حكم بإعدام قاتل الكاتب الأردني ناهض حتر

حكم بإعدام قاتل الكاتب الأردني ناهض حتر
TT

حكم بإعدام قاتل الكاتب الأردني ناهض حتر

حكم بإعدام قاتل الكاتب الأردني ناهض حتر

قررت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس الحكم على المتهم رياض عبد الله قاتل الكاتب الصحافي الأردني ناهض حتر بالإعدام شنقا حتى الموت، بتهمة القيام بأعمال إرهابية باستخدام أسلحة نارية أفضت لموت إنسان، وفق تصريح للنائب العام العسكري لمحكمة أمن الدولة العميد زياد العدوان.
وأضاف أن المحكمة قررت حبس متهمين سنة واحدة، أحدهما بتهمة بيع سلاح ناري من دون ترخيص والثاني بتهمة التوسط لبيع سلاح ناري من دون ترخيص. وعقدت المحكمة جلستها أمس برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري محمد العفيفي وعضوية القاضيين العسكريين عبد الله الفواز وأحمد نصيرات، وبحضور مدعي عام أمن الدولة العقيد علي مبيضين.
وكانت وُجهت إلى المتهم رياض تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وجناية القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري من دون ترخيص.
وحسب لائحة الاتهام فقد اعترف المتهم أمام الأمن والادعاء العام أنه لم يكن على معرفة سابقة بالكاتب قبل إعادة نشر الكاريكاتير على «فيسبوك» ليقوم بعدها بالبحث عن صوره بالإنترنت للتعرف عليه ومعرفة موعد جلسة محاكمته (ناهض) المقررة ذلك اليوم (25 سبتمبر/أيلول الماضي).
وكان الجاني قد قام بشراء مسدس من أحد الأشخاص ليتوجه به إلى قصر العدل الكائن في منطقة العبدلي سيرًا على الأقدام قبل ساعة من حضور ناهض حتر إلى المحكمة، وعند نزوله من المركبة قام الجاني بإخراج المسدس من كيس يحمله والركض نحو درج المحكمة ليطلق عليه عدة رصاصات ويرديه قتيلاً. والمتهم لا ينتمي إلى أي حزب أو تنظيم داخل أو خارج الأردن، وما قام به عمل فردي، وأنه لا يحمل فكرًا تكفيريًا، بحسب إفادته. واعترف بجريمته وأنه ليس نادمًا على فعلته قائلا: «أي شخص يسيء للذات الإلهية يجب قتله».
وجاءت حادثة اغتيال حتر بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسمًا كاريكاتيريًا يسخر من «داعش» اتهم أنه «يمس الذات الإلهية»، وقد أثار جدلاً كبيرًا في المجتمع الأردني.
وأوقف حتر (56 عاما) في 13 أغسطس (آب) الماضي عقب نشر الكاريكاتير على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلا أنه ما لبث أن حذف المنشور من صفحته. ووجه مدعي عام عمّان إلى الكاتب اليساري تهمتي «إثارة النعرات المذهبية» و«إهانة المعتقد الديني»، وأعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به، مؤكدًا أنه «غير مذنب». وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال إدانته إلى الحبس ثلاث سنوات. وكان رئيس الوزراء هاني الملقي طلب من وزير الداخلية سلامة حماد استدعاء حتر واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه لنشره «مادة مسيئة». وحمّل ذوو الكاتب ناهض حتر السلطات الأردنية المسؤولية لعدم حمايته، وقال ذوو القتيل إن حتر كانت حياته مهددة وإن الحكومة لم تقم بما يلزم لحمايته.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.