجمهوري التابعة له ممارسات الإجرامية تجاه كل معارض من أبناء الشعب اليمني، بالعدوان على القبائل وقتل المشايخ زعمائها بدم بارد.
وأورد تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية، أمس، أن قبيلة حاشد «انقضت في وجه ميليشيات الحوثي بعد تعمد أحد الحوثيين قتل الشيخ عبد الله الغولي، وهو أحد مشايخ قبيلة حاشد الكبار، ودعت إلى طرد تلك الميليشيات من أراضيها».
وطالب أفراد القبيلة التي يبلغ تعدادها، حسب تقديرات سابقة، ثلاثة ملايين فرد، بينهم 300 ألف عنصر مسلح، بالرد على هذا الاعتداء من ميليشيات الحوثي، التي تعمدت إهانة وإذلال القبيلة بقتل أحد شيوخها، مؤكدين أن السكوت عن هذه الحادثة أمر معيب وشائن لسمعة القبيلة، وفقا للتقرير، الذي أوضح أن القبيلة اتهمت في اجتماع لها القيادي الحوثي «القحوم» بقتل الشيخ الغولي، واصفة ذلك الحادث بأنه وصمة عار في وجه المخلوع علي عبد الله صالح، الذي يتاجر بدمائهم تحت أقدام أطفال الحوثي.
وكان الحوثيون استخدموا أراضي قبيلة حاشد، ودخلوها بتعزيزاتهم العسكرية وإيعاز من المخلوع صالح للإضرار بالأمن اليمني قبل سنتين؛ وهو الأمر الذي لاقى انتقادات من اليمنيين؛ كون الميليشيا تسرح وتعبث بأراضي كبرى القبائل اليمنية، ويقتل أطفال الحوثي مشايخها وزعماءها بدم بارد.
من جهة أخرى، كشف قيادي بارز في حزب المخلوع صالح، عن انشقاقه وانضمامه إلى صف الشرعية اليمنية التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، في أحدث انشقاق يحصل داخل معسكر صالح المتحالف مع إيران.
وقالت مصادر يمنية في عدن إن «القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة البيضاء الشيخ علي صالح الطيري، أعلن انشقاقه عن حزب صالح وانضمامه إلى الشرعية»، مشيرة إلى أن الشيخ الطيري يعد من أبرز زعماء القبائل في البيضاء، وأن انشقاقه عن صالح يشكل ضربة موجعة.
وأكدت المصادر، أن زعيم قبائل العرش بالبيضاء أعلن استعداده فتح معسكرات لمواجهة العدوان الحوثي العفاشي، على محافظة البيضاء. وقال المصدر إن «الشيخ الطيري انشق عن الانقلابين عقب اغتيال أطفال الحوثيين الذين جندتهم الميليشيات لأحد الضباط الموالين للزعيم القبلي»، وأكد المصدر أن «الشيخ الطيري دعا قبائل العرش إلى الاستعداد لمواجهة الانقلابيين الحوثيين الذين اعتدوا على بلاده».
على الصعيد نفسه، أعلنت قبائل الصبيحة في مديريتي المضاربة وطور الباحة بمحافظة لحج أول من أمس «النفير العام، وكذا التصعيد في جميع الخطوط الملتهبة مع الحوثيين، وخصوصا في جبهة الأغبرة، والظهورة والخزام والبراحة، وكذا في جبهة كهبوب وجبهة المحاولة، بمناطق صبيحة لحج».
ونقل التقرير عن شيخ قبلي «أن هذا التصعيد غير المسبوق يأتي بعد سقوط الشهيد العميد عمر سعيد الصبيحي قائد اللواء الثالث حزم في معارك الرمح الذهبي.. وأن قبائل الصبيحة قررت الثأر للشهيد عمر الصبيحي ودحر الميليشيات الانقلابية من حدود مناطق الصبيحة، والمشاركة مع المقاومة والجيش بمعركة الرمح الذهبي الذي يهدف لتحرير الساحل الغربي من براثن الميليشيات».
ويأتي هذا التصعيد بعد تجدد المواجهات بين الميليشيات من جهة والمقاومة وقبائل الصبيحة من جهة أخرى، في جبهات الصبيحة الغربية، وقال التقرير: «أسفرت المواجهات عن سقوط شهيد وجريح في صفوف المقاومة والقبائل»، لافتا إلى «تكبد ميليشيات الحوثي وصالح خسائر كبيرة في العدة والعتاد، وسقوط عشرات القتلى من الميليشيات».
وفي تطور آخر، ازدادت الانقسامات داخل دائرة صالح الضيقة، وظهرت، طبقا للتقرير، الاتهامات بشكل علني من صالح للضباط الموالين له.
واستشهد التقرير بنشر إحدى الصحف التابعة لصالح في صنعاء اتهامات لرئيس جهاز الأمن القومي السابق اللواء علي الانسي ومدير مكتبه أثناء توليه الرئاسة بالخيانة، وقال التقرير إنها «أول مرة يوجه صالح تهمة الخيانة للواء الانسي الذي كان يمثل صندوق أسراره».
كما اتهمت صحيفة «اليمن اليوم»، حديثا، اللواء غالب القمش، الذي تولى جهاز الأمن السياسي طوال فترة رئاسة صالح، بالتهمة ذاتها، وهجوم صالح على أحد المقربين منه واتهامهم بالخيانة، موضحا أنها مؤشرات «تبين بشكل واضح التخبط الذي وصل له صالح وعدم ثقته بأحد».
وكانت وسائل الإعلام التابعة لصالح وجهت التهم والهجوم على من وقفوا ضده، غير أن اللافت هو إضافة اللواء الانسي واللواء القمش لقائمة أعداء صالح.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».