موسكو تروج لتأجيل معركة الرقة... والأكراد يسيطرون على بلدات من «داعش»

«سوريا الديمقراطية» تحاصر 50 قرية في الريف الشمالي الغربي

موسكو تروج لتأجيل معركة الرقة... والأكراد يسيطرون على بلدات من «داعش»
TT

موسكو تروج لتأجيل معركة الرقة... والأكراد يسيطرون على بلدات من «داعش»

موسكو تروج لتأجيل معركة الرقة... والأكراد يسيطرون على بلدات من «داعش»

بالتزامن مع التقدم الذي تحققه «قوات سوريا الديمقراطية» بالتعاون مع «التحالف الدولي» في المرحلة الثانية من معركتها الهادفة لمحاصرة تنظيم داعش في مدينة الرقة الواقعة شمال سوريا، بدأت موسكو تروج لقرار اتخذه التحالف يقضي بتأجيل الهجوم على المدينة التي تُعتبر المعقل الأبرز للتنظيم المتطرف، لاعتبارات عسكرية وسياسية وتغير الإدارة الأميركية.
ونقلت وكالة «روسيا اليوم» أمس عن صحيفة «إيزفيستيا» الروسية تأكيدها تأجيل الهجوم على الرقة إلى ربيع السنة المقبلة، لافتة إلى أن سبب تأجيل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهاجمة الرقة عاصمة «داعش» في سوريا، هو وجود «مشكلات مختلفة ذات طابع عسكري وسياسي». وقال مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية أنه تم تأجيل عملية الهجوم على الرقة «لعدم وجود القوة الكافية والوسائل اللازمة لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتشكيلات الكردية للهجوم على المدينة»، مشيرا إلى أنه ونظرا للأسباب السابق ذكرها «سيقتصر الأمر حاليا على العمليات العسكرية اللازمة لحصارها». من جانبه قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد فرانس كلينتسيفيتش: «ليس لدي أدنى شك بأن الأحداث ستتطور وفق هذا السيناريو لأن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها لن تتورط في معارك على نطاق واسع، ولأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يحتاج إلى وقت للتحضير لهجوم الرقة وتجميع القوات العاملة على الأرض، إضافة لهذا يجب الاعتراف بأن التشكيلات المدعومة من واشنطن ليست في المستوى القتالي المطلوب لذلك يجب تعزيزها بقوات إضافية»، مشددا على أنّه «لا يمكن غض النظر عن كون غالبية سكان المدينة من الموالين لداعش». بالمقابل، نفت مصادر قيادية كردية لـ«الشرق الأوسط» وجود قرار بتأجيل الهجوم على الرقة، لافتة إلى أن المرحلة الثانية من معركة «غضب الفرات» شارفت على نهايتها. وأضافت: «في الساعات الماضية تمت السيطرة على عشرات القرى والمزارع التي كان يحتلها تنظيم داعش، كما أن قوات سوريا الديمقراطية وصلت إلى نهر الفرات بالقرب من سد الطبقة وهي حاليا تحاصر أكثر من 50 قرية يوجد فيها عناصر داعش».
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري لمنبج وريفها، التابع لقوات «سوريا الديمقراطية»، شرفان درويش لـ«الشرق الأوسط» إن حملة «غضب الفرات» مستمرة وإنه قد تم تحرير 1300 كلم من الريف الغربي خلال المرحلة الثانية، لافتا إلى أن «آلاف المقاتلين ينضمون إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية وسينضم المزيد للمشاركة في معركة اقتحام المدينة التي قد تحصل قبل أو بعد الربيع حسب المجريات العسكرية للمعركة وإتمام كل المراحل التي تسبق دخول الرقة».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات العنيفة بين عناصر التنظيم المتطرف وقوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي الغربي وسط تمكن الأخيرة مدعومة من طائرات التحالف الدولي من السيطرة على 5 قرى جديدة في المنطقة إضافة لمزارع قريبة منها، قتل وأصيب على إثرها عناصر من الطرفين. وبحسب المرصد، يأتي أحدث تقدم إلى مسافة 50 كيلومترا إلى الغرب والشمال الغربي من الرقة في أعقاب مكاسب سابقة لقوات سوريا الديمقراطية على جبهة أخرى أوصلتها إلى مسافة 30 كيلومترا من المدينة.
أما وكالة «آرا نيوز» فنقلت عن الناشط بهاء العلي الموجود داخل الرقة قوله إن مدنيين قتلوا وجرحوا مساء الأحد، جراء قصف لطيران التحالف الدولي على بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي بالتوازي مع وصول رتل عسكري تابع لتنظيم داعش إلى المنطقة المذكورة بهدف وقف زحف قوات سوريا الديمقراطية. وأوضح العلي أن الرتل وصل إلى بلدة الجرنية في الريف الغربي قادمًا من مدينة الرقة ويضم 22 آلية عسكرية بينها أربع شاحنات تحمل دبابات وعربات «بي إم بي». بدورها، تحدثت وكالة «قاسيون» عن «اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر تنظيم داعش» وقوات سوريا الديمقراطية على أطراف قرية المحمودلي في ريف الرقة الشمالي الغربي، في محاولة من الأخيرة للتقدم والسيطرة على القرية، لافتة إلى أن المقاتلات الحربية التابعة للتحالف الدولي شنّت بالتزامن مع المعارك البرية غارات جوية مركزّة على محيط القرية في محاولة لزيادة الضغط العسكري على تنظيم.
كما كشفت «قاسيون» عن إلقاء طائرات التحالف منشورات على مدينة الرقة طالبت الأهالي بالإبلاغ عن مكان وجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عارضة مبلغا ماليا لمن يدلي بمعلومات عنه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».