بالتزامن مع نشر بيانات عقارية متخصصة توضح ارتفاع أسعار المساكن في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوتيرة أسرع من معدل النمو السنوي للأسعار. أكدت بيانات أخرى تراجع المبيعات المؤجلة للمساكن الأميركية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بشكل مفاجئ، لتصل إلى أقل مستوى لها منذ 10 أشهر بأكثر من التوقعات، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة للتمويل العقاري وتراجع المعروض للبيع.
وتثير تلك النتائج قلقا حول السوق العقارية الأميركية خلال عام 2017، لكن الأمر المطمئن هو توقعات أغلب الخبراء أن العام الجديد سيشهد نموا في الأجور يوازن من الضغوط التي وضعت ثقلها على السوق العقارية خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم، وذلك بناء على البيانات الاقتصادية الجديدة وتوقعات النمو العام، وانتظارا لتنفيذ جانب من الوعود الانتخابية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب عقب تسلمه منصبه رسميا يوم 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وذكر الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين في الولايات المتحدة مطلع الأسبوع، أن مؤشر المبيعات المؤجلة للمساكن تراجع خلال نوفمبر الماضي بنسبة 2.5 في المائة إلى 107.3 نقطة، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 0.1 في المائة في خلال أكتوبر الماضي إلى 110 نقاط، وفقا للبيانات المعدلة.
ويذكر أن المقصود بالمبيعات المؤجلة، هي المبيعات التي يتم فيها توقيع عقد ابتدائي بين الطرفين دون إتمام الصفقة، التي تتم عادة خلال فترة من 4 إلى 6 أسابيع من توقيع العقد.
وجاء تراجع المبيعات كمفاجأة للأسواق، حيث كان المحللون يتوقعون ارتفاع المبيعات بنسبة 0.5 في المائة خلال الشهر الماضي. وبهذا التراجع المفاجئ خلال الشهر الماضي، انخفض مؤشر المبيعات إلى أقل مستوى له منذ يناير الماضي، وهو 105.4 نقطة.
وقال لورانس يون، كبير المحللين الاقتصاديين في الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إن «ميزانية المشترين المحتملين للعقارات تلقت ضربة قوية خلال الشهر الماضي، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية».
وأضاف يون أنه «في مواجهة ارتفاع أسعار المساكن وانخفاض عدد المساكن ذات السعر المحتمل إلى حدوده الدنيا، فإن عددا قليلا من الباحثين عن مسكن لشرائه في مختلف أنحاء البلاد قد نجحوا في توقيع عقود شراء».
وأشار التقرير إلى تراجع حاد للمبيعات المؤجلة للمساكن، وذلك بنسبة 6.7 في المائة في الغرب الأميركي، وبنسبة 1.2 في المائة في الجنوب. كما تراجعت المبيعات المؤجلة للمساكن في الغرب الأوسط بنسبة 2.4 في المائة خلال الفترة نفسها، في حين ارتفعت في الشمال الشرقي بنسبة 0.6 في المائة خلال الشهر الماضي.
وقال يون، إن التأثير السلبي لارتفاع الفائدة على قروض التمويل العقاري يمكن أن يتلاشى بفضل النمو القوي للأجور.
في الوقت نفسه تتوقع الاتحاد الوطني للمطورين العقاريين وصول مبيعات المساكن القائمة خلال عام 2016 إلى 5.42 مليون مسكن، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2006.
وتأتي تلك المؤشرات متزامنة مع بيانات اقتصادية نشرت نهاية الأسبوع الماضي، أظهرت ارتفاع أسعار المساكن في الولايات المتحدة خلال أكتوبر الماضي بوتيرة أسرع من معدل النمو السنوي للأسعار.
وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز كورلوجيك كيس – شيلر» المجمع لقياس أسعار المساكن خلال أكتوبر الماضي بنسبة 5.1 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بعد زيادته بنسبة 5 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي وفقا للبيانات المعدلة.
وكان المحللون يتوقعون استمرار معدل نمو الأسعار خلال أكتوبر الماضي عند مستواه في الشهر السابق وفقا للتقديرات الأولية، وكان ذلك عند مستوى 5.1 في المائة سنويا.
في الوقت نفسه، ارتفع المؤشر المجمع الذي يرصد أسعار المساكن في 20 ولاية أميركية خلال أكتوبر الماضي بنسبة 0.6 في المائة مقارنة بالشهر السابق، وذلك بعد ارتفاعه بنسبة 0.5 في المائة شهريا، وفقا للبيانات المعدلة للشهر السابق.
وارتفع المؤشر خلال أكتوبر الماضي بنسبة 0.1 في المائة من دون وضع المتغيرات الموسمية في الحساب، وهو معدل الارتفاع الشهري نفسه في الشهر السابق.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز كورلوجيك كيس - شيلر» الوطني بنسبة 5.6 في المائة خلال أكتوبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الأسبق، وبنسبة 0.2 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر السابق. من ناحيته، قال ديفيد بليتزر، مدير إدارة ورئيس مجلس لجنة المؤشر في «ستاندرد آند بورز داو جونز إندكسز»، إن بيانات أسعار المساكن وأداء الاقتصاد الأميركي قوية، مضيفا: «ورغم ارتفاع سعر فائدة التمويل العقاري خلال نوفمبر الماضي، فإنه من المتوقع استمرار الارتفاع مع استمرار ارتفاع أسعار المساكن بوتيرة أسرع من وتيرة نمو الأجور والدخل الفردي»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
رفع فائدة التمويل العقاري يربك السوق الأميركية مع نهاية 2016
الخبراء يعولون على نمو الأجور لموازنة الأوضاع
رفع فائدة التمويل العقاري يربك السوق الأميركية مع نهاية 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة