قال حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا إن على حزب الاستقلال المغربي الاعتذار عن تصريحات أدلى بها أمينه العام حميد شباط تحدث فيها عن تبعية موريتانيا للمغرب، مشيرًا إلى أنه طعن في «استقلال وسيادة موريتانيا»، وهي التصريحات التي أثارت انتقادات واسعة في البلاد.
وكان الحزب الحاكم في موريتانيا قد دعا أمس (الأحد) إلى اجتماع قياداته في العاصمة نواكشوط، من أجل مناقشة تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي تجاه موريتانيا، وأصدر الحزب في ختام الاجتماع بيانًا قال فيه إنه «إذ يندد ويشجب هذه التصريحات بقوة فإنه يدعو كل القيادات (الاستقلالية) والنخب المغربية إلى تقديم الاعتذار للشعب الموريتاني».
وقال الحزب الحاكم في البيان الذي نشره على موقعه الإلكتروني ووزعه على الصحافة المحلية، إن «شباط تكلم في أمر لا يدرك أبعاده ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي والتاريخي للخوض فيه»، مشيرًا إلى أن حديثه عن تبعية موريتانيا للمغرب «محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية»، وفق نص البيان.
وذكر الحزب بتصريحات سبق أن أدلى بها شباط تجاه موريتانيا، ضمن زيارات متبادلة بين الحزبين جرت خلال السنوات الماضية، من ضمنها قوله إن «المغاربة والموريتانيين شعب واحد في دولتين»؛ وإشادته بأن «الديمقراطية في موريتانيا أرقى وأكثر تطورا من الديمقراطية في المغرب».
وأكد الحزب الحاكم في موريتانيا أن ما سماه «التطاول» على سيادة واستقلال موريتانيا «لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل»، وفق نص البيان.
من جهة أخرى، رفضت أحزاب سياسية موريتانية التعليق على تصريحات شباط، مشيرة إلى أنه لا يمثل إلا نفسه فهو خارج الحكومة ولا يحمل أي صفة رسمية تمنح تصريحاته أي تأثير، معتبرة أنه حتى الآن أغلب المواقف والتصريحات الرسمية تنفي وجود أي أزمة بين البلدين.
وجاءت تصريحات شباط المثيرة للجدل عندما كان يتحدث عن التحركات التي تقوم بها جبهة البوليساريو على الحدود الموريتانية - المغربية، خصوصا في منطقة الكركرات ولكويره، معتبرًا أن هذه الاستفزازات غير مقبولة ويجب التعامل معها بحزم، قبل أن يقول إن جبهة البوليساريو أصبحت اليوم في ضفة المحيط الأطلسي فوق أراض مغربية.
وفي معرض حديثه عن قضية الصحراء، وضمن السياق التاريخي للأحداث، تطرق شباط لما قال: إنه تهاون مع الوحدة الترابية لدى الأحزاب السياسية المغربية هو الذي مكن من استقلال موريتانيا التي كانت «أرضًا مغربية»، وزاد قائلا: «كل هذا يحدث بسبب عدم احترام الأحزاب المغربية والشعب المغربي، فلولا ذلك لما ضاعت أراضينا وكرامتنا».
وتحدث شباط في تصريحات أدلى بها خلال حضوره اجتماعًا للمجلس الوطني للجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب (اتحاد عمالي موال للحزب)، أول من أمس السبت بالرباط، قائلا إن «هناك مؤامرة تقودها الجزائر وموريتانيا لإنشاء خط فاصل بين المغرب وأفريقيا في الوقت الذي يخوض فيه المغرب معركة دبلوماسية للعودة للحاضنة الأفريقية».
من جهة أخرى، لا يزال حزب الاستقلال المغربي يلتزم الصمت حيال تصريحات أمينه العام، ولم يعلق على مطالبة الحزب الحاكم في موريتانيا بتقديم اعتذار عن هذه التصريحات، على الرغم من أن الحزبين كانا مقربين جدًا خلال السنوات الأخيرة، وتبادلا الزيارات في عدة مرات على أعلى مستوى، كان آخرها زيارة شباط لنواكشوط العام الماضي.
الحزب الحاكم في موريتانيا يطالب باعتذار من حزب الاستقلال المغربي
اتهم أمينه العام بالطعن في استقلال بلاده

الحزب الحاكم في موريتانيا يطالب باعتذار من حزب الاستقلال المغربي

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة