ألاردايس أكفأ من أن يبقى عاطلاً

المدرب المخضرم عاد للعمل من بوابة كريستال بالاس رغم فعلته المخزية خلال قيادته المنتخب الإنجليزي

ألاردايس يستعرض قميص كريستال بالاس في بداية مشوار إنقاذ جديد لفريق يعاني خطر الهبوط - نجاح ألان باردو الموسم الماضي لم يشفع له للبقاء مع بالاس (أ.ف.ب)
ألاردايس يستعرض قميص كريستال بالاس في بداية مشوار إنقاذ جديد لفريق يعاني خطر الهبوط - نجاح ألان باردو الموسم الماضي لم يشفع له للبقاء مع بالاس (أ.ف.ب)
TT

ألاردايس أكفأ من أن يبقى عاطلاً

ألاردايس يستعرض قميص كريستال بالاس في بداية مشوار إنقاذ جديد لفريق يعاني خطر الهبوط - نجاح ألان باردو الموسم الماضي لم يشفع له للبقاء مع بالاس (أ.ف.ب)
ألاردايس يستعرض قميص كريستال بالاس في بداية مشوار إنقاذ جديد لفريق يعاني خطر الهبوط - نجاح ألان باردو الموسم الماضي لم يشفع له للبقاء مع بالاس (أ.ف.ب)

لم يحدث من قبل أن هبط أي من الفرق التي قادها سام ألاردايس من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز خلال مسيرته التدريبية، الأمر الذي جعل منه خيارًا مثاليًا لخلافة ألان باردو بنادي كريستال بالاس.
لقد تسلم سام ألاردايس مهام عمله كمدرب لفريق كريستال بالاس خلفًا لألان باردو، ليعود مجددًا إلى العمل عقب رحيله عن المنتخب الإنجليزي بعد 67 يومًا فقط من تسلمه لمهامه في سبتمبر (أيلول) الماضي.
لن يكون هناك داعٍ لصيحة جماهيرية عالية لاستغلال إمكانيات سام ألاردايس بعد أن عاد لحقل التدريب مجددا، حسبما كان متوقعا، لكن هذه المرة مع فريق كريستال بالاس قبل نهاية العام الحالي. لقد حقق المدرب حلمه الذي طالما راوده وهو أن يصبح مدربا للمنتخب الإنجليزي، لكن سرعان ما أفاق منه بعد 67 يوما فقط، وهي الفترة الأقصر لأي مدرب يتعاقد مع اتحاد لكرة القدم على الإطلاق، والسبب كان تورطه في لعبة علم الجميع بتفاصيلها. فعودة الرجل لحقل التدريب وراءها سبب واحد، وهو أنه أكفأ من أن يظل عاطلاً عن العمل لفترة طويلة.
إمكانياته الفنية في المقام الأول هي ما ضمنت له تدريب المنتخب الإنجليزي، ذلك رغم تصرفه الذي سبَّب صدعًا كبيرًا في عمله التدريبي، وغبائه عندما اقتبس عبارة رئيس الاتحاد الإنجليزي غريغ كلارك التي أثارت زوبعة كبيرة كلفته وظيفته. وبعد وصوله إلى اتفاق مع رئيس الاتحاد على إنهاء مسيرته القصيرة لإنهاء الأزمة، سرعان ما عاد ألاردايس لحقل التدريب مع نادٍ يسعى إلى من ينتشله من وضعه الخطر في الدوري الممتاز. فهذا هو العمل الذي يجيده الرجل، فإن لم يبادر هذا النادي بالحصول على توقيعه، لربما كان اختطفه نادي سوانزي أو سندرلاند.
أعظم ما في مسيرة ألاردايس هي أن أغلبها كان كفاحًا مع أندية مناضلة، وعندما حقق في النهاية حلم تدريب النجوم الكبار في المنتخب، واصل الحلم بأن يصبح يومًا ما مدربًا لفريق ريال مدريد، ولم يقلد أحدًا بل سار على نهجه الذاتي.
ما زال هناك من يعتقدون أن ألاردايس كان ضحية لدغة قاسية من صحيفة «ديلي تلغراف»، إذ إن الرجل لم يطالب بمخالفة القوانين، ولم ينصح بالتحايل والحصول على عمولات كطرف ثالث، لكنه كان مصرًا على التحدث نيابة عن اتحاد الكرة الإنجليزي والتوسط في إبرام الصفقات من خلف ظهره. بالفعل تصرفات كهذه لا تليق بمدرب الفريق الإنجليزي، خصوصًا أنه في بداية عهده مع المنتخب ورأينا لعابه يسيل على المزيد من المال، رغم أنه كان قد وقع لتوه عقدًا بقيمة ثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنويًا لتدريب المنتخب الإنجليزي. ضُبط المدرب يتحدث مع صحافيين متنكرين في صورة سماسرة كرة استدرجوه ليسخر من تلعثم سلفه روي هودغسون في الكلام، ويشرح لهم كيف أنه يستطيع أن يجمع مبالغ طائلة من عمل لساعات معدودة.
تسبب نشر ما قاله ألاردايس في تواريه عن الأنظار، وفي حالة من العزلة فرضها على نفسه، ولم يطالب أحدًا بطرده، لكن الأمر برمته كان مخجلاً، واعترف ألاردايس لرئيس الاتحاد بأن ما تفوه به كان مدعاة للخجل. وكان العقاب هو حرمان المدرب من وظيفته التي طالما حلم بها، والأهم هو أن الناس ستستمر تذكر له تلك الذلة إلى الأبد، وأنه المتغطرس المتبجح الذي لم يستطيع كبح أطماعه وطموحه ويضعها تحت سيطرته. لن تكون مفاجأة لو أننا علمنا أنه كان مخمورا وذهب عقله قبل أن ينطق بما قال.
سواء كان هذا صحيحًا أم لا، فتلك هي الصورة الذهنية التي بات عليها ألاردايس والتي ستلاحقه أينما ذهب، رغم أن هذا لا يهم فريق كريستال بالاس بحال، فالمدرب الذي يسعون إليه هو ذلك الرجل الذي انتشل سندرلاند من عثراته الموسم الماضي، والذي صعد بفريق وستهام من دوري الدرجة الأولى إلى منتصف جدول الدوري الإنجليزي الممتاز بعد النتائج الجيدة التي حققها، على الرغم من شكوى الجماهير من نوعية الأداء.
وبصرف النظر عن الادعاءات التي لم يُحسَم الجدل بشأنها بعد عن علاقاته وصفقاته ببعض وكلاء اللاعبين، فنوعية الكرة غير الجذابة التي يقدمها التي ترتكز على التمريرات الطويلة والكرات الثابتة ينظر لها كنقاط ضعف في مسيرته التدريبية.
هناك شيء من الحقيقة فيما قيل، فقد كان فريق بولتون الذي دربه في السابق يتصف بالقوة الجسمانية الكبيرة بل والمخيفة للاعبيه، مما حدا بألاردايس أن يعمل على استرضاء جماهيره عن طريق استقدام لاعبين مهاريين من نوعية جاي أكوتشا، ويوري ديوركوف، ونيكولاس أنيلكا. لكن تلك الخطوة لم تنجح، وبعد الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، بات جمهور بولتون يتمنى لو أن الزمان عاد بهم إلى الوراء لتلك الأيام التي شهد فيها الفريق تحقيق الانتصارات بصرف النظر عن جماليات الأداء.
ربما كلفت سمعة ألاردايس السلبية «كمتخصص» تمريرات طويلة فرصة البقاء بنادي نيوكاسل، فقد أحضره مالك النادي ليضع نهاية لعمليات التبديل المستمرة للمدربين بعد أن أعجب بخطته طويلة المدى التي نفذها بنادي بولتون. لكن لسوء الحظ، فقد أجرى نادي بولتون بعض التغييرات بعد ألاردايس، وبسبب النتائج السيئة في المباريات الأولى، انتهز المالك الفرصة للتخلص من المدرب الذي لم يلقَ قبولاً من جماهير نيوكاسل، وسرعان ما استُبدِل به مدرب جديد. ولم يستمر خلفه كيفين كيغان أكثر من عام، ومن بعده جاء جوي كينر وألان شيرر. وبعد تعرض الفريق للهبوط مرتين، عاد ملاك نيوكاسل أنفسهم الذين استمتعوا بقدر من النجاح في عهد ألان باردو إلى السعي إلى رافائيل بينيتز لتنفيذ خطة طويلة المدى.
ومرة أخرى، دخل ألاردايس في خلاف مع المالك الجديد لنادي بلاكبيرن رغم إنقاذه للفريق من الهبوط عام 2008؛ فبمجرد أن تولت عائلة فينكي ملكية وإدارة بلاكبيرن سرعان ما دب الخلاف مع المدرب، ولم يكن هناك إلا قرار استبعاده. ويعتبر نادي وستهام أولى مغامرات المدرب في العاصمة لندن، خصوصًا في ظل معرفة الجميع عنه أنه الرجل الآتي من الشمال، رغم انحداره من وسط البلاد. قد تعمد بعض الجماهير إلى المراوغة، لكنه بالفعل أدى عملاً رائعًا بملعب أبتون بارك، حيث نجح في التأهل من أول محاولة واحتفظ بالفريق في أعلى الجدول حتى نهاية عقده.
وبدا لبعض الوقت بنادي سندرلاند الموسم الماضي أنه كمن أكل أكثر مما تحتمل معدته، وأن كلمة هبوط الفريق باتت قريبة منه للمرة الأولى، وأنها قاب قوسين أو أدنى من أن تسجَّل كنقطة سلبية في سيرته الناصعة، لكنه نجح في أن يجعل الأمور تستقيم مجددًا، وأنقذ الفريق في النهاية. سيتطلع كريستال بالاس إلى تلك النوعية من الإنجازات لتجعلهم في وضع أفضل من نادي سندرلاند؛ فهم على الأقل واثقون من بقاء ألاردايس معهم وأنهم لن يفقدوه لصالح المنتخب الإنجليزي مع بداية الموسم المقبل». وسيبدأ ألاردايس مهام منصبه اعتبارًا من مواجهة واتفورد غدا الاثنين.
وقال المدرب الذي سبق أن قاد نيوكاسل ووستهام وسندرلاند وبلاكبيرن وبولتون: «أتمنى أن ندخل بعض الفرحة على أنصار الفريق خلال احتفالات نهاية العام وأيضًا على المدى الطويل».
وتابع: «يبدو النادي طموحًا جدًا ومجلس الإدارة وأصحاب الكلمة في النادي يرغبون في إعادة الفريق للطريق الصحيح».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».