صوّت مجلس الأمن الدولي بالاجماع، اليوم (الإثنين)، على نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة بأسرع وقت في حلب للإشراف على عمليات الإجلاء من المناطق التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة، والاطلاع على مصير المدنيين الذين لا يزالون عالقين في المدينة.
وتبنى المجلس الذي يضم 15 عضوًا مسودة قرار أعدتها فرنسا "تطالب جميع الأطراف بإتاحة وصول آمن وفوري ودون عوائق لهؤلاء المراقبين".
وبالتزامن مع التصويت على القرار، تمكن أكثر من ثلاثة آلاف شخص من الخروج من الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في حلب.
ولم يعلن رسميا اليوم استئناف عمليات الاجلاء التي علقها النظام يوم الجمعة الماضي، لكن ميدانيا كان يمكن رؤية مواكب الحافلات تسير بشكل مستمر.
وقال أحمد الدبيس رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الاجلاء إن حوالى ثلاثة آلاف شخص وصلوا صباح اليوم الى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة الى غرب ثاني مدن سوريا، عبر موكبين يتألف كل منهما من عشرين حافلة. واضاف انه شاهد اعتبارا من الفجر عائلات تنزل من حافلات وتتجمع جالسة على الارض، فيما كان عمال الاغاثة يوزعون المياه المعدنية عليهم.
واضاف الدبيس "كانوا في وضع جدا سيئ بسبب انتظارهم أكثر من 16 ساعة"، مضيفا "لا طعام ولا شراب. الأطفال أصابتهم لسعة البرد، ولم يتمكنوا حتى من الذهاب الى المراحيض".
وكان حوالى 350 شخصا غادروا مساء امس نحو خان العسل التي تسيطر عليها المعارضة في غرب حلب، بحسب الدبيس.
وفي سياق عمليات الاجلاء صباح اليوم، تمكن 500 شخص من مغادرة بلدتين ذات غالبية شيعية مواليتين للنظام تحاصرهما فصائل المعارضة في محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة لحلب بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت حوالى عشرين حافلة تستعد لدخول بلدتي الفوعة وكفريا مساء امس حين قام مسلحون بمهاجمتها وحرقها ما ادى الى مقتل سائق.
وأدى هذا الحادث الخطير الى ارجاء استئناف عمليات اجلاء مسلحين ومدنيين من الاحياء الشرقية في حلب، التي كانت منتظرة مساء ايضا تزامنا مع عمليتي الفوعة وكفريا.
وتجري عمليات الاجلاء بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين روسيا الداعمة لنظام الاسد وتركيا، تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وقدر المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس انه لا يزال نحو 40 الف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 الى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.
وتمكن 8500 شخص من الخروج من الاحياء الشرقية في حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان قبل ان تعلق هذه العمليات الخميس بسبب الخلاف حول عدد الاشخاص الذين سيتم اجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
وسيطرت قوات النظام السوري على الاحياء الشرقية بالكامل تقريبا بعدما كانت تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ 2012 إثر هجوم جوي وبري واسع النطاق استمر شهرا بموازاة حصار محكم منذ يوليو(تموز) الماضي.
وعند انتهاء عمليات الاجلاء من حلب، يفترض ان يعلن النظام السوري استعادة المدينة بالكامل محققا بذلك أكبر نصر له منذ بدء النزاع السوري في 2011 الذي اوقع اكثر من 310 آلاف قتيل.
وفي ختام مداولات طويلة في جلسات مغلقة امس بمجلس الامن الدولي، اتفقت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس على تسوية لتعديل النص الذي قدمته فرنسا وكانت روسيا تهدد باستخدام الفيتو ضده.
واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين انه "نص جيد".
وقد استخدمت روسيا، حليفة النظام السوري، على الدوام الفيتو لوقف مشاريع قرارات تتعلق بسوريا، لكن سفيرة الولايات المتحدة سامنتا باور قالت هذه المرة انها تتوقع "تصويتا بالاجماع".
وبحسب السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر، فان الدول الـ15 توصلت الى توافق حول نص تسوية يستند تحديدا الى مشروع القرار الفرنسي.
وبحسب مسودة المشروع التي حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، فان النص "يطالب الامم المتحدة وهيئات أخرى متصلة بالاشراف بطريقة ملائمة ومحايدة بشكل مباشر على عمليات الاجلاء من الاحياء الشرقية من حلب". وسيكون على الامم المتحدة من اجل تحقيق هذه الغاية "نشر موظفين اضافيين".
من جانب آخر، سيكون الوضع في حلب محور اجتماع يعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم.
مجلس الأمن يقر نشر مراقبين دوليين بحلب
أكثر من 3 آلاف شخص تمكنوا من النزوح منها اليوم
مجلس الأمن يقر نشر مراقبين دوليين بحلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة