إبراهيموفيتش: بمقدوري الاستمرار في اللعب حتى سن الخمسين

المهاجم البالغ من العمر 35 عاما أثبت أنه يمتلك جميع مقومات التألق في الدوري الإنجليزي

إبراهيموفيتش يحتفل بعد أن سجل مرتين في مرمى وست بروميتش (رويترز)
إبراهيموفيتش يحتفل بعد أن سجل مرتين في مرمى وست بروميتش (رويترز)
TT

إبراهيموفيتش: بمقدوري الاستمرار في اللعب حتى سن الخمسين

إبراهيموفيتش يحتفل بعد أن سجل مرتين في مرمى وست بروميتش (رويترز)
إبراهيموفيتش يحتفل بعد أن سجل مرتين في مرمى وست بروميتش (رويترز)

أسقط مهاجم مانشستر يونايتد زلاتان إبراهيموفيتش البالغ من العمر 35 عاما فريق وست بروميتش ألبيون بهدفين ليثبت أنه يمتلك جميع المقومات التي يتطلبها الدوري الإنجليزي.
مع انطلاق صافرة النهاية بملعب هاوثورنس، وجد إبراهيموفيتش نفسه وسط دائرة والكرة في يده، في مشهد يعد الأجمل في إحدى أمسيات ديسمبر (كانون الأول) الباردة، حيث كان اللاعب السويدي هو الأكثر تأثيرا على مجريات اللقاء وسجل هدفين وكان قريبا من إحراز الثالث.
لقد ضمنت ثنائية اللاعب السويدي انتصارا رابعا على التوالي ومستحقا لفريقه مانشستر يونايتد، لترتفع حصيلته حتى الآن إلى 16 هدفا في 25 مباراة، منها 10 أهداف في آخر تسع مباريات. عودة ممتازة تلك التي ظهر عليها زلاتان، خاصة عندما تجده مستمرا في الركض في الملعب بنفس القوة حتى عندما كان الحكم أنطوني تيلور يقترب من إنهاء الوقت الأصلي، وهكذا الحال في جميع مباريات الدوري العام التي خاضها منذ انضمامه لفريق اليونايتد. شارك زلاتان أساسيا في 16 مباراة، وأكمل 16 مباراة حتى نهاياتها، وأدى 1440 دقيقة على الأقل حتى الآن.
إبراهيموفيتش هو هداف منتخب السويد على مر العصور وفاز بألقاب في أربع دول مختلفة خلال مسيرة حافلة لعب خلالها لأندية أياكس أمستردام ويوفنتوس وإنترناسيونالي وبرشلونة وميلان وباريس سان جيرمان.
وتأقلم بشكل جيد منذ اعتزاله اللعب الدولي وانتقاله من سان جيرمان إلى يونايتد في بداية الموسم.
لم يتوقع الكثيرون هذا من إبراهيموفيتش عندما وصل للشواطئ الإنجليزية في يوليو (تموز) الماضي مصحوبا بدعاية ضخمة. ولم يتراجع فريق عمل مانشستر على مواقع التواصل الاجتماعي وظل محتفظا بالهاشتاج الذي يقول: «هذا عصر زلاتان» بل أضاف هاشتاج آخر قال فيه إن «زلاتان كسر أرقام مانشستر القياسية في اختبارات القوة» التي أجريت خلال فترة الكشف الطبي قبل الانضمام للفريق. لكن كان هناك شعور عام خارج النادي أنه رغم موهبة إبراهيموفيتش التي لا ينكرها أحد، فسيكون سنه عائقا أمام خوضه للتحدي، فاللاعب الذي انضم ليونايتد في صفقة حرة، كان ينظر إليه على أنه الصفقة الخطأ لمانشستر، أو هكذا ظنوا.
لكن مع الاقتراب من منتصف الموسم، لا يزال اللاعب الذي يبلغ عمره الآن 35 عاما يسير بمنتهى القوة للدرجة التي جعلت مدربه جوزيه مورينيو يصفه بـ«الظاهرة»، وجعلت اللاعب نفسه، وفي ضوء أسلوبه الفذ، يؤكد أنه لا يزال أمامه الكثير ليقدمه. كان ذلك ما عبر عنه زلاتان بقوله «أنا كالنبيذ، أزداد تألقا كلما تقدم بي العمر... هكذا أنا، فلا زلت أحتفظ بثباتي وأشعر بالسعادة. عمري الآن 35 عاما، لكن في داخلي أشعر أنني 20 عاما لا أكثر. أشعر أنه بمقدوري الاستمرار في اللعب حتى سن الخمسين».
من الممكن القول: إنه لو أن إبراهيموفيتش استمر في ركل الكرة حتى عام 2031 فلن يكون ذلك مع فريق يونايتد، فسيكون اللاعب حينها حلق في آفاق أبعد. فمهاجم باريس سان جيرمان السابق حضر لمانشستر ومعه الخبرة والقوى العضلية والبراعة والصلابة ليضعها في خدمة خط هجوم الفريق، وهو ما شاهدناه في هدفيه الأخيرين بمرمى وست بروميتش ألبيون التي انتهت بنتيجة 2 – صفر. جاء هدفه الأول عن طريق رأسية سددها بدقة بعد أن اجتاز غاريث مكالي ليتلقى عرضية جيسي لينغارد الرائعة بعدما سحب خلفه مدافع ألبيون ببراعة. الهدف الثاني جاء بعدما انحرف بعيدا عن كاريغ داوسون وتقدم اللاعب رقم 9 بالمراوغة بين مكالي ومات فيليبس بحيوية كبيرة ليضع الكرة في الشباك.
وعن إبراهيموفيتش قال بن فوستر، حارس وست بروميتش: «هو مميز في ألعاب الهواء، ويمتلك قدمين رائعتين، وقوة، فقط انظر إلى هدفه الثاني، فأغلب اللاعبين ينتظرون تمريره، لكنه يمرر لنفسه خلف المدافعين»، مضيفا: «كم عمره 35؟ يا إلهي، يا له من عبقري، فلن تستطيع فعل ما يفعله مهما حاولت».
ما من شك في أن ما نراه من إبراهيموفيتش هو نتاج منطقي وغير مستبعد بالنظر إلى لياقته البدنية التي وصلت حدودها القصوى والتي أحيانا يشير هو نفسه إليها مازحا. فهذا الرجل يقضي ساعات طوال يتدرب خلف الكواليس ليؤدي تمرينات التايكوندو التي يحمل فيها الحزام الأسود، وهو الأمر الذي دعا مورينيو - الذي درب اللاعب سابقا في فريق إنترناسيونالي الإيطالي – لأن يسعى لإحضاره للاستفادة من قدراته في إنجلترا. ويقول زلاتان: «الشيء الوحيد الذي فاجأني في الدوري الإنجليزي هو أن المباريات هنا تسير خارج السيطرة، فالركض للأمام والخلف، ثم من الخلف للأمام طوال الوقت. هكذا تسير المباراة وعليك أن تكيف جسمك مع متطلبات ذلك. فقد لعبت في عدة بطولات وعدة دول وكنت أتأقلم دائما».
فبالإضافة إلى كونه ماكينة أهداف، فإبراهيموفيتش دائما بمثابة النبع للآخريين، ففي مباراة السبت الماضي، مرر اللاعب تمريرتين حاسمتين، وكان الأعلى في التسجيل خارج ملعبه، إلى جوار لينغارد، وبصفة عامة فقد ساعد في زيادة حالة الزخم لدى اليونايتد بحيويته العالية.
كان ذلك بمثابة الاختبار أيضا فقد نجح اللاعب في إظهار الجانب الشيطاني فيه عندما اصطدم باللاعب داوسون، وكان من الممكن أن يطرد من المباراة، غير أن الحكم تيلور اكتفى ببطاقة إنذار صفراء. وهنا يكمن القلق الحقيقي لمانشستر: ماذا لو أن إبراهيموفيتش لم يلعب، سواء بسبب الإيقاف أو الإصابة؟ فهذا ما حدث في إحدى مباريات الفريق في الدوري التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 - 1 أمام آرسنال عندما خلق اليونايتد فرصا وفيرة لم يستغل أيا منها. ماذا لو أن زلاتان الموقوف كان حاضرا في هذه المباراة؟.
فكما تشير الأمور، فقد شارك اللاعب السويدي 3 مرات في تسجيل ثاني أعلى معدل تهديفي بالدوري العام، والفريق في حاجه لجهد أكبر من بول بوغبا وخوان ماتا وماركورس راشفورد حتى لا يقع العبء على زلاتان وحده، حيث من المرجح أن يتراجع مستواه بعض الشيء نظرا لمجهوده الوفير وقد يحتاج إلى بعض الراحة في الفترة القادمة، وهذا ما عبر عنه مورينيو بقوله «إبراهيموفيتش لن يلعب 60 مباراة».
فحتى وقتنا هذا، لا يزال إبراهيموفيتش يتمتع بلياقة، بل انطلاقة كبيرة لفتت الأنظار السبت الماضي ودعت الجماهير التي رافقت الفريق في رحلته لأن تتغنى باسم اريك كانتونا بعد أن أصبحت النتيجة 2 - صفر، وكان ذلك بعد مرور نحو 20 عاما من اعتزال اللاعب الفرنسي الشهير.
فاليونايتد بات لديه لاعب آخر متشبع بخليط فعال من الكاريزما والموهبة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».