قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية عززت مكاسبها في مواجهة تنظيم داعش بشرق مدينة الموصل أمس، وانتزعت السيطرة على منطقتين جديدتين، بينما فر آلاف آخرون من المدنيين. وأضافت المصادر أن أفراد وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية دخلوا حي الميثاق وكانوا يمشطونه أمس، كما استعادت قوات مكافحة الإرهاب السيطرة على منطقة صناعية أول من أمس.
وحسب وكالة «رويترز»، يستغل المتشددون الطبيعة الجغرافية للمدينة من خلال إخفاء سيارات ملغومة في أزقة ضيقة، ونشر قناصة فوق أسطح مبانٍ عالية تؤوي مدنيين وحفر أنفاق ومد ممرات بين المباني. وقال أحد سكان حي الميثاق «كنا خائفين جدًا». وأضاف: «وضع (داعش) سلاحًا مضادًا للطائرات بالقرب من منزلنا، وكان يفتح النار على طائرات الهليكوبتر. استطعنا رؤية عدد من مقاتلي (داعش) في الشارع يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة. قصفتهم طائرات». وقال ساكن آخر في حي الميثاق عبر الهاتف: «أخيرًا تحررنا. كنا نخشى أن يكون القتال ضاريًا لكنه كان سهلاً بالمقارنة مع مناطق أخرى. فر أعضاء (داعش) دون مقاومة قوية».
وتوغلت وحدات مكافحة الإرهاب في شرق الموصل في أكتوبر (تشرين الأول)، لكن قوات الجيش المكلفة بالتقدم من الشمال والجنوب حققت تقدمًا أبطأ وتعثرت العملية. وفي المرحلة الثانية من عملية الموصل تتقدم القوات العراقية - بعد إعادة نشرها - على ثلاث جبهات باتجاه نهر دجلة الذي يقطع المدينة.
ومع تقدم القوات العراقية في الجانب الأيسر من الموصل تتسارع وتيرة النزوح. وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن أكثر من ألفي عراقي يفرون من المدينة يوميًا، وهو ما يزيد بعدة مئات يوميًا عما كان عليه الوضع قبل أن تبدأ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مرحلة جديدة في معركتها لاستعادة المدينة من تنظيم داعش.
وذكرت الأمم المتحدة أنه مع تقدم القوات العراقية فإنه يجري تسجيل مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين أيضًا.
ومع تفوق القوات العراقية عددًا، لجأ المتشددون إلى الاختباء بين السكان، واستغلال الوضع بالمدينة لصالحهم من خلال إخفاء سيارات ملغومة في أزقة ضيقة، ونشر قناصة فوق أسطح مبانٍ عالية تؤوي مدنيين وحفر أنفاق ومد ممرات بين المباني.
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 125 ألف شخص نزحوا من الموصل، حيث يعيش نحو 1.5 مليون نسمة، لكن الأرقام زادت بواقع 50 في المائة إلى 2300 يوميا من 1600 على مدى الأيام القليلة الماضية. ونقلت وكالة «رويترز» عن المفوضية أن الوضع الإنساني «مزرٍ»، وأن مخزون الطعام يتناقص، وأسعار المواد الغذائية ترتفع، فيما تجف الآبار أو تصبح مياهها مالحة من زيادة الاستخدام، في حين لم تعد المخيمات ومراكز الطوارئ إلى الجنوب والشرق قادرة على استيعاب المزيد من النازحين.
ومعظم الفارين من الموصل من الأحياء الشرقية، لكن سكان الغرب المحاصر ما زالوا تحت سيطرة المتشددين، وتتزايد محاولاتهم للهرب؛ إذ يتسلقون الجسور التي يقصفها التحالف، ويعبرون نهر دجلة في قوارب. ورغم نقص الغذاء والماء آثر معظم سكان الموصل البقاء في منازلهم على الفرار، مثلما كان يتوقع الكثيرون قبل بدء العملية في أكتوبر.
وبعد 12 أسبوعًا من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، انتزعت قوات الأمن السيطرة على نحو ربع الموصل.
من ناحية ثانية، أعلن تنظيم داعش أمس مسؤوليته عن إسقاط مروحية تابعة للجيش العراقي على أطراف جبل مكحول شمال بيجي (220 كلم شمال بغداد). وحسب وكالة الأنباء الألمانية، تناقلت صفحات تعنى بمتابعة بيانات المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي بيانًا صادرًا عن التنظيم ذكر فيه أن «مفارز الدفاع الجوي» أسقطت الطائرة، ما أدى إلى مقتل طاقمها البالغ عددهم أربعة عناصر. وكان مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين العراقية أكد أن المروحية «سقطت لأسباب فنية»، ما أدى إلى مقتل طاقمها المؤلف من ضابطين.
القوات العراقية تعزز مكاسبها في شرق الموصل
«داعش» يتبنى إسقاط مروحية تابعة للجيش في «بيجي»
القوات العراقية تعزز مكاسبها في شرق الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة