تركيا تستعيد جثتي جنديين فقدا في سوريا

تركيا تستعيد جثتي جنديين فقدا في سوريا
TT

تركيا تستعيد جثتي جنديين فقدا في سوريا

تركيا تستعيد جثتي جنديين فقدا في سوريا

استعادت تركيا جثتي جنديين فقدا في سوريا بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأعلن تنظيم داعش خطفهما، وفق ما أفادت وسائل الإعلام التركية أمس.
ولم تذكر وسائل الإعلام ظروف مقتل الجنديين، مكتفية بالقول إن «جثتي الشهيدين» ستسلمان إلى عائلتيهما لدفنهما.
وأعلن الجيش التركي في 29 نوفمبر الماضي أنه فقد الاتصال مع جنديين في سوريا بعد أن أعلنت وكالة «أعماق» التابعة للجهاديين أنهما مخطوفان لدى التنظيم المتطرف.
ونقلت الصحف التركية عن متحدث باسم فصيل «كتيبة حمزة» السوري المعارض أنه تمت مبادلة جثتي الجنديين بستة أسرى لتنظيم داعش كان فصيله يحتجزهم.
ونشر التنظيم في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي شريط فيديو يظهر لقطات حرق رجلين مقيدين أحياء، وأكد أنهما جنديان تركيان. لكن تركيا لم تؤكد صحة الشريط.
وتشن تركيا عملية واسعة في شمال سوريا منذ نهاية أغسطس (آب) لإخراج الجهاديين من المناطق المجاورة لها ووقف توسع المقاتلين الأكراد السوريين. وقتل نحو أربعين جنديًا تركيًا منذ بدء العملية معظمهم في هجمات نفذها التنظيم.
في السياق نفسه، أعلن الجيش التركي، أمس، مقتل 19 إرهابيًا من تنظيم داعش الإرهابي، واستهداف سلاح الجو والمدفعية 367 موقعًا للتنظيم في «الباب» شمال سوريا، في إطار عملية «درع الفرات».
وقال بيان صادر عن القوات المسلحة التركية، إن الوحدات المشاركة في عملية «درع الفرات» تواصل دعمها لقوات الجيش السوري الحر، وأن المدفعية التركية استهدفت 340 موقعًا لـ«داعش» هي مواقع دفاعية وملاجئ للتنظيم الإرهابي شمال سوريا، في حين أن مقاتلات تركية استهدفت 27 موقعًا في محيط مدينة الباب وقريتي «بزاعة» و«سفلانية» بالمنطقة، دمرت خلالها ملاجئ وأسلحة للتنظيم. وأكد البيان مقتل 19 عنصرًا من «داعش» في الغارات الجوية والقصف المدفعي، فضلاً عن تدمير 3 سيارات مزودة برشاشات، ومدفع من طراز «1x57» مم، و3 منصات إطلاق قذائف هاون.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.