انخفاض قيمة الصفقات العقارية السعودية 17 % خلال 2016

عقاريون: التكيف مع الظروف هو الضمان الوحيد لبقاء شركات التطوير

انخفاض قيمة الصفقات العقارية السعودية 17 % خلال 2016
TT

انخفاض قيمة الصفقات العقارية السعودية 17 % خلال 2016

انخفاض قيمة الصفقات العقارية السعودية 17 % خلال 2016

سجلت قيمة الصفقات العقارية السعودية مع نهاية 2016. انخفاضا في قيمة الصفقات بما يقارب 17 في المائة لتحقق 260 مليار ريال (69.3 مليار دولار) مقارنة بعام 2015 الذي سجلت فيه قيمة الصفقات 348 مليار ريال (92.8 مليار دولار) بحسب المؤشرات العقارية.
وشمل الانخفاض الفرع السكني بنسبة 33 في المائة، والقطاع التجاري بنسبة 1 في المائة، وكان عام 2015 شهد انخفاضا أيضًا في قيمة الصفقات مقارنة بعام 2014، نتيجة تصحيح وضع سوق العقار بعد حزمة القرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية لضبط سوق العقار.
وأشار عقاريون إلى أن نتائج القطاع خلال عام 2016 لم تكن مفاجئة، نتيجة وجود عوامل كثيرة أثّرت على القطاع، أهمها امتصاص صدمة رسوم الأراضي البيضاء، والفجوة بين قدرات المشترين وأسعار العارضين ما أدى إلى عزوف المستهلكين عن الشراء، إضافة إلى تقييد التمويل العقاري، ودخول الحكومة مع المطورين في خط إطلاق مشاريع غير ربحية تهدف للسيطرة على الأسعار.
وذكر عبد العزيز المقيرن المستثمر في القطاع العقاري، أن القطاع العقاري عانى كثيرًا خلال الفترة الماضية نتيجة اتحاد عدد من الظروف ضده إلا أن ذلك لا يعني التوقف عن العمل، بل يعني إعادة ترتيب الأوراق من جديد بعد عام حافل بالتطورات والتقلبات لم تشهدها السوق منذ فترات طويلة.
وأضاف أن الأمر يتطلب إعادة ترتيب الأوراق مع العام القادم، وتكييفها بحسب الإمكانات والظروف، للنهوض بالقطاع من جديد خصوصًا في ظل تأثير رسوم الأراضي البيضاء إضافة إلى الفجوة الملحوظة بين العرض والطلب والتي يجب تقليصها بما يتناسب مع الحال الجديد للسوق، لافتًا إلى أن 2017 سيكون صعبًا على الشركات التي لم تطور أداءها، إذ ستكون عرضة للخسائر في ظل تقلبات الطلب وتغير مفاهيم السكن لدى المواطن.
ولفت إلى أن انخفاض الصفقات العقارية ليس جديدًا، بل هو امتداد للعام السابق، مشيرًا إلى أن المحفز الأول لعودة الصفقات العقارية إلى أضعاف ما هي عليه هو عودتها لقيمتها الواقعية التي ابتعدت عنها كثيرًا، مضيفًا أن العقلية القديمة لإدارة الاستثمارات العقارية يجب أن تتغير وتتكيف مع قدرة المشترين والظروف الاقتصادية الحالية.
وأظهرت الاتجاهات السعرية متوسطة الأجل لمختلف تلك الأصول السكنية، انخفاض متوسطات الأسعار السنوية المسجلة خلال العام الجاري قبل أسبوع واحد فقط من اختتامه، مقارنة بالمتوسطات السنوية لعام 2015، وتمثلت في انخفاض متوسط السعر السنوي للعمائر السكنية بنسبة 50.6 في المائة، وانخفاض متوسط السعر السنوي للفلل السكنية بنسبة 16.6 في المائة، وانخفاض متوسط السعر السنوي لمتر قطع الأراضي السكنية بنسبة 14.6 في المائة، وانخفاض متوسط السعر السنوي للشقق السكنية بنسبة 4.5 في المائة.
وفي الاتجاه ذاته، تطرق فهد الربيعان الذي يدير استثمارات عقارية، إلى أن القطاع العقاري منذ ما يقارب عقدًا يسير باتجاه منخفض في قيمة الصفقات والمبيعات بالتوازي مع الارتفاعات المتكررة لأسعار العقار، إلا أن المقارنة بين الربع الأخير من العام الحالي والربع المماثل من العام الماضي تشير إلى انخفاض الأسعار في مختلف القطاعات، إضافة إلى هبوط عدد الصفقات، مؤكدًا أن تسجيل المزيد من الانخفاض يبث الاطمئنان بأن السوق في تراجع صحيح، بدليل الانخفاض في القيمة نتيجة عدم استطاعة معظم المستثمرين مقاومة بقاء الأسعار مرتفعة بالتزامن مع انخفاض الطلب.
وأشار إلى ارتفاع كبير في نسبة الأراضي المعروضة مقارنة بالفروع العقارية الأخرى، بسبب التسييل الكبير للأراضي الذي تزامن مع تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء هذا العام، ما دفع بمؤشر العقار إلى تسجيل نسب مرتفعة في تحركات الأراضي عبر البيع والشراء نتيجة انخفاض بسيط في قيمتها، متوقعًا انتعاشًا كبيرًا في حركة الأراضي في حال تراجع أسعارها وتصدرها المشهد العقاري لسنوات إضافية.
ويلاحظ جليًا الهدوء في الحركة العقارية محليًا، إذ انخفض إلى كبير إطلاق مشاريع سكنية كبرى، كانت شركات عقارية قيادية تتسابق في الإعلان عنها، فأداء السوق دفع بتلك الشركات إلى التريث وعدم الدخول في مشاريع جديدة إلى حين استقرار السوق أو حدوث أي أمر مستجد، يبنون عليه خططهم التنموية.
وأكد سامي الحربي صاحب شركة عبر البناء للاستشارات العقارية، أن تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء، جاء ضمن القرارات التي غيّرت وجه السوق نحو تسجيل نزول في القيمة بنسب كبيرة لا تقل عن 15 في المائة في أقل الأحوال وفي مختلف الأنشطة، لافتًا إلى أن الاستثمار في القطاع العقاري هذه الفترة صعب للغاية، لأن السوق في تحول كبير نحو عودة الأسعار إلى طبيعتها بعد موجة من التضخم.
واعتبر أن تنويع الاستثمارات العقارية مهم خلال الفترة القادمة، مضيفًا أن انخفاض أسعار الأراضي هو المؤشر الأول لقرب نزول أسعار العقار عمومًا. وقال: «العقار سيشهد مزيدًا من الانخفاض، وهو ما يحاول العقاريون التكيف معه بمحاولة تصريف ما يمتلكون بأقل الأضرار الممكنة».



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».