ستة رؤساء أركان سابقين يحذرون نتنياهو ووزراءه مما يعتبرونه تحريضًا

ستة رؤساء أركان سابقين يحذرون نتنياهو ووزراءه مما يعتبرونه تحريضًا
TT

ستة رؤساء أركان سابقين يحذرون نتنياهو ووزراءه مما يعتبرونه تحريضًا

ستة رؤساء أركان سابقين يحذرون نتنياهو ووزراءه مما يعتبرونه تحريضًا

أصدر خمسة من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي السابقين بيانا يدعمون فيه رئيس الأركان الحالي، غادي أيزنكوت وجهاز القضاء العسكري، في مواجهة التحريض الذي يتعرضون له منذ الحكم بإدانة الجندي اليؤور أزاريا بتهمة القتل، بإطلاق النار على الشاب الفلسطيني الجريح، عبد الفتاح الشريف قبل تسعة شهور، وانضم إليهم، رئيس الأركان السابق، إيهود براك، الموجود في الخارج. ووجه هؤلاء الجنرالات، وهم: بيني غانتس، وغابي أشكنازي، ودان حالوتس، وموشيه يعلون، وشاؤول موفاز، بمبادرة من صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في اجتماع عقدوه، رسالة تحذير إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزرائه وغيرهم من نشطاء اليمين المتطرف، من مغبة الاستمرار فيما عدّوه تحريضا ضد الجيش وقيادته. وقالوا إن التحريض على الجيش لم يبدأ في الأسبوع الماضي، ولكن خلال قراءة قرار الحكم على الجندي أزاريا، حين هتف أنصاره، الذين تظاهروا خارج مقر وزارة الأمن في تل أبيب «غادي، غادي احذر، رابين يبحث عن صديق». وحرضوا بذلك، على قتل رئيس الأركان أيزنكوت، إلى جانب تهديد القضاة والمدعي العسكري، الأمر الذي يولد واقعا مقلقا لا يمكن تجاوزه. وقال غانتس خلال اللقاء: «نحن نسمح لأقلية صغيرة بالسيطرة والصراخ. يجب وقف الصراخ وبدء التفكير، كيف وصلنا إلى وضع أصبح فيه أيزنكوت والقضاة يحتاجون إلى حمايتهم من اليهود؟ لدينا رئيس أركان قوي، جدي ومستقر. أنا لست قلقا عليه وإنما على الدولة. يجب على المجتمع معرفة الأصوات التي يختار الإصغاء لها. في الواقع المعقد يجب مواجهة ذلك وعلى القادة عدم الانجرار وراء التحريض».
ووصف أشكنازي الوضع «بالتجاوز الخطير للخط الأحمر»، وقال: «أدعو الجميع إلى رفع أيديهم عن الجيش ورئيس الأركان». وانتقد حالوتس القيادة السياسية التي اتهمها بالتقصير في أداء مهامها. وقال إن «على الدولة أن تشعر بالقلق إزاء الوضع الذي يتحمل فيه الجيش المسؤولية عن حماية وجهها الأخلاقي، هذا دور القيادة. ولكن حين يوجد الفراغ، يتم تعبئته، لبالغ الحظ، من قبل قادة من أمثال رئيس الأركان أيزنكوت». وقال يعلون، الذي شغل منصب وزير الأمن أثناء وقوع قضية أزاريا، إن «الجيش هو السور الواقي لدولة إسرائيل، والعامل الوحيد للأسس الأكثر أهمية لوجودنا هنا. يحظر علينا المس بأيدينا بالقوة الواقية، والسماح لمن يقدمون مصالحهم الخاصة على مصالح الدولة، بالمس به». وأوضح موفاز: «كل من يطلب العفو يحاول تحقيق مكاسب سياسية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».