سيضع الأهلي حامل اللقب وغريمه التقليدي الزمالك سجلين بلا هزيمة في الدوري هذا الموسم على المحك عندما يلتقيان اليوم في مباراة قمة «صامتة» بالدوري المصري الممتاز لكرة القدم. ويتصدر الأهلي الترتيب برصيد 42 نقطة من 16 مباراة متفوقا بخمس نقاط على مصر للمقاصة الذي خاض 15 مباراة، بينما يأتي الزمالك في المركز الثالث ولديه 34 نقطة من 14 مباراة. والأهلي والزمالك هما الفريقان الوحيدان اللذان يخلو سجلهما من الهزائم في الدوري هذا الموسم كما يسيطران على اللقب منذ نجح الإسماعيلي لآخر مرة في كسر هيمنة العملاقين حين توج في 2002.
ولطالما كانت مباراة القمة بين قطبي العاصمة المصرية مناسبة جيدة للجماهير للاحتفال في المدرجات، ويتم التحضير لها قبل أيام، إلا أن الجمهور بات محروما من هذا الشغف بسبب منع السلطات حضور المشجعين.
وفرض قرار حكومي مصري إقامة مباريات كرة القدم خلف أبواب موصدة، منذ مقتل 19 من مشجعي الزمالك في فبراير (شباط) 2015، في حادث كان الثاني من نوعه خلال ثلاث سنوات، إذ قتل 72 مشجعا للأهلي في ملعب بور سعيد في الشهر نفسه من عام 2012.
وانعكس غياب الجمهور سلبا على حماسة المباريات بين الفريقين الأكثر شعبية في مصر، والتي كانت حدثا تترقبه البلاد مرتين على الأقل سنويا. وعادة ما رافق هذه المباريات، خلو الشوارع بشكل كبير من السيارات والمارة، وإقفال المحال أبوابها لمتابعة صافرة البداية.
إلا أن الأوضاع تغيرت بشكل جذري بعد عام 2011؛ إذ شهدت مصر اضطرابات سياسية وأمنية متنوعة منذ الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وحتى مساء الأحد، لم تكن إقامة الدربي محسومة بعد، إلى أن تقررت إقامته في ملعب بتروسبورت الصغير في إحدى ضواحي شرق القاهرة. ويعود التنافس بين الناديين إلى مطلع القرن العشرين. ويفاخر أنصار الأهلي بأن ناديهم الذي أبصر النور عام 1907 أسس على يد مصريين كانوا يريدون كسر احتكار البريطانيين لكرة القدم إبان احتلالهم لمصر. وفي ذلك الوقت، التف المصريون حول الأهلي الذي واجه فرق البريطانيين وفاز عليهم، ما جعل كثيرين يطلقون عليه «نادي الوطنية» في مواجهة بقية الأندية ومنها الزمالك.
إلا أن أنصار الزمالك يردون بأن تأسيس النادي على يد محام بلجيكي في عام 1911، لا ينتقص من وطنيته ومصريته. ويحظى الناديان بشعبية هائلة في مصر والعالم العربي، إذ تضم معظم البلدان العربية أندية باسم «الأهلي».
وعلى الرغم من تفوق الأهلي في إحراز لقب الدوري (38 مرة) آخرها الموسم الماضي، فإن الزمالك الفائز بـ12 لقبا، غالبا ما يكون وصيفه. أما كأس مصر، فأحرزها الأهلي 35 مرة، مقابل 25 للزمالك. والدربي يحمل الرقم 113، فاز الأهلي في 41 منها، مقابل 25 للزمالك.
كما يتنافس الفريقان بشكل حاد على الصعيد الأفريقي، فهما يتصدران لائحة الأندية الفائزة بدوري أبطال أفريقيا (أبرز بطولة قارية للأندية)، إذ أحرزها الأهلي ثماني مرات، مقابل خمس مرات للزمالك. وغالبا ما كانت مباريات الدربي تحدد بشكل كبير هوية الفائز باللقب، إلا أنها فقدت في الأعوام الماضية، بعضا من مستواها على خلفية المدرجات الخاوية.
وشدد حسام البدري مدرب الأهلي على أهمية المباراة، مؤكدا أنها ليست فقط بين أكبر ناديين في مصر وقال: «هي بكل تأكيد بطولة خاصة وإقامتها في هذا التوقيت مع اشتعال المنافسة على اللقب يجعل لها أهمية خاصة». وأضاف: «أعددنا اللاعبين بشكل جيد ولم نهتم بإمكانية تأجيل المباراة أو تغيير مكان إقامتها من ملعب برج العرب إلى بتروسبورت».
ولم يخسر الأهلي أمام الزمالك في الدوري إلا مرة واحدة منذ عام 2004 رغم أن غريمه هزمه في نهائي كأس مصر في الموسمين الماضيين.
وسيضطر البدري إلى اللعب بخط دفاع بديل في ظل استمرار إصابة قلبي الدفاع الأساسيين أحمد حجازي ورامي ربيعة. وتعرض تعافي ربيعة من إصابة أبعدته طويلا لانتكاسة جديدة هذا الأسبوع وسيغيب نحو ستة أسابيع إضافية بسبب مشكلة في الركبة.
ومن المرجح أن يبدأ البدري بالثنائي سعد سمير ومحمد نجيب في قلب الدفاع في ظل غياب حجازي وربيعة. ويغيب أيضا الظهير الأيمن باسم علي بسبب الإصابة والمهاجم الغاني جون أنطوي.
ويواجه الزمالك شكوكا بشأن مشاركة صانع اللعب أيمن حفني والمهاجمين باسم مرسي والزامبي إيمانويل مايوكا للإصابة بينما يغيب الظهير الأيمن أسامة إبراهيم بسبب الإيقاف. وقال محمد حلمي مدرب الزمالك: «أعلم أن الأهلي في أفضل حالاته الفنية منذ بداية الموسم لكني أخبرت اللاعبين أنها فقط مباراة مقابل ثلاث نقاط... سنحاول إرباكهم وتحقيق الفوز». وتولى حلمي تدريب الزمالك للمرة الثانية هذا العام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد أن رحل عقب نهاية دور المجموعتين في دوري أبطال أفريقيا ليحل مؤمن سليمان محله.
الأهلي والزمالك في مباراة قمة «صامتة» اليوم
الدربي رقم 113 بين قطبي الكرة المصرية خلف أبواب موصدة ومن دون جماهير
الأهلي والزمالك في مباراة قمة «صامتة» اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة