في الأسبوع الماضي، في عرض لأهم الأحداث الثقافية في الولايات المتحدة خلال العام المنصرم، قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «من دون أن يدري، أثر الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خلال هذا العام، على جوانب كثيرة في التطورات الثقافية الأميركية». وأشارت إلى «موجة خوف وقلق وتوترات عرقية ودينية وسياسية، انعكست على الكتب التي صدرت، مثلما انعكست على أنواع الطعام الذي أكله الأميركيون».
بداية بافتتاح متحف التاريخ والثقافة الأميركية السوداء في واشنطن، الذي كان تحديا لدعوات ترامب العنصرية، أو شبه العنصرية. ثم، على مسافة قصيرة، افتتاح فندق «ترامب إنترناشونال»، الذي، حتى قبل فوز ترامب، كان علامة أخرى على زيادة التوتر الاجتماعي بين الأغنياء وغيرهم.
وربما كرد فعل للموجة الترامبية، زاد إقبال الأميركيين على معرض «فن القرآن» الذي أقيم في متحف «ساكلار» (على مسافة قريبة من متحف السود، وفندق ترامب).
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «أثار المعرض الانتباه، إن لم يكن الإعجاب، حيث كانت هناك مصاحف في حجم باب غرفة، ومصاحف في حجم تلفون جوال». وأضافت الصحيفة: «للإقبال صلة بدين يواجه خطرا في الولايات المتحدة».
في مجال الكتب، حسب مجلة «أتلانتيك»، جاءت كتب السياسة والعنصرية في المقدمة: «غيتوسايد» (عن قتل شرطي أبيض لأسود). و«اتحاد الشرطة اليهود» (عن يهود في نيويورك). و«مقالات في الطبيعة والفضاء» (غير سياسي). واشتهرت كتب كثيرة عن ترامب، والحملة الانتخابية.
وفي مجال الروايات، اختارت المجلة 3 من روايات ساره بيكرويل: «الحرية» و«أن تكون» و«كوكتيل المشمش».
وفي مجال المسرح (حسب مجلة «تايم»)، اشتهرت مسرحية «هاملتون»، ربما لأنها أثارت غضب الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وذلك لأن نائبه بنس كان يشاهدها، وعرف ذلك الممثلون والممثلات، ويبدو أنهم كانوا يعارضون الرجلين. لهذا، عند نهاية العرض، هتفوا ضد الرجلين. وسارع ترامب، وغرد في موقع «تويتر» ضد الممثلين والممثلات.
وثارت ضجة حول جوائز أوسكار (للأفلام السينمائية والتلفزيونية)، وذلك لأن قادة سودا قالوا إن الجوائز تذهب دائما إلى البيض. واشتهر فيديو وألبوم «ليمون» للمغنية السوداء بيونسي (أغاني زواج مضطرب، وسلسلة من عدم الثقة، وخيانة، وغضب، وترتيلات).
وفي مجال الأفلام الجديدة، كانت هناك أفلام عن زيادة الحمى الوطنية الأميركية (من آثار ترامب)، مثل: «كابتن أميركا: الحرب الأهلية» و«التطهير: عام الانتخابات». و«غوستباستر» (قاهرات الأشباح). وهذا الأخير عن قوة المرأة، وليس الموضوع بعيدا عن ترامب الذي اغضب كثيرا من النساء بتعليقاته الاستعلائية عليهن.
ربما لهذا كسبت صناعة الأفلام الأميركية. حسب مجلة «فارايتي»، رقما قياسيا خلال عام: 10 مليارات دولار.
في مجال المسلسلات والأفلام التلفزيونية، اشتهر فيلم «أتلانتا» (عن الحرب الأهلية لأميركية)، و«أو جي سمبسون» (عن أسود قتل زوجته البيضاء). ومرة أخرى، يمكن ربط مثل هذه الأفلام بالتوترات العنصرية.
ليس فقط بسبب ترامب، ولكن، أيضا، بسبب الاحتجاجات على قتل الشرطة للسود.
الثقافة الأميركية 2016... «ترامبية»
حصاد العام الثقافي الأميركي
الثقافة الأميركية 2016... «ترامبية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة