قال ريكس تيلرسون، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وزيرا للخارجية، ردا على أسئلة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه «في حين تسعى روسيا إلى اكتساب الاحترام على الساحة الدولية، فان أنشطتها الأخيرة تتنافى والمصالح الأميركية». كما أقر بأن روسيا تشكل خطرا دوليا وأن أنشطتها الأخيرة «تتنافى» مع المصالح الأميركية.
وواجه تيلرسون، الحديث العهد بالسياسة والذي قضى كامل حياته المهنية في قطاع الطاقة، انتقادات شديدة لتفاوضه مع كثير من الزعماء المتسلطين في العالم خلال العقود التي قضاها في مجموعة «إكسون موبيل». لكنه أكد أنه سيتبنى في حال تثبيته في منصبه سياسة خارجية أكثر تشددا مما كانت عليه في السنوات الأخيرة. وقال: «من أجل تحقيق الاستقرار الذي يعد أساسيا للسلام والأمن في القرن الحادي والعشرين، يتحتم عدم تجديد القيادة الأميركية فحسب، بل تأكيد موقعها أيضا». تيلرسون حرص في هذا الصدد على طمأنة الكونغرس؛ بمن فيه بعض الجمهوريين المشككين، بأنه سيتبنى موقفا حازما حيال روسيا.
وبعدما انتقد الرئيس المنتخب آلية عمل الحلف الأطلسي، قال تيلرسون المقرب هو نفسه من بوتين: «من حق حلفائنا في الحلف الأطلسي أن يقلقوا من بروز روسيا مجددا». وأضاف، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية: «روسيا اليوم تطرح خطرا، لكنها لا تتصرف بشكل لا يمكن التكهن به لتحقيق مصالحها». ويقيم تيلرسون، (64 عاما) المتحدر من تكساس، علاقة منذ عام 1999 مع بوتين يقول إنها «وثيقة»، وقلده الرئيس الروسي وسام الصداقة الذي تمنحه روسيا للأجانب.
من جهة أخرى، هاجم تيلرسون الصين، عادًا أن القوة الآسيوية تلاحق «أهدافها الخاصة» ولم تساعد بما يكفي في ضبط كوريا الشمالية. وقال إن بكين «لم تكن شريكا أهلا للثقة لاستخدام نفوذها بهدف احتواء كوريا الشمالية» وأنشطتها النووية، معتبرا أن أهداف الصين كانت أحيانا «تتناقض مع المصالح الأميركية».
يتعين على تيلرسون الذي كان يتولى حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي رئاسة مجلس إدارة أكبر مجموعة نفطية مدرجة في البورصة، إقناع الكونغرس بأنه قادر على الانتقال من عالم الأعمال والطاقة إلى رئاسة أكبر شبكة دبلوماسية في العالم. لكنه لفت إلى أن الخلافات مع بكين حول بعض المسائل يجب ألا تستبعد «شراكة مفيدة» في مسائل أخرى.
أما وزير العدل المعين جيف سيشنز فيمثل أمام مجلس الشيوخ لليوم الثاني على التوالي، بعد أن نفى أول من أمس اتهامات قديمة بالعنصرية، وحاول طمأنة أعضاء المجلس القلقين حيال أي سلوك يمكن أن يمس بالأقليات والحريات الفردية.
وكان سيناتور ألاباما أعرب عن معارضته مشروع قانون يمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وعن أن تقنية «الإيهام بالغرق» التي حظرتها إدارة باراك أوباما «مخالفة للقانون ولا تجوز أبدا»، وندد بكل أشكال التعذيب. إلا أن سيشنز المعارض للإجهاض وزواج المثليين تعهد بأن يحترم قرارات المحكمة العليا في هذا الصدد.
وحول تهديد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه سيقاضي هيلاري كلينتون، قبل أن يعدل عن ذلك بعد انتخابه، فقد امتنع سيشنز عن التعهد أو استبعاد أي ملاحقات في قضية بريدها الإلكتروني و«مؤسسة كلينتون».
وتابع السيناتور: «لكنني أعتقد أنه من اللائق أن أتنازل عن أي ملف تحقيق حول كلينتون». وأضاف: «هذا البلد لا يعاقب الخصوم السياسيين؛ بل يحرص على ألا يكون أحد فوق القانون».
وكانت جلسة أول من أمس صاخبة؛ فقد اعترض متظاهرون مرات عدة الجلسات من مقاعد الحضور. وهتفت امرأة: «امنعوا هؤلاء الخنازير الفاشيين من تولي السلطة».
وكان سيشنز اتهم عام 1996 بالإدلاء بتصريحات عنصرية، وبأنه انتقد عمل جمعيات الدفاع عن الحقوق المدنية في ألاباما، وبأنه أشار إلى إحدى كبرى هذه الجمعيات بأنها «معادية للولايات المتحدة» مما حرمه من التعيين في منصب قاض فيدرالي.
ورد سيشنز (70 عاما) بأنها اتهامات لا أساس لها، وندد برسم كاريكاتوري يعود إلى عام 1986 ولا يزال يلاحقه، قائلا: «أكره (كو كلاس كلان) وما تمثله وعقيدتها».
كما أضاف، في ما يتعلق بالأقليات: «أفهم تاريخ الحقوق المدنية بعمق، والتأثير الرهيب المترتب على التمييز المتواصل والمنهجي والقيود على الحق في الاقتراع، على إخواننا من الأميركيين السود».
ريكس تيلرسون يهاجم أنشطة موسكو خلال جلسة تثبيته
حرص على طمأنة الكونغرس بأنه سيتبنى موقفًا حازمًا
ريكس تيلرسون يهاجم أنشطة موسكو خلال جلسة تثبيته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة