زاوية عقارية: قصر الكرملين... قلعة الحكم الروسية

الكرملين جمع بين فن العمارة الروسي والهندسة الإيطالية (أ.ب)

الكرملين كلمة روسية معناها القلعة أو الحصن، وتطلق هذه الكلمة بشكل عام على مركز العاصمة الروسية موسكو القديم بمبانيه، وهو محاط بجدار ضخم طوله ميلان ونصف وارتفاعه 65 قدما. ويضم الكرملين عدة قصور فاخرة، كانت قديما ملكا للقيصر ورجاله قبل أن تتحول إلى متاحف. لكن لفظة «الكرملين» تشير إلى مقر الحكم في العاصمة الروسية موسكو.
يقع الكرملين على تل «بوروفيتسكي» وذلك على الطرف الأيسر لنهر موسكوفا حيث يصب فيه نهر نيغلينايا، ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 مترا.
وكان القيصر الروسي إيفان الثالث، الذي عاش بين أعوام 1440 وحتى 1505، وحكم في الفترة ما بين 1462 إلى 1505، قد أمر في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين.
وعلى أساس الجمع بين تقاليد فن العمارة الروسي والهندسة المعمارية الإيطالية في عصر النهضة، جرى بناء ميدان الكاتدرائيات. وبدأت تظهر بعد ذلك في الكرملين مبان وكنائس وقصور جديدة. ثم حولت السلطات الروسية الكرملين إلى مقر لأجهزة الحكم العليا بعد ثورة أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1917.
ويتميز القصر بالفخامة والثراء، حيث يضم أكثر من 700 غرفة، وبتصميم داخلي فخم يجمع أنماطا معمارية عدة من عصور النهضة إلى البيزنطية. بجانب قاعة الاستقبال الرئيسية الضخمة، وخمس قاعات احتفالية كبرى، التي تضم لوحات الرخام الشرفية المنقوش عليها أسماء نحو 10 آلاف من الضباط الروس، الذين تم منحهم أعلى وسام في الجيش الروسي.
ويوجد بجانب القصر إحدى أشهر الكاتدرائيات في العالم، وهي كاتدرائية القديس باسيل المشهورة بألوانها الزاهية، التي تقع في الميدان الأحمر بالقرب من الكرملين، وتميزها قباب بصلية الشكل ذات ألوان مبهجة تعكس التراث الروسي التقليدي.
وحالًيا يضم القصر مقًرا لإقامة الرئيس الروسي وأسرته، ويعد أبرز أماكن صنع السياسات في روسيا اليوم.