طرحت مجموعة من السياسيين والعسكريين الإسرائيليين والأميركيين، على طاولة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، توقيع معاهدة حلف دفاعي مشترك، بديلا لنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
ويرى هؤلاء، أن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مجرد خطوة رمزية، لكنها قد تعود على البلدين بكوارث سياسية وأمنية، بينما الحلف الدفاعي خطوة ذات بعد استراتيجي: «لأنها تمنح إسرائيل تفوقا استراتيجيا من الدرجة الأولى»، كما يقول يوسي بيلين، الوزير السابق في حكومات إسرائيلية عدة، ويضيف: «لقد كانت إسرائيل معنية جدا بتحالف دفاعي كهذا، منذ تخلي بن غوريون عن فكرة الحياد الإسرائيلي بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة... لقد آمن جدا بحاجة إسرائيل إلى ضمان دعم قوة عظمى لها، لكن القوة العظمى أبدت اهتماما أقل في هذا الشأن. لقد تخوفت من الموقف أحادي الجانب، ومن المس بمصالحها الجيدة مع الدول العربية الغنية بالنفط. لدينا كثير من الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، التي تمنحنا امتيازات كبيرة، أنها تسمى «مذكرات تفاهم»؛ وكانت المفاوضات حولها معقدة وصعبة، وهي تخدمنا منذ سنوات كثيرة، لكنها لا تشكل في أي منها (معاهدة دفاع)، تعني أن كل هجوم على إسرائيل يعتبر هجوما على الولايات المتحدة (والعكس أيضا)... هذا الموضوع لم يطرح بشكل منظم على جدول الأعمال المشترك للدولتين، لم يكن هناك وضع طلبت فيه إسرائيل ذلك والولايات المتحدة رفضت. لقد طرح بين الحين والآخر خلال محادثات بين صناع القرارات في الجانبين. في الجانب الإسرائيلي حظيت الفكرة بدعم من اليسار واليمين على حد سواء. وفي الولايات المتحدة ساد التخوف من أنه في حال توقيع تحالف كهذا مع إسرائيل، فإن الدول العربية ستوقع على تحالف مع الاتحاد السوفياتي، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كان هناك من أوضح لنا بأنه لا يمكن توقيع معاهدة كهذه، طالما لم يجر حل الصراع بيننا وبين جيراننا. التجربة التي تراكمت في السنوات الأخيرة، والعلاقات الاستراتيجية الحميمة التي تطورت بين الدولتين، والتطورات في العالم العربي تسمح اليوم بإعادة طرح فكرة الحلف الدفاعي، فإذا أصغت الإدارة إلى ذلك، فسيمنع تفويت الفرصة».
وكانت مصادر سياسية قد أكدت أن مسؤولين كبارا في الحزب الجمهوري، يمارسون الضغوط اليوم على ترامب، للعمل بسرعة على تنفيذ وعده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في يوم القدس المصادف 24 مايو (أيار) المقبل. وقال أعضاء مجلس الشيوخ، الذين يضغطون على ترامب لتنفيذ وعده، إن هذه الخطوة ستنطوي على «رسالة واضحة للعالم بشأن العلاقة العميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة». لكن ترامب يتلقى في الأيام الأخيرة، رسائل عكسية من دول عربية وأوروبية، تحذر من الخطر الكامن في نقل السفارة. وجاء في تلك الرسائل، أن «هذه الخطوة ستخرب على الجهود المبذولة لتحقيق اتفاق سلام، بل ستؤدي إلى موجة عنف في الشرق الأوسط». وذكر هؤلاء بالموقف المتحدي الذي أعلنه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، خلال لقاء متلفز، حين قال، إنه «في حال نقل السفارة لن نواصل الاعتراف بإسرائيل، وهذه الخطوة ستدمر فرص العملية السلمية». كما حذرت وزارة الخارجية الأميركية الطاقم الذي يعد لانتقال الإدارة إلى ترامب، من أن خطوة كهذه يمكن أن تعتبر استفزازية في نظر الدول العربية والفلسطينيين، وستشكل خطرا على حياة الدبلوماسيين الأميركيين، لكن رجال ترامب لا يتأثرون، كما يبدو، من هذا التحذير، وقالوا إن «نقل السفارة في مقدمة الأولويات». ونشرت شبكة «سي إن إن»، أمس، أنه يجري دراسة تسوية في الوقت الحالي، تنص على انتقال السفير فقط والعمل من مبنى القنصلية في القدس، على أن يبقى مقر السفارة في تل أبيب.
ومن هنا، بادرت مجموعة من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين إلى طرح بديل أقوى من نقل السفارة، هو إقامة حلف دفاعي.
من جهة ثانية، أوضح ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لن يشارك في مراسم تقلد دونالد ترامب للرئاسة الأميركية في الأسبوع المقبل، وقال ديوان نتنياهو، إنه أولا لم تجر دعوته للمراسم، وإنه في كل الأحوال، لا يشارك قادة أجانب في مراسم كهذه. ونفوا في ديوان نتنياهو أن يكون لإلغاء الزيارة أي علاقة بالتحقيق معه في قضايا الفساد، وقالوا إنه جرى اتخاذ القرار في أعقاب تقييم أجراه نتنياهو، وقرر في نهايته البقاء في البلاد، بسبب مؤتمر باريس، والنقاشات التي سيجريها مجلس الأمن في موضوع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
عسكريون إسرائيليون وأميركيون يطرحون على ترامب توقيع حلف دفاعي
رأوا في نقل السفارة إلى القدس كوارث سياسية وأمنية محتملة
عسكريون إسرائيليون وأميركيون يطرحون على ترامب توقيع حلف دفاعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة