مراكش تحتضن مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط»

قاروب: المؤتمر منطلق للرسائل العربية والإسلامية للعالم عن القضاء والحقوق العربية

جانب من جلسة افتتاح مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط» في دورته الثالثة بمراكش (تصوير: أيوب منال)
جانب من جلسة افتتاح مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط» في دورته الثالثة بمراكش (تصوير: أيوب منال)
TT

مراكش تحتضن مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط»

جانب من جلسة افتتاح مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط» في دورته الثالثة بمراكش (تصوير: أيوب منال)
جانب من جلسة افتتاح مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط» في دورته الثالثة بمراكش (تصوير: أيوب منال)

أكد متدخلون أمس في مدينة مراكش المغربية خلال افتتاح مؤتمر «القانون بالشرق الأوسط»، في دورته الثالثة، أهمية التواصل بين القيادات القضائية والعدلية والحقوقية والمحامين لزيادة الخبرات، بشكل يسمح بالتعرف على أهم المستجدات والتطورات الحقوقية والقضائية بالمنطقة.
ويهدف المؤتمر، الذي ينظمه مركز القانون السعودي للتدريب على مدى ثلاثة أيام، بشراكة علمية مع وزارة العدل والحريات المغربية، وتعاون مع هيئات المحامين بالمغرب، إلى تجميع نخب القيادات القضائية والعدلية والمحامين وكبريات مؤسسات التعليم والتأهيل من أجل الحوار والنقاش النوعي المتخصص، بشكل يمكن من تبادل الخبرات بين المحامين ومنتسبي الاتحادات والجهات العدلية والحقوقية، وتعريف المحامين والمديرين القانونيين بأهمية الأساليب الحديثة في ممارسة أعمالهم وزيادة كفاءاتهم، وتنمية مهارتهم من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين والمتحدثين، واكتساب المشاركين المعارف القانونية المتصلة بمجال العمل، ومهارات التعامل مع القانون والطرق البديلة لحل المنازعات.
وقال ماجد قاروب، رئيس مركز القانون السعودي للتدريب ورئيس اللجنة المنظمة، في افتتاح المؤتمر، إن دورة مراكش تأتي بعد دورتي دبي، لـ«تجدد وتستكمل الانطلاق الإقليمي والدولي للمؤتمر، ليكون ليس أكبر وأهم تجمع حقوقي وقانوني عربي بالشرق الأوسط على المستوى الدولي فقط، بل أيضا منطلقًا للرسائل العربية والإسلامية الحقوقية للعالم عن القانون والقضاء والحقوق العربية على صعيد التطوير الحقوقي، ومكافحة الإرهاب ودور المنظمات الإقليمية والدولية في حفظ الأمن والسلم والحقوق العربية، وليتعرف الجميع والمتابعون على مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير القضاء و(رؤية المملكة العربية السعودية 2030) خصوصا فيما يتعلق بالشأن القضائي والعدلي منها، وهي الرؤية التي أصبحت طموح وتطلعات الشعب السعودي وجميع مؤسسات الدولة وسلطاتها، ويتشارك الجميع في تحقيقها تحت قيادة ملك الحزم والأمن والأمان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
وعبر قاروب عن أمله في أن تكون أوراق العمل بالبرنامج العلمي للمؤتمر، ذات تأثير إيجابي على رسالة المؤتمر ومخرجاته، مع التطلع لأن يكون المغرب الدولة المضيفة لـ«مؤتمر القانون بالشرق الأوسط» بشكل دائم.
من جهته، استعرض المصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، جهود بلاده خلال الخماسية المنصرمة، لـ«إصلاح شامل وعميق لمنظومة العدالة»، إيمانًا بـ«دور القضاء وباقي مكوناته في الارتقاء بمستوى الأمم واصطفافها ضمن الدول المتحضرة».
وأشار الرميد إلى أن عملية إصلاح منظومة العدالة قد استندت على مجموعة من المرتكزات الأساسية، من قبيل «توطيد استقلال السلطة القضائية»، و«تخليق منظومة العدالة، بتحصينها من مظاهر الفساد والانحراف المحتملة، وتعزيز ثقة المواطن في قضائه ومحيطه»، و«تعزيز حمالة القضاء للحقوق والحريات من خلال وضع مشروع قانون يتعلق بالدفع بعدم دستورية القوانين التي تتنافى مع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور». كما تحدث الرميد عن تحديث الإدارة القضائية وتعزيز حكامتها، حيث «تم العمل على اعتماد تأهيل البنية التحتية للمحاكم، بالإضافة إلى إرساء مقومات المحكمة الرقمية».
من جهته، ربط محمد أقديم، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، بين تنظيم المؤتمر في مراكش وقضية الوحدة الترابية للمغرب، على ضوء ما تعرفه من مستجدات.
ويتضمن برنامج المؤتمر 11 جلسة، بما فيها جلسة الافتتاح، وأربع ورشات. وتتميز جلسات وورشات المؤتمر، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء، من العالم العربي وخارجه.
وتضمن برنامج اليوم الأول، فضلاً عن الجلسة الافتتاحية، أربع جلسات، تناولت الأولى موضوع «الصحراء المغربية حسب منظور القانون الدولي»، والثانية «التعليم والتأهيل والتدريب القضائي والقانوني»، والثالثة بعنوان «التقنية وأثرها في تطوير العمل القضائي»، والرابعة بعنوان «حماية المحامين وحصانتهم أمام القضاء ودورهم في المسؤولية الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان». فيما تتواصل الفعاليات، اليوم، بأربع جلسات، تتناول أولاها «البعد الدولي لقضايا الإرهاب»، والثانية «التحكيم والوسائل البديلة لحل النزاعات»، والثالثة «تنفيذ أحكام المحكمين والقضاء»، والرابعة «حماية الاستثمارات الأجنبية». فيما يعرف يوم غد برمجة جلستين: الأولى حول «التحكيم وفض منازعات عقود الطاقة بالشرق الأوسط»، والثانية حول «القانون والقضاء الرياضي»، تتوج بالبيان الختامي والتوصيات، قبل أن تتلوها أربع ورشات: ورشة أولى تتناول «صياغة شروط التحكيم في عقود المقاولات والإنشاءات الهندسية»، وثانية «القضاء الرياضي (محكمة التحكيم الرياضي تاس)، وثالثة «دور القضاء في محاكمة الفساد»، ورابعة «استقلال السلطة القضائية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.