النظام يسوّق لـ«مصالحات» في وادي بردى على وقع تصعيد عسكري

مصادر من المنطقة نفت دخول فرق صيانة لإصلاح الأعطال بعين الفيجة

صبي مع جدته قرب حاجز تفتيش لقوات الأسد في دير قانون بوادي بردى أمس حيث يحاول بعض المدنيين الهرب من القصف (أ.ف.ب)
صبي مع جدته قرب حاجز تفتيش لقوات الأسد في دير قانون بوادي بردى أمس حيث يحاول بعض المدنيين الهرب من القصف (أ.ف.ب)
TT

النظام يسوّق لـ«مصالحات» في وادي بردى على وقع تصعيد عسكري

صبي مع جدته قرب حاجز تفتيش لقوات الأسد في دير قانون بوادي بردى أمس حيث يحاول بعض المدنيين الهرب من القصف (أ.ف.ب)
صبي مع جدته قرب حاجز تفتيش لقوات الأسد في دير قانون بوادي بردى أمس حيث يحاول بعض المدنيين الهرب من القصف (أ.ف.ب)

صعّد النظام السوري وحلفاؤه في الساعات الماضية من عملياتهم العسكرية في منطقة وادي بردى في ريف دمشق بالتزامن مع سعيهم لتسويق «مصالحات فردية» والحديث عن اتفاقات تم توقيعها، وهو ما نفته الفصائل المسلحة في المنطقة جملة وتفصيلا، فيما أفادت «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» بـ«مبادرة طرحتها قوات النظام يتم نقاشها بين الأهالي والثوار من دون التوصل لأي اتفاق حتى الساعة».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم أنّه تم «عقد اجتماع مع قادة الفصائل المسلحة بحضور القائد العسكري السوري في وادي بردى انتهى إلى اتفاق مبدئي غير نهائي، بخروج المسلحين الغرباء عن وادي بردى باتجاه ريف إدلب وتسوية أوضاع المسلحين من أبناء المنطقة». ولفت المحافظ إلى أنه بموجب الاتفاق «ستدخل القوات الحكومية السورية إلى المنطقة لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة تمهيدا لدخول فرق الصيانة والإصلاح إلى عين الفيجة لإصلاح الأعطال والأضرار التي لحقت بمضخات المياه والأنابيب نتيجة الأعمال القتالية».
بالمقابل، نفت الهيئة الإعلامية في وادي بردى إتمام أي مصالحة أو توقيع أي اتفاق مع النظام، لافتة إلى أنّه «طرح مبادرة تتم حاليا مناقشتها بين الأهالي والفصائل المسلحة».
وقال أبو محمد البرداوي، عضو الهيئة والناشط في وادي بردى، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام «تصر على ترحيل المسلحين إلى إدلب شرطا أساسيا لوقف إطلاق النار»، لافتا إلى أن «قوات الأسد وحلفائه صعّدوا في الساعات الماضية من عملياتهم العسكرية ردا على خسائر بشرية وبالعتاد، تمكنت فصائل المعارضة من إلحاقها بهم».
من جهته، نفى ضياء الحسيني، الناشط في ريف دمشق، كل ما تداوله مقربون من النظام عن دخول فرق صيانة لإصلاح الأعطال في عين الفيجة تمهيدا لعودة المياه إلى دمشق، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» استمرار هجمات النظام «بشكل أعنف مما كانت عليه».
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فتحدث عن مساع يقوم بها النظام لتنفيذ «اتفاقات مصالحة» بشكل انفرادي بقرى في وادي بردى في ريف دمشق، على أن يتم تحييدها عن العمليات العسكرية، دون تنفيذ اتفاق «مصالحة كامل» يشمل كل منطقة الوادي. وأفادت مواقع إخبارية مقربة من النظام بـ«موافقة العشرات من مسلحي قرى وادي بردى على المصالحة» لافتا إلى أنّهم «تجمعوا على حاجز دير قانون لتسوية أوضاعهم بعد موافقتهم على كل الشروط التي عرضتها القيادة العسكرية ولجان المصالحة».
وتختصر المعارضة مطالبها في «فك الحصار المفروض على 100 ألف مدني، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وتوفير العلاج للمرضى والمصابين، ووقف استهداف المدنيين المتواصل منذ 3 أسابيع». كما تحثّ «الطرفين الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار؛ تركيا وروسيا، على إرسال وفد من الخبراء والمختصين، لمعاينة ما جرى في عين الفيجة ومسؤولية النظام في ذلك، والعمل على إصلاحه وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق بأسرع وقت ممكن».
وتشهد المنطقة التي تبعد 15 كيلومترا عن دمشق وتعد مصدر المياه الرئيسي للعاصمة، معارك منذ 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إثر هجوم بدأته قوات النظام للسيطرة على المنطقة أو دفع مقاتلي المعارضة إلى اتفاق «مصالحة» مشابه لما شهدته مدن عدة في محيط دمشق في الأشهر الأخيرة. وبعد يومين من المعارك، تضررت إحدى مضخات المياه الرئيسية في عين الفيجة، مما أدى إلى قطع المياه بالكامل عن معظم دمشق. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه. وقالت الأمم المتحدة إن 5.5 مليون شخص في دمشق محرومون من المياه أو يعانون من نقص فيها جراء ذلك.
وقالت «شبكة الدرر الشامية» إن فصائل المعارضة تصدت ليل الثلاثاء - الأربعاء في وادي بردى لـ«أعنف هجمة تنفذها قوات الأسد والميليشيات التابعة لها على مناطق بسيمة وكفير الزيت». وذكرت أن «الوادي تعرض لقصف صاروخي هو الأعنف منذ بدء الحملة قبل نحو 20 يومًا؛ حيث استهدفت قرية بسيمة بأكثر من 50 صاروخا تبعتها عشرات قذائف المدفعية والدبابات، فضلاً عن سقوط عدة براميل؛ منها ما هو محمل بمادة النابالم الحارقة».
ولم يقتصر تصعيد النظام العسكري على منطقة وادي بردى في ريف دمشق، بل شمل محافظتي حلب وإدلب شمال البلاد، حيث أفيد بتنفيذ طائرات حربية سورية غارات عدة بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء على مناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المحافظتين السابق ذكرهما. وأشار المرصد إلى أن «الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام صعدت قصفها على مناطق عدة في محافظة حلب بعد منتصف الليل»، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أبرزها الأتارب وخان العسل في ريف حلب الغربي. وفي محافظة إدلب، استهدفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام بلدة تفتناز بعد منتصف الليل، ما تسبب بمقتل 3 مقاتلين معارضين.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في سوريا في 30 ديسمبر الماضي، بموجب اتفاق روسي - تركي، شهدت معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة تراجعا في وتيرة الغارات من دون أن تتوقف.



واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
TT

واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد

سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)
سودانيون يتسلمون الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للنازحين جراء الحرب في مدينة مروي السودانية (أ.ف.ب)

قال «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة»، اليوم (الأحد)، إن طفلاً واحداً من كل 3 يواجه سوء التغذية الحاد في السودان، وهو ما يجعل البلاد على شفا مجاعة.

وشدَّد «برنامج الأغذية العالمي» على أن الحاجة لدعم الأفراد في السودان باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وتسببت الحرب في أكبر أزمة لجوء في العالم، ووضعت مناطق عديدة بالسودان على شفا المجاعة.

وانتشرت المجاعة في 5 مناطق في السودان، وفقاً لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر حديثاً، وتدعمه الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً