قدم ويلفريد زاها أداء متميزًا من جديد في صفوف كريستال بالاس أمام هال سيتي ومانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، فهل يتعين على غاريث ساوثغيت بذل محاولة لضم اللاعب إلى صفوف المنتخب الإنجليزي؟.
في خضم أسبوع مليء بالأهداف والإثارة، نجح أول «هاتريك» أو ثلاثية أهداف يحققه جيمي فاردي في الاستحواذ على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام، ومع هذا لم يكن ذلك الأداء المبهر الوحيد، وإنما تمكن ويلفريد زاها من ترك بصمته المميزة على مباراة مثيرة أخرى بين كريستال بالاس وهال سيتي شهدت قدرًا بالغًا من الإثارة وستة أهداف.
خلال المباراة، نجح لاعب الجناح في التفوق بذكاء على روبرت سنودغراس ليفوز بركلة جزاء، بجانب دوره في هدف التعادل المتأخر الذي سجله فرايزر كامبل وإحرازه هو بنفسه هدفًا خلال الفترة بين الحدثين. والمؤكد أن أحدًا لن ينسى ركلاته التي تشبه الصاعقة في قوتها، وكان المدرب آلان باردو محقًا تمامًا في إغداقه الثناء على اللاعب البالع 24 عامًا في أعقاب المباراة. وعن هذا، قال: «حتى لو استبعدت الهدف الذي سجله من مجمل أدائه، ستجد أن أداءه يبقى متميزًا. كم عدد اللاعبين الإنجليز على الأجنحة القادرين على تحقيق ما أنجزه؟».
وبالنظر إلى أن زاها أكد مؤخرًا على أنه بدل دفة ولائه على الصعيد الدولي نحو منتخب ساحل العاج، فإن إصرار مدربه آلان باردو على أن إنجلترا قد تكون قد خسرته قد يبدو للكثيرين تصريحًا لا ضرورة له. ومع ذلك، فإن باردو يبدو معذورًا تمامًا في شعوره بالإحباط إزاء قرار المنتخب الإنجليزي تجاهل زاها. ومع هذا، يبدو أن مدرب كريستال بالاس لا يزال يحمل بداخله بصيص أمل في أن يبدل زاها والمنتخب الإنجليزي موقفهما، خاصة وأن باردو سيفتقر إلى لاعبه المميز خلال فترة حرجة من الموسم حال عدم حدوث ذلك.
حال استدعاء زاها للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية، فإن ذلك سيعني غيابه لأكثر من شهر من الموسم. من ناحية أخرى، من المقرر أن يواجه كريستال بالاس مانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال خلال مبارياته الأربع القادمة، مما يعني أن ثمة احتمالاً ليس بالهين أن يصبح الفريق في المنطقة المهددة بالهبوط بحلول وقت سفر زاها إلى الغابون.
وفي الوقت الذي يبدو باردو غاضبًا حيال تجاهل المنتخب الإنجليزي للاعب، فإن زاها ربما شعر أنه ليس أمامه خيار آخر. ولا بد وأنه تساءل فيما نفسه حول ما ينبغي له فعله أكثر لينال شرف استدعائه للمشاركة بالمنتخب الإنجليزي. عندما وقع الاختيار على زميله أندروس تاونسند بدلاً منه للمشاركة في التشكيل السابق للمنتخب الإنجليزي، رغم أنه لم يكن مرضيًا عنه على مستوى النادي - كان ذلك بمثابة القشة الأخيرة التي قصمت ظهره. وانحصر الاختيار أمام زاها فيما بين الانتظار والمخاطرة بأن يبقى بعيدًا عن صفوف المنتخب أو اختيار المشاركة في بطولة دولية كبرى قبل أن ينال ساوثغيت فرصة اختيار أسماء فريقه.
بالنظر إلى مستواه الراهن، فإن زاها جدير بمكان في المنتخب الإنجليزي. ويبدو باردو محقًا تمامًا في قوله إن هناك عددًا قليلاً من اللاعبين على مستوى الدوري الممتاز يملكون القدرة ذاتها على إرهاب المدافعين، وأن عددًا أقل مؤهل للانضمام إلى المنتخب. في الواقع، لقد بدا خط دفاع هال سيتي مذعورًا، أمام السرعة التي تحرك بها زاها وقوة أدائه وذكائه. وقد أظهر هذه السمات الثلاث على امتداد فترة من الوقت حتى الآن، ويبدو أنه نجح أخيرا في دمج هذه السمات وجعلها جزءًا أصيلاً من أدائه داخل الملعب.
بالنظر إلى الأرقام، نجد أن زاها سجل ثلاثة أهداف فحسب خلال هذا الموسم، مما يعتبر أمرًا غريبًا. ومع هذا، نجد أنه ثاني أكثر لاعب، بعد كيفين دي بروين، ساهم بتمريراته في تحقيق أهداف (إجمالي ستة أهداف) وجاءت خمسة من هذه الأهداف، بجانب هدفين آخرين له خلال المباريات السبعة الأخيرة التي شارك بها. واللافت أن الفضل وراء هذا الأداء المتميز لزاها لا يعود إلى زملائه فقد اضطلع اللاعب بدور مهم في الأهداف الثلاثة التي تحققت خلال عطلة نهاية الأسبوع لصالح كريستال بالاس. ومع ذلك، نجد أن حصوله على لقب أفضل لاعب بالمباراة ومساعدته في هدف لفريقه لم يفلحا للحيلولة دون تعرض كريستال بالاس للهزيمة أمام ليستر سيتي - وكذلك الحال مع الأهداف التي عاون في إحرازها أمام ليفربول وبيرنلي ومانشستر سيتي أو الهدف الذي سجله في شباك سوانزي سيتي خلال المباريات الأربع التالية. وعلى امتداد سلسلة من سبع مباريات، كانت الأندية الثلاثة المتصدرة بطولة الدوري الممتاز الوحيدة التي سجلت عدد أهداف يفوق الأهداف الـ17 التي حققها كريستال بالاس. في المقابل، نجد أن شباك الفريق استقبلت عددًا كبيرًا من الأهداف وصل إلى 22 هدفًا، مما يعني أن جهود زاها مضت في الجزء الأكبر منها دون نتيجة مجدية. ومن بين اللاعبين الذين لم يلعبوا خلال الجزء الأكبر من الموسم كمهاجمين، لا يتفوق على زاها في عدد الأهداف التي كان له يد مباشرة فيها (9 أهداف) سوى فيليبي كوتينيو وغيلفي سيغوردسون (كل منهما 10 أهداف).
ومع نجاحه في تسجيل أهدافه الثلاثة ومعاونته في أربعة أهداف بعيدًا عن أرضه خلال هذا الموسم، نجد أن أليكسيس سانشيز مهاجم آرسنال (8.63) كان اللاعب الوحيد الذي نجح في الحصول على تقدير أعلى منه. ويعتبر الرقم الذي حققه زاها من حيث عدد الأهداف بالنسبة للمشاركات والبالغ 8.23 من بين الخمسة الأعلى على مستوى أوروبا، إلى جانب سانشيز وليونيل ميسي ونيمار وكريستيانو رونالدو.
ولا يقتصر إنجاز زاها على إسهامه المباشر في الأهداف، وإنما يمتد أيضًا إلى تحسن مجمل أدائه خلال هذا الموسم. على سبيل المثال، يبلغ مستوى دقة الكرات العرضية 35.6 في المائة - مما يعادل ضعف معدله الموسم السابق في ملعب سلهرست بارك. كما أنه يأتي في المرتبة الثانية من بين 50 لاعبًا حاولوا تسجيل 30 هدفًا على الأقل، لدى استبعاد الضربات الركنية. ومع تغلبه على ثلاثة خصوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصبح زاها اللاعب الأول على مستوى كبرى بطولات الدوري الممتاز في أوروبا هذا الموسم الذي يحاول خوض 100 مناورة بالكرة. وفي الوقت الذي لطالما شكلت قدرته على المناورة بالكرة نقطة قوته الكبرى، فإنها تمثل صعيدًا آخر حقق زاها تحسنًا كبيرًا فيه، مع وصول معدل نجاحه في المناورة إلى 60.8 في المائة (أعلى مستوى له على امتداد مشاركاته بالدوري الإنجليزي الممتاز).
ورغم كل ما سبق، يبقى هناك بعض التشككين في قدرات زاها، ومن الواضح أن منهم ساوثغيت مدرب إنجلترا. ورغم أن القلق بخصوص قدرته على تقديم منتج نهائي ناجح يحمل بعض الوجاهة فيما يتعلق بمواسم سابقة، فإن هذا الموسم شهد تغييرًا كبيرًا في أدائه. وعليه، يبدو أن قرار لاعب الجناح بتغيير ولائه الدولي باتجاه منتخب ساحل العاج بمثابة خسارة للمنتخب الإنجليزي، وكذلك كريستال بالاس.
هل ستفتقر إنجلترا ويلفريد زاها لو لعب لحساب ساحل العاج؟
جناح كريستال بالاس المتألق غير ولاءه الدولي بعد أن خرج من حسابات ساوثغيت
هل ستفتقر إنجلترا ويلفريد زاها لو لعب لحساب ساحل العاج؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة