مستشار هادي: لم نشترط مغادرة الحوثي وصالح

قال إن «الشرعية» لم تتلق دعوة لحضور مفاوضات

طفلة تحمل السلاح في تجمع نسوي موال للحوثي وصالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
طفلة تحمل السلاح في تجمع نسوي موال للحوثي وصالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

مستشار هادي: لم نشترط مغادرة الحوثي وصالح

طفلة تحمل السلاح في تجمع نسوي موال للحوثي وصالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
طفلة تحمل السلاح في تجمع نسوي موال للحوثي وصالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)

قال مسؤول يمني بارز أمس، إن الحكومة اليمنية تتعاطى مع المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة وسفراء الدول الراعية لعملية السلام في اليمن، بشكل رسمي وإيجابي، إلا أنه لم تصل إلى الجهات اليمنية المعنية (فريق المشاورات) أي معلومات بخصوص مكان وزمان انعقاد جولة مشاورات سلام جديدة.
وأكد ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق التفاوض أو التشاور الذي يمثل الحكومة الشرعية وهو عضو فيه، لم يتلق، حتى الآن، أي معلومات بخصوص انعقاد جولة مشاورات جديدة. وأبدى مكاوي الامتعاض من بعض التحركات الأخيرة بخصوص الأزمة اليمنية، وقال إن «كل ما يدور خارج الإطار الأممي عليه نقاط استفهام، ولعب في الوقت الضائع، خصوصا أن الحكومة اليمنية غير مشاركة فيه، وأي مشروع، وكذلك ما ترتب عنه، لا ينهي الانقلاب، لن يكون مقبولا».
وأضاف مكاوي، أن الحكومة اليمنية تقدمت بتحليل واضح للخريطة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، «وفي الوقت نفسه، تقدمت بالخريطة البديلة، على أساس الوثيقة التي قدمتها الحكومة مؤخرا، ونحن منذ مدة طلبنا خريطة بديلة ووضعت وقدمت إلى ولد الشيخ».
وأكد المستشار الرئاسي أنه «لا يكفي اليوم الحديث عن المرجعيات، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية، وفي الوقت نفسه يكون هناك التفاف عملي من قبل بعض الأطراف على تلك المرجعيات الثلاث»، مشيرا إلى تمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث المشار إليها وبالقرارات الدولية ذات الصلة». وقال إن «من تتباحث هذه الأطراف معهم، هم انقلابيون، وارتكبوا كثيرا من الجرائم، وصدرت بحقهم كثير من العقوبات الأممية».
ونفى مستشار هادي ما تردد عن طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي من المبعوث الأممي، لإدراجه في الخطة البديلة، نفي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وزعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، إلى خارج اليمن، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نقل هذا الكلام ورفضناه»، مؤكدا: «نحن قلنا إن بقاءهما خطر وخروجهما خطر أيضا»، مشددا على أنه «تجب محاكمتهما ومن تورط معهما في الانقلاب، ونحن لسنا بصدد الحديث عن خروجهما من اليمن، بل نطالب بمحاكمتهما كمجرمي حرب».
وكشف مكاوي عن مطالب سابقة قدمت إلى وفد الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت بتسهيل خروج صالح والحوثي من اليمن، وإلى رفض الحكومة اليمنية هذا الطلب. وقال: «طالبنا بمحاكمتهما كمجرمي حرب». وأشاد مكاوي بدور المملكة العربية السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، «في الوقوف الكامل والجاد، إلى جانب اليمن أرضا وإنسانا وإلى جانب الشرعية، لأن أمن اليمن من أمن المملكة، ومصيرنا مشترك».
وقال المستشار مكاوي، إن التحديات الإرهابية التي وجدت منذ تحرير عدن وعدد من المحافظات اليمنية الجنوبية والشمالية «سوف تنتهي، والحكومة اليمنية تبذل جهودا جبارة للقضاء على الخلايا التي زرعت قبل دحر الانقلابيين (صالح والحوثي)، من تلك المحافظات»، مشددا على أن القيادة اليمنية الشرعية، رئاسة وحكومة، توجد على الأرض «ولذلك الوضع مختلف تماما».
وتقول مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إنه ومنذ فشلت مشاورات السلام في دولة الكويت، مطلع أغسطس (آب) الماضي، وجميع الجهود الأممية والدولية تصطدم برفض الميليشيات الانقلابية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن، خصوصا في الشق المتعلق بإنهاء الانقلاب وتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن، كما سبق وأشارت الخطة التي قدمها ولد الشيخ إلى مشاورات الكويت، ووقع عليها وفد الحكومة الشرعية، فيما رفضها وفد الانقلابيين. وتؤكد المصادر أن الانقلابيين، وخلال الأشهر الخمسة الماضية، واصلوا اتخاذ الخطوات أحادية الجانب، وهو الأمر الذي «يعد تحديا للمجتمع الدولي وللقرارات الأممية، ويعقد مسألة الحل السياسي للأزمة اليمنية، الذي يتحدث عنه السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بصورة مستمرة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.