قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن الحديث في المفاوضات المتوقعة بين النظام والمعارضة السورية يوم 23 يناير (كانون الثاني) الحالي، سيدور حول «تعزيز نظام وقف الأعمال العدائية، والمضي في العملية السياسية»، لافتًا في تصريحات أمس إلى قرار مجلس الأمن رقم «2254»، ومشددا على أن «هذا هو جدول أعمالنا» في «آستانة».
وكان تشوركين قد وجه انتقادات حادة أمس لمن وصفهم بالمشككين في نجاح مفاوضات آستانة، وذلك في رده على تصريحات ماثيو رياكروفت، مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة الذي قال إنه «لدى لندن شكوك بخصوص اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بوساطة روسيا وتركيا»، معربا عن «قلق بريطانيا من العدد الكبير لانتهاكات وقف إطلاق النار». كما شكك مندوب بريطانيا بإمكانية أن تؤدي مفاوضات آستانة إلى حل القضايا المتعلقة بإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، مشددا على «الحاجة لاستئناف تلك العملية برعاية الأمم المتحدة، وهو ما يعني مفاوضات في جنيف التي دعا إليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا»، حسب قول رياكروفت.
وفي رده على تلك التصريحات وصف تشوركين موقف المندوب البريطاني بأنه تصريحات عن «الذين لا يؤمنون» بالنجاح، مشددا على أن «اللقاء في آستانة مرحلة مهمة في عملية التسوية السورية».
إلا أن تصريحات تشوركين لم تحمل أي وضوح بشأن آخر التطورات الفعلية حول التحضيرات للقاء آستانة، كما كان عدم الوضوح طابعا مميزا للتصريحات بهذا الصدد من العاصمة الروسية موسكو؛ إذ أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الرئاسية الروسية، في تصريحات صحافية أمس، أن التحضيرات جارية لجولة المفاوضات السورية في آستانة، وأشار إلى أنه «من غير الواضح الفترة التي ستستمر خلالها المفاوضات»، مؤكدًا أن «التحضيرات تجري بصورة مكثفة بما فيه الكفاية لتلك المفاوضات»، موضحًا أن المشاركة الروسية فيها ستكون على مستوى الخبراء، رافضًا الإفصاح عن أي معلومات أو تفاصيل أخرى بشأن الدعوات والمشاركين وجدول الأعمال.
من جانبه، كشف قدري جميل، رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، أن المعارضة السياسية السورية لم تحصل حتى الآن على دعوات إلى آستانة. وفي تصريحات نقلتها عنه وكالة «ريا نوفوستي»، قال جميل إن «الدعوات كانت قد وُجهت لممثلي الفصائل (المعارضة) المسلحة فقط من جانب واحد، وللنظام من الجانب الآخر، برعاية تركيا وروسيا»، لافتًا إلى أن «تشكيل وفد موحد للمعارضة» مسألة ضرورية لإطلاق مفاوضات مباشرة مع النظام، معربا عن قناعته بأن «وجود عدد كبير من الوفود يعطل عمليا وفعليا بدء المفاوضات المباشرة».
في الشأن الميداني، واصلت وزارة الدفاع الروسية أمس نشر تقاريرها الصادرة عن مركز حميميم لمراقبة وقف إطلاق النار، بعد أن أضافت لها منذ مطلع العام الحالي فقرة لتسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار بموجب اتفاق أنقرة. وأمس جاء في التقرير أن «الجانب الروسي في ممثلية اللجنة الروسية - التركية المشتركة الخاصة بالنظر في المسائل المتصلة بانتهاكات الاتفاقية الموحدة، قد سجل خرقا واحدا لوقف إطلاق النار، وذلك في اللاذقية»، أما «الجانب التركي في ممثلية اللجنة المشتركة فقد سجل 13 انتهاكًا (خرقا)؛ هي: 4 في دمشق، و3 في حماه، واثنان في حلب، واثنان في حمص، وانتهاكا واحدا في درعا، ومثله في إدلب»، وفق ما جاء في نص التقرير على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية. ويسجل الجانب الروسي الانتهاكات من جانب المعارضة بينما يسجل الجانب التركي انتهاكات النظام والقوى التي تقاتل إلى جانبه، لوقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد والجماعات الطائفية الموالية لإيران قصفها وادي بردى الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، دون أن تخوض أي معارك مع إرهابيي «داعش» في القلمون ومناطق انتشارهم الأخرى في محيط دمشق، قال فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة للقوات الروسية إن «عمليات تطهير مناطق ريف دمشق من الإرهابيين تشارف على النهاية». وفي اجتماع أمس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لكبار ضباط وزارة الدفاع الروسية، قدم غيراسيموف عرضا لنتائج العمليات في سوريا، وقال إن «المجموعات المسلحة الكبرى في مناطق حماه وحمص تم القضاء عليها خلال هذه الفترة، ويجري تطهير محافظة اللاذقية من المسلحين، بينما تشارف على الانتهاء عملية تحرير مناطق ريف دمشق من الإرهابيين»، حسب غيراسيموف الذي أشار إلى أن «المقاتلات الروسية نفذت منذ بدء العملية العسكرية في سوريا 19 ألفا و160 طلعة جوية قتالية، وجهت خلالها 71 ألف ضربة لمواقع البنى التحتية للإرهابيين. فضلا عن تحرير 12.36 ألف كيلومتر مربع، و466 منطقة سكنية في سوريا من الجماعات الإرهابية».
كما قدم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عرضا كذلك لنتائج العمليات الروسية في الاجتماع ذاته، وقال إن القوات الجوية الروسية نفذت خلال العام الماضي في سوريا المهمة التي كلفها بها الرئيس الروسي، معربا عن أسفه لعدم تقديم التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة أي دعم للقوات الروسية، لافتًا إلى أن تنفيذ تلك المهمة «تطلب تركيز مجموعة جوية جدية في سوريا، وتحريك مجموعة سفن حاملة الطائرات، فضلا عن قوات إضافية من القوات الجوية الفضائية، وجذب الشرطة العسكرية» للمشاركة في العمليات في سوريا.
الكرملين يؤكد تحضيرات مكثفة لـ«آستانة»... وتشوركين يدافع عن نجاحها
لندن تشكك بنجاح اللقاء وتؤكد الحاجة لمفاوضات في جنيف
الكرملين يؤكد تحضيرات مكثفة لـ«آستانة»... وتشوركين يدافع عن نجاحها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة