توقيف 4 شيشانيين قبل عبورهم إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»

إجراءات جديدة لإسقاط الجنسية عن الأتراك المتورطين في الخارج بموجب الطوارئ

عملية أمنية ضد «داعش» في تركيا («الشرق الأوسط»)
عملية أمنية ضد «داعش» في تركيا («الشرق الأوسط»)
TT

توقيف 4 شيشانيين قبل عبورهم إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»

عملية أمنية ضد «داعش» في تركيا («الشرق الأوسط»)
عملية أمنية ضد «داعش» في تركيا («الشرق الأوسط»)

فرضت الحكومة التركية إجراءات جديدة بموجب حالة الطوارئ المطبقة في البلاد، تقضي بإمكانية سحب الجنسية من المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج ويشتبه بتورطهم في بعض القضايا.
وتقضي الإجراءات التي تضمنها مرسوم حكومي صدر في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، ونشر في الجريدة الرسمية في تركيا أمس (السبت)، بإلغاء الجنسية إذا تم اتهام تركي يعيش في الخارج بجرائم خطيرة ولم يعد إلى تركيا خلال ثلاثة أشهر، على الرغم من إبلاغه بذلك. وسيتعين على الحكومة في هذه الحالة أن تتخذ قرارًا.
وقضى المرسوم أيضًا بأن يندرج الأشخاص في تلك الفئة، إذا ثارت شبهات حول مشاركتهم في محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي، والتي فرضت بعدها حالة الطوارئ، أو إذا اتهموا بتشكيل منظمة مسلحة.
والمرسوم الذي يتوقع حقوقيون أن يطول الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا، الذي تطالب أنقرة بتسليمه لاتهامه بتدبير محاولة الانقلاب، هو والمئات من أتباعه، فضلاً عن مئات من الناشطين الأكراد في أوروبا، هو واحد من ثلاثة مراسيم طوارئ أصدرتها الحكومة ليل الجمعة - السبت.
وقضى المرسومان الآخران بفصل أكثر من 6 آلاف من العاملين بالشرطة والموظفين المدنيين والأكاديميين، استمرارًا لما تسميه الحكومة بـ«حملة تطهير» أعقبت محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو، ولا تزال مستمرة.
وضمن المراسيم الثلاثة، قررت الحكومة إقالة 2687 من ضباط الشرطة، و1699 من مسؤولي وزارة العدل، و838 من وزارة الصحة، و649 أكاديميًا، و135 مسؤولاً في هيئة الشؤون الدينية. كما قضت المراسيم بإغلاق 83 جمعية، وإعادة فتح 11 صحيفة. وفي إطار حملة التطهير التي تواصلها الحكومة، كشفت إحصاءات رسمية عن حبس 41 ألفًا، وفصل أو وقف نحو 130 ألفًا عن العمل، بينما أعادت الحكومة نحو 5 آلاف موظف إلى أعمالهم بعد انتهاء التحقيقات معهم.
وتضمنت المراسيم الجديدة أيضًا تعديلاً في استخدام السلاح لأغراض الأمن الخاص، كما منحت الشرطة صلاحية التوصل إلى هوية مشتركي الإنترنت.
وكانت حالة الطوارئ قد أعلنت في تركيا في 21 يوليو، وجددت للمرة الأولى في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثم جددها البرلمان التركي بموجب مذكرة من الحكومة الأسبوع الماضي، لمدة 3 أشهر جديدة تبدأ من 19 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفي سياق قريب، أكد مسؤولون في وزارة العدل التركية أنَّ الطلبات التي أرسلتها الوزارة إلى نظيرتها الأميركية من أجل توقيف وتسليم الداعية فتح الله غولن، لم ترسل إلى المحاكم الأميركية المختصة. وبحسب المسؤولين، فإن الملفات الأربعة المنفصلة، وطلب التوقيف المؤقت بحق غولن، المرسلة من قبل أنقرة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، لم تُرسل إلى المحاكم الأميركية المختصة بعد.
كانت وزارة العدل التركية قد أرسلت لنظيرتها الأميركية، في 19 يوليو الماضي، 4 ملفات، وأرسلت في 10 سبتمبر (أيلول) الماضي طلبًا بتوقيف مؤقت بحق غولن الذي ينفي أي ضلوع له، أو لحركة «الخدمة» التابعة له، في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وكان وفد من وزارة العدل الأميركية قد زار أنقرة في 22 و23 أغسطس (آب) الماضي، وأجرى مباحثات مع المسؤولين بوزارة العدل التركية حول ملف غولن والأدلة المتعلقة بصلته بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
كما قام وفد تركي برئاسة وزير العدل التركي بكر بوزداغ، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، بزيارة لواشنطن، التقى خلالها وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش، حيث تم إبلاغ الجانب الأميركي بأن غولن يقف وراء إعطاء الأمر بتنفيذ الانقلاب في تركيا، وشدّدوا على أهمية توقيفه المؤقت إلى حين تسليمه إلى تركيا.
وتطلب أنقرة من واشنطن تسليم غولن بموجب اتفاقية «إعادة المجرمين» المبرمة بين الجانبين عام 1979.
وتمسكت الإدارة الأميركية بأن تسليم غولن هو عملية قانونية بحتة، وأنها ليس بإمكانها التدخل فيها، بينما تتهم أنقرة واشنطن بعدم التجاوب مع جهودها لتسليمه.
على صعيد آخر، أصدرت محكمة في محافظة مرسين، جنوب تركيا، أمس (السبت)، قرارًا بحبس 4 أشخاص من الشيشان بتهمة محاولة التسلل إلى سوريا، والانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن مرسين قد تلقت بلاغًا حول استعداد 4 أشخاص من الشيشان للسفر من بلدة طرسوس في مرسين إلى محافظة هطاي بهدف التسلل إلى سوريا، والانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي، فقامت بإلقاء القبض عليهم، وعثرت بحوزتهم على بطاقات مزورة تشبه تلك التي تمنح للاجئين السوريين بصورة مؤقتة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».