سوق الانتقالات الشتوية تبدأ من دون مفاجآت

الفرق الستة الأولى ربما ليست بحاجة للاعبين جدد لكن بعضها يريد تدعيم دفاعاته

نيلسون سيميدو مدافع بنفيكا مرشح للانضمام ليونايتد  - فان ديك مدافع ساوثهامبتون أبرز الأسماء المرشحة للانتقال لفرق القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)
نيلسون سيميدو مدافع بنفيكا مرشح للانضمام ليونايتد - فان ديك مدافع ساوثهامبتون أبرز الأسماء المرشحة للانتقال لفرق القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)
TT

سوق الانتقالات الشتوية تبدأ من دون مفاجآت

نيلسون سيميدو مدافع بنفيكا مرشح للانضمام ليونايتد  - فان ديك مدافع ساوثهامبتون أبرز الأسماء المرشحة للانتقال لفرق القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)
نيلسون سيميدو مدافع بنفيكا مرشح للانضمام ليونايتد - فان ديك مدافع ساوثهامبتون أبرز الأسماء المرشحة للانتقال لفرق القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

بدأت فترة الانتقالات الشتوية رسميا أول من أمس، لكن رغم الضجة التي تثار في هذا التوقيت من كل عام والتكهنات بشأن انتقال هذا اللاعب أو ذاك، فإنه من الصعب تجاهل حقيقة أن معظم الصفقات الكبيرة قد عُقدت بالفعل.
فقد انتقل اللاعب البرازيلي أوسكار من تشيلسي إلى شنغهاي سيبغ الصيني مقابل 52 مليون جنيه إسترليني، كما انتقل الأرجنتيني كارلوس تيفيز من «التقاعد» إلى نادي شنغهاي شينهوا مقابل 600 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا. حسنا، ولكي أكون دقيقا من الناحية الفنية فقد انتقل تيفيز إلى الصين قادما من نادي بوكا جونيورز، لكني أعتقد أن المعنى قد فهم.
فعندما يدافع لاعب بارز من أميركا الجنوبية عن ألوان الكثير من أندية القمة في أوروبا ويعود إلى موطنه الأصلي ليلعب مع الفريق الذي بدأ معه مسيرته الرياضية، فهذا يعني بالطبع أنه قبل بحقيقة أنه لم يعد في قمة مستواه واكتفى بأن يلعب ما تبقى من مسيرته في عالم كرة القدم في أجواء مريحة بعيدا عن الضغوط. قد يكون من الصعب وصف ذلك بأنه «تقاعد»، لكن كان يتعين على تيفيز، مثل أي شخص آخر، أن يدرك أنه كان يبحث عن أجواء هادئة، لا عن أكبر مقابل مادي للاعب حصل بالفعل على أموال كثيرة خلال مسيرته السابقة.
قد يسخر الناس من معايير اختيار اللاعبين في الصين، التي هُزمت مؤخرا من سوريا ويضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تصنيفه بين منتخبي الرأس الأخضر وجزر فارو، وهذا هو وضعها الطبيعي بالفعل، لا سيما أن ما تفعله الصين حاليا هو دفع مبالغ مالية طائلة للاعبين لم يعودوا في قمة تألقهم أو لاعبين ليسوا ضمن خطط أي ناد آخر. ولكن لو كانت هذه هي مجرد البداية، فكيف ستسير الأمور بعد ذلك؟.
عندما بدأ الدوري الإنجليزي الممتاز يدفع مبالغ مالية كبيرة للتعاقد مع اللاعبين قوبل باتهامات مماثلة، للدرجة التي جعلت البعض يقول إنه يجند مرتزقة دخلاء بدلاء من التعاقد مع أفضل اللاعبين من جميع أنحاء العالم، لكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة. ولم يكن الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه من قبل منافسا ينفق أموالا بهذا القدر من الغباء.
ولعل الفائدة الوحيدة لما تفعله الأندية الصينية تكمن في أنها تجعل ما تنفقه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز يبدو معقولا ومنضبطا. فعندما أعلن نادي إيفرتون أنه يسعى للتعاقد مع أديمولا لوكمان من نادي تشارلتون مقابل نحو 10 ملايين جنيه إسترليني، أشاد الجميع بستيف والش، مدير الكرة بنادي إيفرتون ومكتشف النجوم في نادي ليستر سيتي، وقالوا إنه يتمتع بنظرة ثاقبة في اختيار اللاعبين، في حين تساءل بعض عشاق النادي لماذا لا يكون ناديهم سباقا في جذب اللاعبين صغار السن. وأعرب عدد من الجمهور عن دهشته من التعاقد مع لاعب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره ويلعب في دوري الدرجة الأولى مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، وهذا هو السعر العادل للاعب واعد هذه الأيام، لكن لو استمرت القوة الشرائية الصينية وعائدات البث التلفزيوني في تضخيم أسعار اللاعبين، فمن الواضح أن المبلغ الذي دُفع مقابل التعاقد مع لوكمان سيكون زهيدا بكل تأكيد.
خلال السنوات الأخيرة كانت فترة الانتقالات الشتوية هادئة، إذ ترى الأندية أن فترة الانتقالات الصيفية هي أفضل وقت للتخطيط وإبرام الصفقات الجديدة، لكن فترة الانتقالات الحالية قد تكون مختلفة بعض الشيء، لأن جميع الأندية ما زال لديها الكثير من المال لتنفقه.
تقول الأندية الكبيرة إنها لا تحتاج إلى لاعبين جدد، وقد يكون هذا صحيحا بالفعل، لكن أندية ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد قد تكون بحاجة إلى تدعيم صفوفها حتى تكون قادرة على مواكبة التطور الذي يشهده نادي تشيلسي حاليا.
وقد يكون جوزيب غوارديولا بحاجة للتعاقد مع لاعب جديد لتدعيم خط دفاع مانشستر سيتي، رغم أن معظم المشجعين يرون أن النادي بحاجة للتدعيم في مركز خط الوسط المدافع. ورغم أن مانشستر سيتي نفى أن يكون مهتما بخدمات فيرجيل فان ديك، فإن قلب دفاع نادي ساوثهامبتون مطلوب من قبل عدد كبير من الأندية، وهو بالفعل قادر على إضفاء القوة على دفاع أي فريق.
ولعل المشكلة الأساسية التي تواجه الأندية الكبرى تتمثل فيما يمكن أن يطلق عليه «متلازمة ويلفريد بوني»، أي التعاقد مع لاعب بمبلغ مالي كبير ثم إيجاد صعوبة في إشراكه في عدد كبير من المباريات كما حدث مع بوني. ومن غير المرجح أن ينجح أي ناد في التعاقد مع لاعبين بمقابل زهيد في فترة الانتقالات الشتوية، لأن هذه هي أسعار اللاعبين في السوق، وحتى اللاعب الذي يتم التعاقد معه للاستعانة به نتيجة إصابة لاعب أساسي أو مشاركة لاعب في كأس الأمم الأفريقية يجب أن يكون جيدا بالدرجة التي تمكنه من تقديم مستويات قوية في حال الدفع به.
ويشكو غوارديولا وأنطونيو كونتي ويورغن كلوب كل أسبوع من أن أصعب شيء في وظيفتهم يتمثل في منع اللاعبين الجيدين من مغادرة النادي، ولذا قد يكون عدد اللاعبين الذين يرحلون عن الفريق أكبر من عدد القادمين خلال هذا الشهر. ومرة أخرى، نؤكد على أن هذا الشهر تكون فيه الأفعال أقوى من الأقوال.
تشير تقارير إلى أن نادي إيفرتون قد يتعاقد مع ممفيس ديباي أو مورغان شنايدرلين من مانشستر يونايتد. ومن الواضح أن الحكمة في الإنفاق الآن لن تعوض الفريق عن الإصابة الطويلة لنجمه يانيك بولاسي فحسب، ولكنها ستدعم أيضا مركز الفريق في المنافسة على حجز مقعد أوروبي. يملك إيفرتون مبالغ مالية كبيرة ومديرا فنيا جديدا ولم يتعاقد مع اللاعبين الذين كان يعتزم التعاقد معهم في الصيف الماضي، لذا من المتوقع أن يدخل سوق الانتقالات الشتوية الحالية بكل قوة، رغم أن طموح الفريق لا يتخطى محاولة إنهاء الموسم في المراكز الستة الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالطبع ستدخل الأندية التي تتذيل جدول الترتيب سوق الانتقالات الشتوية بقوة في إطار سعيها للهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى. ربما لا ينطبق هذا الأمر على هال سيتي، الذي يتسم ببخله في الإنفاق على التعاقد مع لاعبين جدد، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهوره بهذا المستوى المتدني الموسم الحالي، لكنه ينطبق بكل تأكيد على أندية أخرى تشعر أنها توجد في مكان لا يليق بها ويمكنها الارتقاء إلى مراكز أعلى في حال تدعيم صفوفها بلاعبين جدد، مثل كريستال بالاس وسندرلاند. أما سوانزي سيتي فيتعين عليه تعيين مدير فني في أسرع وقت حتى يتسنى له التعاقد مع لاعبين جدد قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية، في حين لا يحتاج ليستر سيتي للاعبين جدد، لكنه بحاجة إلى إنهاء المشاكل التي يعاني منها لاعبوه وإعادتهم إلى مستواهم السابق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».