كيري يستعرض رؤيته لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي

كيري يستعرض رؤيته لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي
TT

كيري يستعرض رؤيته لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي

كيري يستعرض رؤيته لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي

يستعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم (الأربعاء)، رؤيته لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك قبل أربعة أسابيع على انتهاء ولايته، في ظل اتهامات الحكومة الإسرائيلية للإدارة الأميركية بأنها تقف وراء قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان.
ويبدو أن جون كيري لا يريد انتظار مؤتمر باريس للسلام، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: «من واجبه (كيري) في الأسابيع والأيام الأخيرة أن يعرض ما يرى أنه طريق نحو حل الدولتين (...) من المهم دائما أن نواصل الجهود لتحريك عملية السلام (المتوقفة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ 2014) قدمًا، وأن نعرض خططا بناءة للمستقبل».
وحذر كيري، الذي يواجه تحديين؛ أولهما غضب نتنياهو الذي يترقّب صفعة ثانية بعد صفعة مجلس الأمن، وثانيهما تبني الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موقفًا أكثر مرونة حيال إسرائيل، من أن «تسريع برنامج الاستيطان على أراض يطالب بها فلسطينيون لدولتهم المستقبلية يشكل عقبة أمام السلام».
وكان نائب رئيس بلدية القدس المحتلة مائير ترجمان قال إن إسرائيل «ستمضي في بناء الوحدات الاستيطانية متجاهلة القرارات الدولية».
وفيما تعتزم لجنة التنظيم والبناء المحلية التصويت على إصدار تراخيص بناء 490 وحدة استيطانية جديدة شمال القدس، أعلنت منظمة «عير عميم» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن اللجنة أرجأت التصويت، ولم تعد القضية موجودة على جدول أعمالها.
وفي السياق ذاته، نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «معا»، ما ادعى أنه «محضر مسرب للقاءات واشنطن» قبل قرار مجلس الأمن، مؤكدا أن أسماء أعضاء الوفد صحيحة، وأن البيان المرفق باللغة الإنجليزية صحيح».
وأضاف عريقات أن «بعض الأشخاص الذين لديهم علاقات وثيقة مع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (فبركوا) المحضر لإثبات ما طرحته الحكومة الإسرائيلية بأن قرار مجلس الأمن الأخير، تم بالتآمر بين إدارة الرئيس الأميركي أوباما والجانب الفلسطيني (...) هم يخدمون بهذه الطريقة نتنياهو بالإساءة للدول التي صوتت للقرار 2234».
يأتي هذا في وقت تستمر فيه عمليات الاعتقال اليومية في القدس والضفة، وأفاد موقع «عرب 48» اليوم بأن الجيش الإسرائيلي نفّذ 9920 حالة اعتقال بحق الفلسطينيين منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وحتى نهاية العام الحالي (2016).



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.