البرلمان الليبي يؤجل محاسبة حكومة الثني

الجيش الوطني يهدد باجتياح طرابلس * السراج يستأنف مشاورات تشكيل حكومته

صورة أرشيفية للمواجهات بين قوات البنيان المرصوص وعناصر داعش في سرت (رويترز)
صورة أرشيفية للمواجهات بين قوات البنيان المرصوص وعناصر داعش في سرت (رويترز)
TT

البرلمان الليبي يؤجل محاسبة حكومة الثني

صورة أرشيفية للمواجهات بين قوات البنيان المرصوص وعناصر داعش في سرت (رويترز)
صورة أرشيفية للمواجهات بين قوات البنيان المرصوص وعناصر داعش في سرت (رويترز)

جدد الجيش الوطني الليبي تهديداته باجتياح العاصمة الليبية طرابلس، في وقت واصل فيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، اجتماعاته التشاورية في طرابلس لمناقشة آخر التطورات على الصعيد المحلي والأوضاع الأمنية، كما تمت مناقشة الأوضاع المالية والاقتصادية وميزانية 2017، وظروف أزمة الكهرباء الحالية.
وقال العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الذي يقوده خليفة حفتر، إن الجيش الذي اكتسب خبرات قتالية مهمة في معاركه ضد المتطرفين في بنغازي بشرق البلاد، سيطبق دروس الحرب المستفادة من القتال في المدن على العاصمة طرابلس.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية له أمس قائلا: «أنهينا معركة كبرى في بنغازي وأخرى لاسترداد وتأمين مواقع النفط، ولدينا معركة وشيكة لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة، التي تهيمن على المدينة منذ عامين، وتعبث بأمن الوطن والمواطن»، على حد تعبيره.
في المقابل، قال بيان لمكتب السراج إنه أكد خلال الاجتماع الذي عقده أمس لوزراء حكومته بطرابلس على أهمية المرحلة التي تمر بها البلاد، والمسؤولية الملقاة على عاتق حكومته لبذل جهود صادقة وفعالة لتجاوز الصعاب كافة، ورفع المعاناة عن المواطنين في أنحاء الوطن كافة، ومواجهة التحديات على الأصعدة كافة بإرادة وطنية.
إلى ذلك، قرر مجلس النواب الموجود في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي تأجيل جلسة استجواب الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني لمدة عشرة أيام بناء على طلب الثني.
وكان مقررا حسبما أعلن متحدث باسم المجلس، أن تعقد جلسة استجواب الحكومة يوم الاثنين الماضي، لكن الثني طلب تأجيلها لاستكمال واستيفاء المتطلبات كافة والمعلومات الخاصة بجلسة الاستجواب، وأيضا لوجود بعض الوزراء خارج البلاد في مهام رسمية.
من جهتها، أعلنت كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب مطالبها بتعديل 25 بندا على مسودة اتفاق الصخيرات المبرم نهاية العام الماضي في المغرب، برعاية بعثة الأمم المتحدة، أهمها يتعلق بتقليص اختصاصات المجلس الرئاسي لحكومة السراج، على أن تعود اختصاصات القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي إلى مجلس النواب. كما اقترحت الكتلة تعديل المادة 10 من الاتفاق بإلغاء وزارة الدفاع، على أن يكون النص المعدل «تلتزم حكومة الوفاق الجديدة بعد تشكليها والبرلمان ومجلس الدولة بتشكيل لجان لإعداد قانون، توزع فيها اختصاصات وزارة الدفاع بين القائد الأعلى والقائد العام للقوات المسلحة وتحديد صلاحياتهم، والمستويات القيادية كافة خلال مدة شهر».
وشملت التعديلات المقترحة تحصين المؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار، كما اشترطت لتعيين وإعفاء شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن عضو كتلة السيادة الوطنية إبراهيم الزغيد أن التعديلات تطرقت إلى تحصين السيادة الوطنية فيما يخص الدعم الدولي حول طلبات الحكومة من مجلس الأمن والأمم المتحدة، مشيرا إلى أن ممثلين عن الكتلة سيلتقون في القاهرة قريبا مع المسؤولين على الملف الليبي لدى السلطات المصرية.
وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، التقى أمس محمد طاهر سيالة وزير خارجية حكومة السراج، الذي يزور القاهرة حاليا لحضور الاجتماع الوزاري بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن اللقاء تناول القضايا التي تعرقل العملية السياسية في ليبيا، وسبل دعم الأطراف الليبية وتشجيعهم على التوصل إلى التوافق المطلوب حول تنفيذ اتفاق الصخيرات.
وأضاف موضحا أن شكري أكد للوزير الليبي على محورية اتفاق الصخيرات كأساس لاستعادة الاستقرار وتفعيل دور المؤسسات الوطنية الليبية، مشيرًا إلى الاجتماع الذي استضافته القاهرة مؤخرا، والذي نجحت من خلاله في جمع عدد من الشخصيات الليبية المؤثرة بهدف التعرف على القضايا الجوهرية الأساسية المطلوب حلها بأكبر قدر من التوافق.
كما شدد شكري على ضرورة إتاحة الفرصة للشعب الليبي لتحديد أولوياته واختياراته، دون أي تدخل خارجي من خلال العمل على تشجيع جميع الأطراف داخل ليبيا على الانخراط الإيجابي في الحوار الليبي - الليبي.
من جانبه، اعتبر سيالة أن المطلوب هو تعاون جميع أطراف المعادلة السياسية في ليبيا من أجل تنفيذ الاتفاق السياسي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.