نائب رئيس الحكومة اللبنانية: لا مشكلة في البيان الوزاري والأولوية لقانون الانتخاب

أكد لـ «الشرق الأوسط» وجود تطور واضح في العلاقات بين لبنان ودول الخليج

غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة اللبنانية
غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة اللبنانية
TT

نائب رئيس الحكومة اللبنانية: لا مشكلة في البيان الوزاري والأولوية لقانون الانتخاب

غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة اللبنانية
غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة اللبنانية

توقع نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة اللبناني الجديد غسان حاصباني إنجاز البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري في وقت سريع، معتبرا أن المرحلة الراهنة تقتضي ضرورة الإسراع في معالجة ما ينتظر لبنان من استحقاقات لجهة قانون الانتخاب أو الشروع في معالجة قضايا الناس المعيشية والاجتماعية. وأكد الوزير حاصباني على التطور الواضح في خط العلاقات بين لبنان والدول الخليجية، وبأن هذا التطور، سيؤدي إلى تنشيط الأوضاع الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في البلاد.
وجزم حاصباني بأن البيان الوزاري لن يخلق مشكلة أمام الحكومة في ظل الاختلافات السياسية بين المكونات المشاركة، وقال: «الحكومة تجمع كل القوى السياسية وهي حكومة وحدة وطنية، وبالتالي ثمة إجماع سياسي على خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون». وتوقع بأن يترجم هذا الإجماع في البيان الوزاري، مشددا: «بمعنى آخر سيكون هذا الخطاب هو البيان الوزاري بأفكاره وعناوينه، إذ يعتبر ورقة الجمهورية بدعم من رئيس الحكومة الذي يسعى كي لا يأخذ البيان وقته من النقاش من أجل الانكباب الوزاري على العمل». وأضاف: «باعتقادي الأمور ستسلك المنحى الإيجابي على صعيد هذا البيان. والتوقعات من خلال الأجواء السائدة حاليًا تنحو باتجاه إنجازه في وقت قريب، وهذا ما تقتضيه المرحلة الراهنة نظرًا لما يحيط لبنان من أحداث وحروب ما يستدعي ضرورة الإسراع في معالجة ما ينتظرنا من استحقاقات، إن على صعيد قانون الانتخاب أو الشروع في معالجة قضايا الناس المعيشية والاجتماعية».
وعن قانون الانتخاب وموقف القوات اللبنانية داخل الحكومة من هذا القانون والصيغة التي ستعتمد، يرى أن «الأمور حتى الآن غير واضحة إذ أن هناك مشاريع قوانين كثيرة، ولكن لا بد من التذكير بالتوافق بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي على قانون المختلط الذي يجمع بين الأكثرية النسبية والأقلية». وأمل الوزير أن تنجز الحكومة قانونًا انتخابيًا عصريًا عادلاً، لا سيما أنه من أولى مهمات هذه الحكومة، إنجاز قانون الانتخاب، وبالتالي إجراء الانتخابات النيابية، بعد إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة: «ما يعني أن المؤسسات الدستورية عادت إلى انتظامها، وأملنا أن يتوج ذلك بمجلس نيابي جديد».
وفيما إذا كانت الانتخابات ستجري في موعدها أم أن هناك تمديدا تقنيا لولاية البرلمان، يرى حاصباني أنه من المبكر الحديث عن تمديد تقني أو اعتماد هذا القانون أو ذاك، فتلك الأمور ستكون من العناوين الأساسية للعمل الحكومي: «ومن الطبيعي أن نحرص على التوصل لإجماعٍ وطني على قانون عادل وأيضًا على حصول الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وربما حصل تمديد تقني نظرًا لضيق الوقت والأمور مرهونة بأوقاتها».
ولخص حاصباني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أجندة حزب «القوات اللبنانية» وتوجيهات رئيسه سمير جعجع لوزرائه بضرورة «الانفتاح والتواضع والاستقامة في العمل التنفيذي والاهتمام بالمواطن بشكل مباشر، إضافة إلى السعي نحو استقرار اقتصادي واجتماعي والعمل على تطوير إدارات ومؤسسات الدولة وتحديثها، كذلك السعي الدؤوب لضرب الفساد والتخلص منه». وقال: «هذه المعضلة التي يعاني منها البلد ستكون من أولوية اهتماماتنا، على أن نعمل مع الزملاء في الحكومة ونتساعد معا للتخلص من الفساد، وصولاً إلى وضع سقفٍ لوقف الهدر في مرافق ومؤسسات الدولة وإداراتها».
وأعلن حاصباني أن «القوات اللبنانية» تنظر إلى الحكومة كعمل جماعي وعامل استقرار بعيدًا من التشنّجات السياسية المرتبطة بالتطورات الحاصلة في المنطقة: «لان الجميع يريد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في لبنان بعد فترة طويلة شابها عدم الوضوح في الرؤية واللااستقرار على الصعد كافة»، مشددًا على أهمية تقليص حجم الفساد المنتشر في الإدارات العامة والتخفيف من الهدر، ولو خلال الفترة القصيرة من عمر الحكومة».
وحيال المعلومات التي تتحدث عن زيارة قريبة لرئيس الجمهورية ميشال عون للمملكة العربية السعودية كأولى زياراته إلى الخارج، وتطور العلاقات اللبنانية - الخليجية بعد الفتور التي اعتراها، نفى نائب رئيس الحكومة علمه بموعد زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية، غير أنه قال: «إن العلاقة مع المملكة تاريخية ومتماسكة ووثيقة ولها أبعادها الإنسانية والاجتماعية، في ظل ما يربط لبنان بالسعودية من تاريخ مجيد على كل المسارات ومع سائر دول الخليج».
وأكد الوزير حاصباني على التطور الواضح في خط هذه العلاقات بين لبنان والدول الخليجية، وبأن هذا التطور، سيؤدي إلى تنشيط الأوضاع الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، «لا سيما ما بلغنا من أجواء حول قدوم الكثير من الإخوة الخليجيين لقضاء فترة الأعياد في لبنان، وصولاً إلى الصدى الإيجابي لتشكيل الحكومة، مما سيخلق ثقة بالبلد وهذا سيساهم بالنهوض في كل المجالات والقطاعات والمؤسسات».
وتوقع الوزير عودة الاستثمارات الخليجية إلى لبنان في فترة قريبة، خصوصا أنهم «على بينة من المناخ اللبناني الاستثماري وقدرة اللبنانيين على تحفيز هذا القطاع وقطاعات أخرى ودفعها قدمًا إلى الأمام»، مؤكدًا على أن كل المؤشرات تصب في خانة الإيجابية لعودة السعوديين والخليجيين بشكل عام والعرب إلى لبنان. وهو الأمر الذي عده مشجعا ويدل على ثقة بالبلد «تعيد ربط ما انقطع في بعض المراحل مع الإخوان الخليجيين الذين قدموا للبنان الكثير، وكانوا إلى جانبه في السرّاء والضراء، وما جرى أعتبره تغييرا للظروف إنما الجوهر إيجابي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.