اقترح خبراء مكافحة الإرهاب في بريطانيا «حلقة من الصلب» تبلغ تكلفتها 5 ملايين إسترليني لحماية حي المال اللندني، وناطحات السحاب في العاصمة البريطانية من الهجمات الإرهابية. وبعد مشورة رجال المخابرات البريطانية وفرقة مكافحة الإرهاب التابعة لاسكوتلنديارد يعتزم تركيب نقاط مدعومة بضباط الشرطة البريطانية لإجراءات المراقبة والتفتيش. وستكون هذه هي المرة الأولى منذ أواخر عام 1990 ستعود نقاط التفتيش المأهولة التي استخدمت من قبل بعد عمليات الجيش الجمهوري الآيرلندي ضد مبنى البورصة في ابيشوبس في عام 1992، قبل أن يعلن الجيش الجمهوري الآيرلندي وقف عملياته عام 1994. ويأتي هذا التحرك الأخير في أعقاب الهجوم الإرهابي لسوق عيد الميلاد في العاصمة برلين الاثنين الماضي، الذي نفذه التونسي أنيس العامري، بعملية دهس قاد فيها شاحنة؛ مما أسفر عن مقتل 12 وإصابة 49 شخصا.
ورفعت لندن مستوى الاستعداد الأمني إلى ثاني أعلى درجة؛ ما يعني أن خطر هجوم المسلحين مرجح بشدة، وعززت الشرطة في لندن الأمن عند عدد من المقاصد السياحية التي تشهد إقبالا من الجمهور، مثل المنطقة المحيطة بمقر إقامة الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام،. كما خرج رجال شرطة مسلحون في دوريات بمراكز التسوق الكبرى وأسواق أعياد الميلاد وأماكن العبادة.
وكان رئيس شرطة لندن، السير برنارد هوجان هوي، حذر من أنه لا يستطيع ضمان عدم وقوع هجمات إرهابية في بريطانيا، رغم الإجراءات التي تتخذها الشرطة والجهاز الأمني لضبط الأمن في البلاد. وقال رئيس شرطة العاصمة البريطانية «أفهم وأشعر بهذه المخاوف (التي أثارتها الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا)، وأعرف أنكم تنتظرون مني، بصفتي ضابطا في الشرطة من مسؤوليته منع هجمات كهذه، طمأنتكم. لكن أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك بشكل كامل، فمنذ سنوات عدة ونحن في حالة تأهب قصوى، ويعني ذلك أن هناك احتمالا كبيرا جدا لتنفيذ هجمات إرهابية، ويمكن القول إن ذلك مسألة وقت، لا أكثر». وأعلن هوجان هوي أن «الشرطة تمكنت، منذ مقتل الجندي البريطاني لي ريجبي على يد المتطرفين يوم 22 مايو (أيار) 2013، من إحباط عدد من الهجمات الإرهابية، بما فيها التخطيط لمقتل ضباط شرطة غرب لندن». وأكد المسؤول الأمني البريطاني، أن العلاقات بين الأجهزة الأمنية تخدم مصلحة بريطانيا. وأن نمط الحياة والثقافة البريطانيين هما ما يجعل المملكة المتحدة عدوا للإرهاب؛ ما أدى بالشرطة البريطانية أمس، إلى اعتقال 6 أشخاص في مداهمات، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب في وسط إنجلترا وفي لندن.
واعتقل رجال الشرطة 4 أشخاص من ديربي وآخر في برتون أون ترنت في وسط إنجلترا، كما اعتقلت امرأة في لندن للاشتباه بتحضيرهم لعمل إرهابي. وأوضحت وحدة مكافحة الإرهاب في شمال شرقي البلاد في بيان «ندرك أن السكان المحليين قد يصابون بالقلق جراء هذه الاعتقالات، وسيكون رجال الشرطة المحليون منتشرين للتحدث مع أي شخص قد تكون لديه مخاوف».
وأضافت «سنطلب من المواطنين أن يكونوا متأهبين ومتيقظين، لكن من دون قلق، ونحن ممتنون للمساعدة والدعم والتفهم من السكان المحليين». وفتشت الشرطة 6 عقارات، في إطار التحقيق بعد اعتقال الرجال الخمسة، وأعمارهم 22 و35 و36، واثنين يبلغان من العمر 27 عامًا وامرأة (32 عامًا). وفرضت السلطات الأمنية في بريطانيا ثاني أعلى مستوى للتأهب في البلاد؛ مما يعني أن هجومًا للمتشددين مرجح إلى حد كبير. وقال رئيس المخابرات الخارجية في بريطانيا في الأسبوع الماضي إن «المتشددين في تنظيم داعش يستغلون الاضطرابات في سوريا للتخطيط لهجمات على بريطانيا وحلفائها».
لندن: إجراءات أمنية مشددة لحماية حي المال
«حلقة من الصلب» بتكلفة 5 ملايين إسترليني وعودة نقاط التفتيش
لندن: إجراءات أمنية مشددة لحماية حي المال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة