ابن كيران يبدأ جولة ثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة بلقاء رئيس «تجمع الأحرار»

وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة

ابن كيران يبدأ جولة ثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة بلقاء رئيس «تجمع الأحرار»
TT

ابن كيران يبدأ جولة ثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة بلقاء رئيس «تجمع الأحرار»

ابن كيران يبدأ جولة ثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة بلقاء رئيس «تجمع الأحرار»

بعد حالة الجمود التي لازمت لأسابيع طويلة مسار مفاوضات تشكيل الحكومة المغربية الجديدة، التي كلف الملك محمد السادس، عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة، الذي تصدر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، تشكيلها منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يترقب الشارع المغربي باهتمام كبير ما ستسفر عنه نتائج الجولة الثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة التي يرتقب أن تكون جمعت ابن كيران بعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مساء أمس الاثنين، حسب مصادر قريبة من رئيس الحكومة المكلف.
وأفاد قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية في اتصال لـ«الشرق الأوسط»، بأن اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المعين ورئيس التجمع الوطني للأحرار، كان مرتقبا أن يتم «مساء أمس الاثنين»، معربا عن تفاؤله بأن يحقق اللقاء المنتظر بين الطرفين «تقدما في المفاوضات ويعجل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة».
وتوقع المصدر ذاته، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن يكون للقاء الذي جمع رئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، بمستشاري الملك محمد السادس، عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، السبت الماضي، أثر إيجابي على المفاوضات، ويُمَكن من توفير الشروط الملائمة لها. وأضاف قائلا: «نأمل أن تلتقط الأحزاب السياسية الإشارات التي جاءت بها التعليمات الملكية في اللقاء حول تسريع تشكيل الحكومة ومراعاة المصلحة العليا للبلاد».
وعن موقف حزب العدالة والتنمية من الجولة الثانية من المفاوضات الحاسمة، وما إذا كان سيقدم تنازلات لرئيس التجمع الوطني للأحرار والاستجابة لشروطه السابقة، أكد مصدر مطلع في «العدالة والتنمية» أن الحزب «لن يتراجع عن أي شيء، وما زلنا متمسكين بحزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية في التحالف المزمع تشكيله»، وهو ما يعني أن الكرة في ملعب التجمع الوطني للأحرار، الذي اشترط على ابن كيران، استبعاد حزب الاستقلال من التحالف مقابل مشاركته في الحكومة، وهو ما عبر رئيس الحكومة المكلف عن رفضه له في مناسبات عدة. وكان حزب العدالة والتنمية، قد دعا في بيان لأمانته العامة صدر الأحد، لـ«التعاون» من أجل إنجاح تشكيل الحكومة، التي مر على تعيين رئيسها أكثر من شهرين ونصف الشهر. وقال الحزب، إنه عازم على «التعامل بإيجابية ومسؤولية ووطنية مع التوجيهات الملكية المتعلقة بتسريع تشكيل الحكومة».
وثمن بيان الأمانة العامة ما ورد في بيان الديوان الملكي الصادر أول من أمس، عقب اللقاء الذي جمع مستشارين ملكيين برئيس الحكومة المكلف. وأكد الحزب، حسب بيان تلقت «الشرق الأوسط»نسخة منه، عزمه على التعامل بإيجابية ومسؤولية وطنية مع التوجيهات الملكية المتعلقة بالتسريع بتشكيل الحكومة، مع دعوة الأحزاب المعنية للتعاون من أجل إنجاح هذا المسعى.
وذكر البيان أن الأمانة العامة للحزب شجعت ابن كيران على الدخول في جولة جديدة من المشاورات لاستطلاع استعداد الهيئات الحزبية المعنية، ومواقفها النهائية من المشاركة في الحكومة.
وشددت الأمانة العامة على أن هذه المشاورات يجب أن تكون مع «استحضار التوجيهات الملكية التي تضمنها خطاب دكار بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء، والإطار العام الذي سبق للأمانة العامة أن حددته في البيان الصادر عنها بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي احترام الإرادة الشعبية، واعتبار القواعد الديمقراطية وانتظارات المواطنين والتعيين الملكي لرئيس الحكومة وتكليفه تشكيلها، كل ذلك بناء على ميثاق واضح بين مكونات الأغلبية وبرنامج حكومي يراعيان أولاً وقبل كل شيء المصلحة الوطنية العليا، وتعزيز مسار البناء الديمقراطي، ومواصلة ورشات الإصلاح».
ويرى مراقبون أن الأسبوع الحالي، سيكون حاسما في مسار تشكيل الحكومة في ولايتها الثانية برئاسة ابن كيران، وسط توقعات بأن يتم التوصل بين الأحزاب السياسية إلى اتفاق ينهي أزمة تأخر تشكيل الحكومة، الذي يعد الأطول في تاريخ المغرب منذ نيله الاستقلال عام 1956. وفي حال فشل ابن كيران في التوصل إلى اتفاق مع أخنوش، فإن البلاد ستصبح أقرب من أي وقت مضى إلى سيناريو إعادة الانتخابات، خصوصا أن رئيس الحكومة المكلف، سبق وصرح بأنه في حال فشله في تشكيل الحكومة سيرجع إلى الملك ويخبره بفشله في مهمته.
وما زاد تعقيد مهمة أمين عام حزب العدالة والتنمية، هو ربط كل من حزب الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية مصير مشاركتهما في الحكومة بحزب التجمع الوطني للأحرار، بالإضافة إلى الموقف غير الواضح لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي سبق وأعلن موافقته على المشاركة في حكومة ابن كيران، قبل أن يتراجع ويرهن مشاركته هو الآخر بحزب التجمع الوطني للأحرار.
وبلغة الأرقام، لا يملك رئيس الحكومة المعين حتى الآن سوى 186 مقعدا، جمعها من تحالفه الحالي المكون من حزبي الاستقلال (47 مقعدا) والتقدم والاشتراكية (14 مقعدا)، بالإضافة إلى 125 حصدها حزبه، وذلك على بعد 12 مقعدا من بلوغ عتبة 198 مقعدا المطلوبة (من أصل 395 مقعدا) للحصول على أغلبية برلمانية في الحد الأدنى، غير أن ابن كيران يسعى لتوسيع تحالفه، وتشكيل أغلبية مريحة تمكنه من تمرير القوانين والإصلاحات التي تنشدها حكومته بشكل سلس من دون أن يضعها تحت رحمة خصومه في المعارضة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.