الميليشيات تزرع مئات الألغام في الساحل الغربي تحسبا لوصول قوات الجيش

«الرمح الذهبي» تتوغل في غرب تعز * إحباط هجوم لقوات الحوثي وصالح على مأرب

جانب من المعدات التي أتلفت إثر تقدم الجيش اليمني في منطقة ذو باب (أ.ف.ب)
جانب من المعدات التي أتلفت إثر تقدم الجيش اليمني في منطقة ذو باب (أ.ف.ب)
TT

الميليشيات تزرع مئات الألغام في الساحل الغربي تحسبا لوصول قوات الجيش

جانب من المعدات التي أتلفت إثر تقدم الجيش اليمني في منطقة ذو باب (أ.ف.ب)
جانب من المعدات التي أتلفت إثر تقدم الجيش اليمني في منطقة ذو باب (أ.ف.ب)

تتوالى انتصارات الجيش اليمني المسنودة من طيران التحالف العربي في جبهات تعز الغربية منذ إعلان عملية «الرمح الذهبي» قبل أيام وتحقيقها انتصارات على الأرض.
وفي الأثناء، باشرت ميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية زارعة المئات من الألغام على إمداد الشريط الساحلي الممتد من مديرية الدريهمي، وصولا إلى مديرية الخوخة، وعلى عدد من المواقع الرئيسية في الخط الرئيسي؛ خشية وصول قوات الجيش اليمني والتحالف العربي إلى مدينة الحديدة وتحرير ثاني أكبر ميناء في اليمن، بعدما اقتربت قوات الجيش من تحرير الساحل الغربي والشريط الساحلي لليمن، والسيطرة على مواقع تطل على الخط الرئيسي الواصل بين محافظتي الحديدة – تعز.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الميلشيات الانقلابية «أقدمت على منع الصيادين من ممارسة أعمالهم على الشريط الساحلي الممتد إلى سواحل الحيدة، وكذلك المزارعون من دخول أراضيهم، مرجحين ذلك بسبب زراعة الميلشيات للألغام بشكل كبير، في محاولة منها إعاقة وصول قوات الجيش اليمني».
وأكدت المصادر تقدم قوات الجيش مستمر في جميع الجبهات، وبخاصة في الجبهة الغربية، أمس، وتمكنها من تحرير مواقع في الربيعي وأجزاء من جبل المنعم التي كانت خاضعة للميليشيات الانقلابية وتقترب من تطهير الجبل الاستراتيجي بشكل كامل والاقتراب من السيطرة على الطرق المطلة على طريق الحديدة – تعز، إضافة إلى إحباط محاولات تسلل قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في محيط جبل غباري بالكدحة الموازي لمديرية الوازعية، وأجبروهم على الفرار، في التزامن مع استمرار التقدم في مديرية الوازعية».
وقالت المصادر إن «وحدات من الجيش اليمني تعمل على تأمين جميع المواقع التي تم تحريرها في الساحل الغربي وفي جبهات المدينة بعد تطهيرها من الألغام التي زرعتها الميليشيات، ويسعى للوصول إلى مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في تبة الخلوة والسوداء، غير أن الميليشيات تعوض عن خسائرها بالقصف العنيف والعشوائي على أحياء تعز السكنية وقرى حمير والمواسط».
وفي جبهات محافظة تعز، حققت قوات الجيش اليمني، أمس، تقدما جديدة في جبهة الربيعي الغربية، وطهرت قرية تُبيشعة وتبتي طورة والمنظار، فيما لا تزال المواجهات في عدد من المناطق، علاوة على تحريرها جبل المنعم الاستراتيجي على أطراف الربيعي.
ورافق اندلاع المعارك بين الطرفين، قصف الميليشيات على مواقع الجيش اليمني في جبل المنعم والتبة السوداء وقرى الضباب والوازعية وحمير مقبنة.
وبينما تتواصل المعارك في جبهة الوازعية (غرب المدينة) في ظل تقدم الجيش إلى مركز مديرية الوازعية، شهدت قرى منطقة الكدحة وقرى الوازعية نزوحا جماعيا للأهالي بعد تعرض قراهم وعدد من المنازل للقصف العنيف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الميليشيات الانقلابية.
إلى ذلك، قال شهود عيان إن ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في شرف العنين في جبل حبشي: «أطلقت النار على جنازة تشييع زوجة المواطن الحاج عبد حسان من قرية العنين وأصابت أحد المشيعين يدعى علي بن علي عبد المجيد الذي توفي على الفور، وبينما قامت ابنته تسحب جثته هي الأخرى أطلق قناص الميليشيات النار عليها وأصابها».
وفي الوقت الذي تتداعى فيه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وتحلقها الهزائم المتتالية جراء تحقيق الجيش اليمني الانتصارات الكبيرة في المحاور كافة، بحسب ما تحدث به رئيس هيئة الأركان اللواء الركن، محمد علي المقدشي، خلال زيارته، أمس، للواء 26 سبتمبر (أيلول) وكتيبة الحزم بجبهة بيحان، تواصل قوات الجيش في جبهات الجوف ومأرب ونهم والبيضاء، التصدي لمحاولات الميليشيات المتكررة التقدم إلى مواقعها.
ففي مأرب، أحبطت قوات الجيش هجوما شنته الميليشيات الانقلابية على مواقعها في منطقة صرواح الواقعة بين صنعاء ومأرب، وسقط 3 قتلى من صفوف الميليشيات جراء المواجهات التي اندلعت بين الطرفين.
وفي ميدي، أعلنت قوات الجيش اليمني تصديها لمحاولة تسلل نفذتها الميلشيات الانقلابية على قطاع «اللواء الثاني حرس»، سقط على إثرها قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي وصالح جراء المواجهات التي اندلعت بين الطرفين، وفقا للمركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».