القضاء المصري يحظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤونه على مواقع التواصل الاجتماعي

نائب رئيس المجلس الأعلى لـ«الشرق الأوسط»: يتضمن كل ما يتعلق بالرواتب والجزاءات

القضاء المصري يحظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤونه على مواقع التواصل الاجتماعي
TT

القضاء المصري يحظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤونه على مواقع التواصل الاجتماعي

القضاء المصري يحظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤونه على مواقع التواصل الاجتماعي

في خطوة مثيرة للجدل، قرر مجلس القضاء الأعلى في مصر أمس، حظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤون القضاء والقضاة على مواقع التواصل الاجتماعي كافة على الإنترنت. وقال المستشار عادل الشوربجي، النائب الأول لرئيس مجلس القضاء الأعلى، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «القرار يحظر على القضاة بالإضافة إلى المواطنين نشر أي أخبار حول شؤون القضاء الداخلية التي تتضمن على سبيل المثال الرواتب والمكافآت والجزاءات، والتحقيقات الداخلية مع القضاة».
ويأتي ذلك القرار بعد أيام من حظر النائب العام النشر في القضية المعروفة إعلاميا بـ«الرشوة الكبرى»، والمتهم فيها قيادات من مجلس الدولة، باستغلال النفوذ وتلقي رشى، جار التحقيقات بشأنها.
وقال بيان للمجلس، في ختام جلسته أمس، حظر نشر أي أخبار تتعلق بشؤون القضاء والقضاة على المواقع الإلكترونية كافة (مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت) أيا كانت طبيعتها أو القائمين عليها. وأكد المجلس في البيان، أن مخالفة الحظر سيترتب عليه توقيع الجزاءات التأديبية الواردة في قانون السلطة القضائية، أو إخطار جهات التحقيق إذا لزم الأمر.
وأوضح المستشار الشوربجي، أن القرار يشمل جميع الشؤون الداخلية للقضاء، فلا يصح أن ينشر ما يخصهم على مواقع الإنترنت سواء كانت إخبارية أو مواقع تواصل اجتماعي، مثل المكافآت والترقيات وكذلك الجزاءات والرواتب، مؤكدًا أن القرار يطبق على القضاة، وكذلك أي مواطن آخر ينشر مثل تلك المعلومات الحساسة.
ونوه بأن القاضي المخالف سيحال للتحقيق داخليا وفقا للمنصوص عليه في قانون السلطة القضائية، فيما سيحال غير القاضي من المواطنين العاديين إلى جهات التحقيق المختصة.
وأكد الشوربجي، أن الدستور يحذر التعرض لشؤون القضاة الداخلية، والتجاوز في حقهم، وهو ما شهدته وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي استدعى التدخل لإيقافه.
ووجه نشطاء انتقادات إلى الحكومة المصرية، بسبب زيادات في رواتب عدد من المؤسسات بالدولة، من بينها القضاء، في وقت تشهد فيه البلاد ظروفا اقتصادية قاسية، رغم تعلل الحكومة بأن زيادات الرواتب بعد ثورة يناير قبل أربع سنوات كانت سببا رئيسيا في ارتفاع عجز الموازنة العامة.
وسبق أن استنكر نادي قضاة مصر تداول أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بزيادة مرتبات القضاة أو صرف مكافآت لهم أو فرض رسوم إضافية على أوراق وخدمات لصالحهم. وقال النادي في بيان له: «إزاء الهجمة الشرسة التي تستهدف القضاء وأحكامه وشؤونه، يهيب نادي القضاة بالشعب المصري العظيم الذي نحن جزء منه وتصدر الأحكام باسمه، أن يظل على عهده داعمًا للقضاء حصن العدالة وملاذ كل مظلوم، وأن يفطن لما يحاك بالوطن من مؤامرات باستهداف سلطاته». وطالب وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بألا تجعل ساحاتها الإعلامية «منابر لمن ينال من قضاء مصر وقضاته».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.