دليلك لتجنب عودة الأمراض القديمة

تحذيرات طبية من تداعيات الحالات المرضية السابقة

دليلك لتجنب عودة الأمراض القديمة
TT

دليلك لتجنب عودة الأمراض القديمة

دليلك لتجنب عودة الأمراض القديمة

يمكن أن تبرأي من الجروح وتشفي من الأمراض التي ألمت بك في وقت ما، إلا أن تداعياتها طويلة الأجل قد تخلق مشكلات صحية لك بعدها بعقود.
بفضل الطب الحديث، ينجح معظم الناس في اجتياز بعض الحوادث والأمراض دون تداعيات تذكر، مثل التعرض لكسر في الساق بسبب حادثة تزلج، أو التعرض لسفعة الشمس بعد قضاء يوم على الشاطئ، أو النظر إلى وقت اضطررت خلاله إلى قضاء عطلة نهاية الأسبوع بأكملها طريحة الفراش بسبب مرض أصبت به في الطفولة، باعتبارها ذكريات بعيدة. لذا، فإن المرء قد يصاب بالدهشة لدى علمه أن إصابة تعود إلى عقود ماضية بإمكانها استثارة موجة جديدة من المتاعب الصحية.
لذلك، فإنه من المهم أن تخضعي لفحص طبي بصورة دورية. وحتى إذا لم تكوني بحاجة إلى فحص طبي سنوي، فإن بإمكانك عرض تاريخك الطبي على الفريق الطبي الذي تتعاملين معه كي يتفحص العناصر الموجودة في تاريخك الطبي التي قد تعاود مهاجمتك مستقبلاً. في هذا الصدد، أوضحت د. كارين كارلسون، الطبيبة لدى مستشفى ماساتشوستس العام التابعة لجامعة هارفارد، أنه: «عندما يتفحص الأطباء الأفراد بانتظام، فإن ذلك يمكننا من بناء معرفة أفضل بهم تساعدنا في تفسير الأعراض التي يتعرضون لها في ظل إطار عام أوضح بكثير».
المؤكد أن إدراكك لطبيعة المشكلات التي قد تواجهها مستقبلاً والانتباه إلى الأعراض الجديدة بإمكانه الحد من التداعيات طويلة الأمد لأية إصابات أو أمراض قديمة. وينطبق القول ذاته على تناول نظام غذائي نباتي، وممارسة تدريبات رياضية معتدلة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا والخضوع إلى الاختبارات والتحاليل الطبية التي يوصي بها الأطباء.
* إصابات المفاصل والتهاباتها
تشكل العظام المكسورة والالتواءات الشديدة السبب وراء قرابة 12 في المائة من إجمالي حالات التهاب المفاصل في وقت لاحق. يذكر أن التعرض لكسر أو التواء من الممكن أن يتسبب في تغييرات طفيفة في أسلوب عمل المفاصل، حتى بعد علاجها. وحال تعرض الغضروف الذي يحمي مفصلاً ما لضرر، فإن العظام قد تبدأ في حك بعضها بعضًا، مما يفاقم الأضرار التي تعانيها المفاصل ويجذب انتباه جهاز المناعة بالجسم. ومع سعي خلايا جهاز المناعة دون جدوى إصلاح المفصل، تزداد الالتهابات، مما يؤدي إلى تورم وآلام نطلق عليها التهاب المفاصل.
بالنسبة لما يمكن أن نفعله حيال هذا الأمر، فإنه ينبغي التنويه أولاً بأنه ليس جميع الإصابات القديمة بالمفاصل تؤدي لاحقًا إلى الإصابة بالتهاب المفاصل. وبمقدورك الحيلولة دون حدوث ذلك من خلال السيطرة على وزنك بحيث تقللين بأقصى قدر ممكن العبء على المفاصل. واحذري الالتفاف إلى الخرافة التي تزعم بأن التدريبات الرياضية تتسبب في أو تفاقم التهابات المفاصل. وفي الواقع، فإن النشاط البدني المستمر ضروري لتقوية العضلات الداعمة للمفاصل، وكذلك لتقليل الالتهابات.
* سفعات الشمس وسرطان الجلد
إذا كنت قد ترعرعت خلال الحقبة التي جرى النظر إلى اللون الذهبي البراق للبشرة باعتباره أحد العناصر القيمة من منظور الموضة ومؤشرًا على الصحة الجيدة، قد تكونين قد تعرضت لسفعة شمس أثناء بقائك تحت أشعة الشمس لفترة طويلة.
وتتمثل التأثيرات طويلة الأمد لسفعة الشمس في أضرار ناجمة عن نمط ما من الأشعة فوق البنفسجية «يو في بي UVB». وتوحي الأبحاث بأن أشعة «يو في بي» تسبب نوعًا متفردًا من الطفرة الجينية التي تسمح بنمو مستمر للخلايا، مما يؤدي بدوره إلى ظهور السرطان. وبوجه عام، يعتقد عدد كبير من الخبراء أنه كلما زادت مرات تعرضك لسفعة الشمس، ارتفعت احتمالات إصابتك بسرطان في خلايا الجلد أو الميلانوما melanoma (الأورام القتامية)، خاصة إذا وقعت هذه الحروق خلال فترة الطفولة أو المراهقة.
أما ما يمكنك عمله للتقليل من الآثار السلبية لهذا الأمر، فهو إجراء فحوصات طبية بانتظام حال حدوث أي تغيير في الجلد. وعليك مراقبة أي تغييرات قد تطرأ في صورة شاملة أو ظهور جروح خشنة حرشفية. وعبر الرصد والعلاج المبكر، يصبح من الممكن علاج قرابة 90 في المائة من سرطانات الجلد. ومن البديهي بطبيعة الحال أن تحرص على توفير الحماية لجلدك لوقايته من أية أضرار إضافية. وعليك المواظبة على عادة وضع كريم حماية من أشعة الشمس في أي وقت تخرجين فيه إلى الشمس، حتى خلال أيام الشتاء.
* الجدري المائي والهربس النطاقي
حتى لو كنت لا تتذكرين إصابتك أثناء الطفولة بالجدري المائي، فإن الاحتمال الأكبر أنك تعرضت لفيروس جدري الماء النطاقي varicella zoster المسبب لمرض الجدري المائي chickenpox.
رغم أن الجدري المائي قد لا يستمر لأكثر من 10 أيام، فإن الفيروس يبقى كامنا وراءه وقد يبقى بداخلنا إلى الأبد، ليتراجع إلى داخل عقدة حسية، وهي مجموعة من الخلايا في جذر عصب ينقل الأحاسيس من الجسم إلى الحبل الشوكي والمخ. وحال معاودة الفيروس نشاطه، فإنه ينتشر على طول العصب الحسي المرتبط به على جانب من الجسم ليسبب طفحًا جلديًا يتمثل في بثور مؤلمة تعرف باسم الهربس النطاقي أو حزام النار shingle.
ومن أجل التصدي لذلك، عليك الحصول على لقاح الهربس النطاقي، «زوستافاكس Zostavax.» وقد نال التطعيم باللقاح موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية بالنسبة لأي شخص يبلغ 50 عامًا أو أكثر، وتبلغ نسبة فاعليته قرابة 50 في المائة. وإذا شعرت بحكة أو وخز أو ألم بأحد جانبي جسدك، عليك طلب العلاج الطبي فورًا. وبإمكان العقاقير المضادة للفيروسات تخفيف حدة هجوم الهربس النطاقي، إذا ما جرى تناولها فور ظهور الأعراض.
* الالتهاب الحوضي وآلام الحوض
يعتبر داء الالتهاب الحوضي pelvic inflammatory disease عدوى يتعرض لها الجهاز التناسلي للمرأة والذي يمكن ألا تلتفت إليه إذا كانت الأعراض بسيطة.
وعادة ما يظهر داء الالتهاب الحوضي كنتاج لعدوى ما يعرف باسم «المتدثرة أو الكلاميديا chlamydia» أو «السيلان gonorrhea». لكن من الممكن أيضًا ظهوره جراء ميكروبات لا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وفي الوقت الذي عادة ما لا يترك داء الالتهاب الحوضي تداعيات طويلة الأمد حال علاجه سريعًا بالمضادات الحيوية، فإن ثمة حالات إصابة خفيفة قد تمر دون أن ينتبه إليها أحد، وبالتالي لا يجري علاجها. وللأسف، فإنه حال عدم علاج داء الالتهاب الحوضي أو التأخر في علاجه، قد تظهر ندوب في أنسجة الحوض تسبب فقدان القدرة على الإنجاب وألمًا مزمنًا بمنطقة الحوض بعد ذلك بسنوات.
وعليه، فإنه حال شعورك بألم في حوض دون مبرر واضح، ينبغي أن تعرضي نفسك على الطبيب. ومن المهم تحديد ما إذا كان الألم بسبب عدوى أو أي سبب آخر، مثل سرطان الرحم أو المبيض - وهو ما يتطلب علاجًا فوريًا. وقد لا يكون الألم دومًا بسبب نسائي، وإنما أحيانًا يكون نتاجًا لمشكلة أخرى، مثل مشكلة في الأمعاء. وإذا كان الألم الذي تشعرين به ناجمًا عن جروح، فإنك قد تحتاجين إلى علاج طبيعي أو جراحة منظار.
* الأمراض المعوية
تشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 35 في المائة من الأفراد الذين يعانون من التهاب المعدة، الذي قد ينتج بدوره من مجموعة واسعة من الفيروسات والبكتريا، يتعرضون لاحقًا للإصابة بمتلازمة القولون المتهيج irritable أو العصبي bowel syndrome (IBS).
حتى الآن، لم يتوصل العلماء إلى سبب قاطع وراء هذا الأمر، لكن النظرية الأوسع انتشارًا تقول إن البكتريا المعوية التي تعاون في تنظيم عملية الهضم يجري التخلص منها في خضم محاولات الجسم التصدي للبكتريا المعوية. وتأتي النتيجة في صورة نوبات متكررة من الانقباضات والإسهال يجري تشخيصها باعتبارها متلازمة القولون المتهيج.
أما ما يمكنك فعله حيال ذلك فيكمن في التعرف على أعراض التهاب المعدة مثل الألم أو الشعور بالحرقة في الجزء العلوي من البطن والغثيان والانتفاخ - وينبغي السعي لتلقي العلاج حال استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام. وكلما طال أمد نوبة التهاب المعدة، زادت مخاطرة إصابتك بمتلازمة القولون المتهيج. وبمجرد التأكد من إصابتك بهذه المتلازمة، يتمثل العلاج في إحداث تغييرات بالنظام الغذائي وتناول مواد حيوية تعين المعدة «البروبايوتيك».
* علاج السرطان وأمراض القلب
إذا كنت قد تلقيت علاجًا من سرطان الثدي أو داء هودغن، فإن ذلك يعني أنك قد تلقيت عقاقير، أو جرعات إشعاع، أثرت على القلب.
وقد ظهرت ارتباطات بين العلاج الكيميائي بعقاقير «الأنثروسيكلين anthracyclines» مثل «دوكسوربيسبين doxorubicin» (أدرياميسين Adriamycin) أو العلاجات المستهدفة مثل «ترازتوزوماب trastuzumab» و«هيرسبتين (Herceptin»، وبين التحسن الدراماتيكي بمعدلات الشفاء والنجاة. ومع ذلك، فإن العلاجات والعقاقير ذاتها من الممكن أن تضر عضلة القلب والشريان التاجي، ويزيد مخاطرة التعرض لارتفاع الدم وعدم انتظام نبضات القلب وقصور القلب خلال السنوات التالية.
واليوم يجري تصميم العلاج الإشعاعي على نحو يحد من الأضرار التي تصيب القلب بأكبر قدر ممكن. ومع هذا، فإن النساء اللائي خضعن لعلاج من سرطان الثدي أو داء هودغن منذ عقود ماضية، يواجهن مخاطرة مرتفعة للإصابة بأمراض القلب.
وإذا كنت من هذه الفئة، عليك الحديث إلى طبيبك، فقد تحتاجين لفحص للقلب. كما عليك متابعة وزنك وضغط الدم بدقة، لأن زيادة أي منهما قد يشكل مؤشرًا مبكرًا على قصور القلب.
*رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.