كشفت الصحافية والناشطة العراقية أفراح شوقي، التي اختطفت من منزلها في بغداد قبل عشرة أيام وأفرج عنها الخاطفون الليلة قبل الماضية، أنها احتجزت لمدة 9 أيام في زنزانة وكانت معصوبة العينين، وتخلل فترة الاحتجاز جلسات تحقيق معها حول نشاطها الصحافي.
وروت أفراح شوقي خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس تفاصيل اختطافها، موضحة أنها احتجزت لمدة 9 أيام من قبل أفراد مجموعة مجهولة قالوا إنهم من جهات استخباراتية تابعة للحكومة العراقية، مضيفة أنه تخللت فترة الاحتجاز جلسات تحقيق حول نشاطها الصحافي وكتاباتها. وقالت إن التحقيق معها كان يرتبط بما تنشره على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أنه «بعد أربعة أيام من اختطافي، بدأ التعامل معي يأخذ منحى جديدا». وتابعت: «عملية الإفراج عني كانت مشروطة بألا أتعرف على الخاطفين، حيث إنهم قد أعادوني إلى نفس المكان الذي تم اختطافي فيه قبل تسعة أيام». وقالت: «سألوني إن كنت قد تعرفت عليهم أو تمكنت من الكشف أو التعرف على هوياتهم». وعن الحالة التي عاشتها، أوضحت «عشت رعبًا في الأيام الخمسة الأولى، ولكن بعد أيام أحسست بتحسن في تعاملهم، وبدأ التحقيق يأخذ منحى آخر أكثر ليونة، وشعرت بأن هناك تلميحًا بأنني سأخرج». وأضافت أنهم اتفقوا معها على طريقة عودتها إلى بيتها فيما بعد. وتابعت: «اقتادوني من المكان الذي احتجزت فيه إلى نصف الطريق كما قيل لي». ونقل موقع «العربية» عنها قولها: «شعرت من تعاملهم بأن من أطلق سراحي هم الناس الذين وقفوا إلى جانبي وطالبوا بإطلاق سراحي».
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أن العبادي اتصل هاتفيا بأفراح شوقي «للاطمئنان على صحتها وسلامتها». واستقبل صحافيون وصحافيات وكُتاب عراقيون أفراح شوقي بحرارة وترحاب في مكان المؤتمر الصحافي في مكان المؤتمر الصحافي.
وكان مجهولون قد اقتحموا قبل عشرة أيام منزل الصحافية في حي السيدية جنوب غربي بغداد، بعد ساعات من نشرها مقالا على الإنترنت، حمل عنوان «استهتار السلاح في الحرم المدرسي» وانتقدت فيه بشده «المجاميع التي تتصور نفسها أكبر من القانون» وتفرض ما تريد بقوة السلاح في العراق.
وطالب العبادي بـ«ملاحقة أي جهة يثبت تورطها بارتكاب هذه الجريمة، واستهداف أمن المواطنين وترهيب الصحافيين»، بحسب بيان لمكتبه. كما أصدرت قيادة عمليات بغداد بيانا حول الواقعة، أعلنت فيه تشكـيل فريـق عمـل مشترك في عمليات بغداد للتحقيق في حادثة اختطـاف أفراح شوقي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الماسكة للأرض والأجهزة الاستخبارية. وكان مصدر أمني أكد أن مسلحين ملثمين يستقلون 3 مركبات نوع بيك آب لا تحمل لوحات تسجيل ويرتدون ملابس مدنية اقتحموا منزل أفراح شوقي. وأضاف أن المسلحين اعتدوا على أفراد أسرتها وسرقوا مصوغات ذهبية وأموالا وسيارتها الخاصة واقتادوها إلى جهة مجهولة. وبدوره، صرح زياد العجيلي، مدير مرصد الحريات الصحافية بأن «المسلحين دخلوا إلى المنزل وقيدوا ابنها، البالغ من العمر 16 عاما، وقالوا إنهم تابعون لجهاز أمني رسمي».
وتعمل أفراح شوقي مديرة قسم في دائرة الفنون التشكيلية ورئيسة لجنة المرأة في وزارة الثقافة العراقية، وعرفت بكتاباتها التي تنتقد الفساد السياسي والإداري في مرافق الدولة العراقية، وانتشار الميليشيات والجماعات المسلحة وحمل السلاح خارج سلطة الدولة. وكانت أفراح شوقي اشتكت من تعرضها لحملة تشهير وتحريض واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفادت تقارير بأنها طلبت قبل فترة من بعض أصدقائها والمقربين منها دعمها إزاء ما تتعرض له من تهديدات من مجهولين بسبب مواقفها.
أفراح شوقي عن فترة اختطافها: عشت رعبًا في الأيام الأولى
كشفت أن الخاطفين حققوا معها عن كتاباتها وسألوها عما إذا تعرفت على هوياتهم
أفراح شوقي عن فترة اختطافها: عشت رعبًا في الأيام الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة