استهدفت قوات النظام السوري قرى وادي بردى بريف دمشق الغربي أمس، بعشر غارات جوية، تزامنت مع اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة، حيث تحاول قوات النظام ومقاتلو ما يسمى «حزب الله» اللبناني التقدم في المنطقة، والسيطرة على بلدة عين الفيجة، فيما أعلنت الفصائل العسكرية في منطقة وادي بردى بريف دمشق أنها ستطالب الفصائل الموجودة في الداخل السوري بنقض اتفاق الهدنة وإشعال الجبهات في حال استمر نظام الأسد بالهجوم على المحاصرين.
وحققت قوات النظام السوري، أمس، تقدما في هجومها الهادف للسيطرة على منطقة وادي بردى قرب دمشق، التي تعد خزان المياه الرئيسي للعاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بـ«قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردى، تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني من جهة؛ والفصائل المقاتلة وعناصر من (جبهة فتح الشام) من جهة أخرى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني أحرزوا تقدما في المنطقة وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيسي في المنطقة، ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه».
بدورها، أفادت «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» بتنفيذ الطيران الحربي النظامي نحو 10 غارات استهدفت كفير الزيت وعين الفيجة وبسيمة ودير مقرن وقرية دير قانون المكتظة بالوافدين من قرى الوادي المنكوبة، وسط قصف مدفعي واستهداف برشاشات ثقيلة ومتوسطة. وأشارت إلى استهداف قرية دير قانون بالقناصة، ما أدى لمقتل شخصين إثر إصابتهما بشكل مباشر بطلق القناص.
ويعد هذا التصعيد الأكبر منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في سوريا يوم الخميس الماضي. ووثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» 77 خرقًا؛ 68 عبر عمليات قتالية، و9 عبر عمليات اعتقال؛ 72 منها على يد قوات النظام السوري حصل معظمها في محافظة حمص حيث بلغ عدد الخروقات فيها منذ دخول الاتفاق حيِّز التنفيذ 17 خرقًا، تلتها محافظة ريف دمشق التي شهدت 15 خرقًا، ثم محافظتا حلب وحماه بـ11 خرقًا في كل منهما، ثم محافظة درعا بـ10 خروقات، تلتها إدلب بـ8 خروقات. وسجل التقرير 5 خروقات على يد القوات الروسية؛ منها 4 في حلب، وواحد في حماه. وبحسب التقرير، فقد تسببت هذه الهجمات في مقتل 3 أشخاص، (طفلان، وأحد من مسلحي المعارضة).
وأصدرت الفصائل العسكرية في منطقة وادي بردى بريف دمشق، بيانًا أكدت فيه أنها التزمت باتفاق وقف إطلاق النار وأوقفت كامل العمليات العسكرية في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلا أن نظام الأسد لم يظهر أي التزام، وبدأ بعملية عسكرية واسعة على القرى المحاصرة التي تضم قرابة مائة ألف شخص، كما استهدفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ، فضلاً عن محاولات اقتحام شهدتها عدة مناطق بذريعة وجود «تنظيمات إرهابية».
وأكدت الفصائل أنه لا وجود لأي عناصر أو مقرات تابعة لتلك «التنظيمات»، وأن المقاتلين الموجودين في المنطقة جميعهم تابعون للقيادة الموحدة للجيش السوري الحر ومن أبناء المنطقة.
وطالبت الدول الراعية للاتفاق بالتدخل «لحماية المدنيين من قصف النظام (...) وإدخال ورش الصيانة لمؤسسة مياه عين الفيجة»، متعهدة بـ«ضمانة سلامتها».
وتزامن هذا التحذير مع تحذير آخر، أطلقه المجلس المحلي في منطقة المرج الواقعة في القسم الشرقي من الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث أشار المجلس المحلي إلى أن النظام وحلفاءه «حققوا تقدمًا كبيرًا في الغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين في مناطق كانت تعتبر نفوذا للثوار، مستغلين التزام كل الفصائل الثورية المقاتلة باتفاق الهدنة المعلن»، في إشارة إلى هجوم النظام على منطقة ميدعاني.
في غضون ذلك، طالب عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا بإلزام الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري بوقف إطلاق نار شامل ومنع أي محاولات لتقويضه.
في هذا الوقت، تعرضت مناطق في قرية حجارة بريف حلب الجنوبي، لقصف من قبل قوات النظام، فيما استهدفت قوات النظام بالقذائف ونيران رشاشاتها الثقيلة مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري».
77 خرقًا للهدنة... والنظام يحقق التصعيد الأكبر في وادي بردى
الفصائل تطالب الدول الراعية للاتفاق بإدخال ورشات الصيانة إلى عين الفيجة
77 خرقًا للهدنة... والنظام يحقق التصعيد الأكبر في وادي بردى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة