إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

* الزنجبيل والأدوية: هل تناول الزنجبيل يتعارض مع تناول أي أدوية؟
وفاء.ج. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول فوائد تناول الزنجبيل وعلاقة ذلك بتناول أنواع مختلفة من الأدوية، وحول مقادير الزنجبيل الطازج والجاف. ولاحظي معي أن الزنجبيل منذ العصور القديمة يُستخدم كأحد أنواع البهارات التي تُضاف إلى الأطعمة وأنواع من المشروبات الباردة والحارة، وهناك كثير من الإشارات في أنواع الطب القديم في آسيا حول فوائده الصحية المتعددة، ولكن لا تتوفر أدلة علمية حتى اليوم تثبت جدوى استخدامه بوصفه دواءً مستقلاً في معالجة أي نوع من الأمراض لدى البشر، وهذا لا يعني بالضرورة أنه غير مفيد صحيًا.
وللتقريب، فإن البرتقال له فوائد صحية كثيرة وغني بكثير من المعادن والفيتامينات، ولكن لا توجد أدلة علمية على جدواه بصفته دواءً مستقلاً لعلاج أي من الأمراض المعروفة، وهذا الأمر لا يُقلل مطلقًا من القيمة الغذائية والصحية للبرتقال.
يحتوي الزنجبيل على أكثر من 400 مركب كيميائي ذات تأثيرات كيميائية حيوية على الخلايا وفي الجسم. والزنجبيل غني بالألياف وبالمواد المضادة للأكسدة وبعدد من المعادن والفيتامينات المفيدة، وهناك كثير من الدراسات الطبية حول فوائد تناول الزنجبيل في تخفيف حدة تفاعلات الالتهابات في الجسم، وتخفيف أعراض الجهاز الهضمي، ومقاومة الإصابات بالأمراض الميكروبية المُعدية.. وغيرها. ولذا؛ من المفيد صحيًا إضافته إلى الأطعمة أو إلى المشروبات الساخنة والباردة، ولا يُوجد من الأطباء من لا يرى سلامة ذلك، و«إدارة الغذاء والدواء الأميركية» تصنف الزنجبيل من المنتجات النباتية الآمنة صحيًا.
ولكن المهم ثلاثة أمور، الأول: ألا يتناوله المرء بوصفه بديلاً لأي دواء علاجي، أي لا يوقف تناول دواء خفض الكولسترول أو خفض ضغط الدم بدعوى أن الزنجبيل سيحقق الغاية نفسها. والثاني: أن تكون كمية ما يتناوله المرء من الزنجبيل بشكل يومي كمية معتدلة، أي في حدود 5 غرامات من مطحون الزنجبيل الجاف. والأمر الثالث أن يُخبر طبيبه بأنه يتناول الزنجبيل بشكل يومي منتظم كي يتمكن الطبيب من مراجعة أدوية الشخص ويعمل على عدم تسبب الأمر في تفاعلات عكسية قد تضر بالإنسان. والتفاعلات العكسية لها علاقة بانخفاض ضغط الدم بشكل أكبر مما ينبغي، وخفض نسبة سكر الدم، وزيادة سيولة الدم. وهناك عدد آخر من التفاعلات العكسية التي تشير إليها المصادر الطبية ولا مجال للاستطراد في عرضها. وبالنسبة لسؤالك عن علاقته بتناول أقراص فيتامين «سي»، فإنه لا توجد بينها وبين الزنجبيل أي تفاعلات عكسية محتملة ويُمكن تناولهما.
ولاحظي أن نحو 30 غراما من جذر الزنجبيل الطازج غير المقطع تعادل ما يملأ ملعقة طعام من الزنجبيل الجاف والمطحون. وبشيء من التفصيل: ما يملأ ملعقة طعام من الزنجبيل الطازج المبشور يعادل ما يملأ ربع ملعقة شاي من الزنجبيل الجاف المطحون، وما يملأ ملعقة شاي من الزنجبيل الطازج المطحون، وليس فقط المبشور إلى قطع كبيرة نسبيًا، يعادل ما يملأ نصف ملعقة شاي من الزنجبيل الجاف المطحون.
* أنواع الصداع: ما أنواع الصداع؟
مها.أ. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول معاناة بعض أفراد أسرتك من الصداع من حين لآخر، ورغبتك في معرفة أنواعه، وكيفية التفريق بينها، ومتى تجدر مراجعة الطبيب. ولاحظي أن «الصداع» بالعموم مصطلح يقصد به ألم في الرأس، ولكن ثمة أنواعا مختلفة للصداع، ومسببات مختلفة.
في أوقات الشتاء وجفاف الأجواء، ينتشر الصداع الجيبي، وهو نوع من الصداع الناجم عن تورم مجاري الجيوب الأنفية، أي التجاويف التي توجد حول الأنف والتي لها فتحات تصب في الأنف. هذا النوع من الصداع يتسبب بألم يزيد مع الانحناء للأمام، وأشد ما يكون الألم عند الاستيقاظ من النوم في الصباح الباكر، وقد تُرافقه أعراض أخرى كسيلان الأنف أو التهاب في الحلق.
وهناك نوع آخر شائع من الصداع، وهو الصداع التوتري، أي الذي ينشأ نتيجة شد وتوتر العضلات في الرأس والرقبة، ويشعر المصاب آنذاك بألم نابض أو ألم ثابت فيما حول العينين أو مؤخرة الرأس، وقد ينتشر إلى كل الرأس أو يتركز في منطقة أعلى الرقبة.
أما الصداع النصفي، فهو شيء مختلف، وهو ينجم عن تورم أو توسع الأوعية الدموية في الدماغ، وهناك عدد من الأمور التي تثير حدوث الصداع النصفي، مثل التعرض لتوهج الضوء، أو للضوضاء والأصوات العالية، أو نتيجة لتناول بعض أنواع الأطعمة، أو نتيجة لاضطراب في النوم، أو نتيجة للإجهاد الشديد، أو مع بدء الدورة الشهرية لدى الفتيات والنساء، أو التدخين... وغيرها. ومن المهم ملاحظة أن الصداع النصفي، أو «الميغرين»، يبدأ غالبًا حول العينين، وقد ترافقه اضطرابات في الإبصار، أو الشعور بالغثيان أو ألم في منطقة المعدة.
وهناك نوع آخر؛ هو الصداع العنقودي الذي تتكرر الشكوى منه، أي أشبه بدورات متتالية من الصداع ثم يزول، ثم يُعاود الكرة، ولا يُعرف سببه.
والمهم ملاحظة ضرورة مراجعة الطبيب إذا نشأ الصداع بعد إصابة في الرأس، أو رافقه تلعثم في الكلام، أو تغيرات في الرؤية، أو مشكلات في تحريك الأطراف، أو الشعور بفقدان التوازن، أو اضطرابات في الذاكرة، أو الشعور بتيبس في تحريك الرقبة، أو القيء المفاجئ، أو أن يستمر الصداع لفترة تزيد على يوم، أو يرافق الصداع احمرارٌ في العين.
* سلس البول: أعاني من سلس البول، كيف تكون المعالجة؟
ز.و. – جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، ولاحظي أن سلس البول هو بالفعل من المشكلات الصحية الشائعة نسبيًا لدى عدد من النساء، وفيه تضعف العضلات والأعصاب التي تساعد الإنسان على حبس البول والتحكم في إطلاقه عند الرغبة في ذلك. والنساء قد يُصبن بسلس البول نتيجة لتكرار الولادة، أو بلوغ سن اليأس، أو الإصابة بالسكري، أو العدوى الميكروبية، أو استخدام بعض من أنواع الأدوية.. وغيرها من الأسباب.
ومن أعراض سلس البول تسبب زيادة الضغط في خروج البول، أي الضغط المرافق للسعال الشديد أو الضحك أو العطس. وتُضيف المصادر الطبية مظاهر أخرى مثل إلحاح الرغبة في التبول عند سماع خرير المياه الجارية، أو خروج قطرات من البول حال الذهاب إلى الحمام وعدم الوصول إليه. ولفهم كيفية المعالجة، تجدر معرفة أن هناك أنواعا مختلفة من سلس البول؛ منها نوع مؤقت، أي ينشأ بسبب شيء ويزول بزواله، كتناول بعض أنواع الأدوية، أو وجود التهاب ميكروبي في المسالك البولية. وهناك نوع يتسبب فيه الضغط، بعدم القدرة على ضبط عضلات التحكم في إخراج البول، كالذي يُرافق السعال أو العطس أو الضحك، ويزيد سلس البول في هذه الحالة قبل بدء الدورة الشهرية. وهناك نوع يسمى «سلس إلحاحي» وينشأ بسبب انقباض العضلات والأعصاب التي تحيط بالمثانة، وبالتالي يخرج البول بشكل لا إرادي. وهناك نوع يسمى «السلس الفيضي» أي خروج البول لا إراديًا عند امتلاء المثانة دون قدرة على السيطرة الذاتية في التحكم بإخراج البول. ويحاول الطبيب معرفة نوع سلس البول عبر سؤال المريض وإجراء عدد من الاختبارات والفحوص، وعلى أساس ذلك تكون المعالجة.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».