سواريز يقود حملة تطهير لكرة القدم في أوروغواي من الفساد

هدد بمطالبة الاتحاد الدولي للعبة بالتدخل في أعمال المسؤولين في بلاده

سواريز نجم أوروغواي وبرشلونة (أ.ف.ب)
سواريز نجم أوروغواي وبرشلونة (أ.ف.ب)
TT

سواريز يقود حملة تطهير لكرة القدم في أوروغواي من الفساد

سواريز نجم أوروغواي وبرشلونة (أ.ف.ب)
سواريز نجم أوروغواي وبرشلونة (أ.ف.ب)

أكد المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز، نجم برشلونة الإسباني، أن لاعبي منتخب بلاده على استعداد لطلب تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في أعمال اتحاد أوروغواي للعبة، وتحديدا في الشؤون الخاصة بحقوق استغلال الصورة الخاصة بهؤلاء اللاعبين.
وقال مهاجم برشلونة، في تصريحات لصحيفة «البايس»، التي تصدر في مونتفيديو، عاصمة أوروغواي: «إذا كان الأمر يتطلب تدخل الفيفا في أعمال اتحاد أوروغواي لكرة القدم لمراجعة كل شيء والبدء من الصفر، فسنفعل هذا». وأقحم مهاجم برشلونة نفسه في الجدل الدائر في بلاده حول حقوق استغلال لاعبي منتخب أوروغواي، وهي القضية، التي باتت تهدد استمرار القيادات الحالية للاتحاد الكروي هناك، التي تخضع لسطوة ونفوذ شركة «تينفيلد»، التي تهيمن على هذه الحقوق منذ عام 1998. ويترأس ويلمار بالديز اتحاد أوروغواي لكرة القدم في الوقت الراهن، ولكنه يواجه انتقادات شرسة من قبل الأندية المحلية، حيث يتكهن المحللون بأن هذه الأندية تسعى إلى الإطاحة به من منصبه قبل الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل، الذي يتزامن مع انتهاء عقد رعاية «تينفيلد» للكرة المحلية في أوروغواي.
وأضاف سواريز، قائلا: «بالديز هو الرئيس ولن نعترف بأي شخص آخر يرغب في فرض نفسه بطرق غير ديمقراطية، سواء كان هذا نابعا من تينفيلد أو أي طرف آخر يرغب في وضع قيادات تخدم مصالحه». وكشف سواريز عن أن لاعبي منتخب أوروغواي لا تجمعهم أي علاقات مع «تينفيلد»، سواء كانت جيدة أو سيئة. واستطرد نجم منتخب أوروغواي، قائلا: «تينفيلد لديها أعمال مشتركة مع الاتحاد منذ 20 عاما، عندما أدركنا الكيفية، التي أسسوا بها هذه الأعمال وأن المنفعة الرئيسية لا تصب في صالح كرة القدم في أوروغواي، حينئذ قررنا ألا نقف مكتوفي الأيدي».
وأشار سواريز إلى أن لاعبي منتخب أوروغواي اكتشفوا أن الشركة المذكورة تستغل حقوق الصورة الخاصة بهم دون علمهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك عوامل وأسبابا أخرى تسببت في إثارة غضب واستياء اللاعبين. وأكمل سواريز، قائلا: «اتحاد أوروغواي لكرة القدم والكرة المحلية والمنتخب الأول لديهم القدرة على جلب مزيد من الدخول المالية، فالمنفعة القصوى تصب الآن في صالح طرف آخر، هذا لن يحدث مرة أخرى، سنقاتل حتى النهاية ليكون هناك استقلالية في العلاقات والقرارات».
وانتقد سواريز خلال حديثه نقابة اللاعبين في أوروغواي، التي تضم معظم لاعبي أندية الدرجة الأولى والثانية، كما أكد أنه لا يستبعد تشكيل مجلس إدارة جديد لهذه المؤسسة. وقال نجم برشلونة: «إنها إمكانية تحدثنا عنها دائما، ولكننا نعرف أن الأمر ليس سهلا، نرغب في استعادة روح هذه النقابة، ولكننا لا نعرف إذا كانت (تينفيلد) تستطيع مقاضاتنا لسبب أو لآخر، بالطبع يجب إعادة تنظيم النقابة من جديد على ضوء كل ما حدث». وأوضح نجم برشلونة أن لاعبي منتخب أوروغواي لن يتآمروا على بلادهم وأنهم لن يتراجعوا حتى يقدموا للجماهير كرة القدم، التي يستحقونها. واختتم سواريز، قائلا: «لن نكون متآمرين باتخاذ مواقف سلبية أمام هذا العبث».
تأتي تصريحات سواريز في الوقت الذي أكد فيه فيرناندو كاسيريس وزير الرياضة في أوروغواي أن تاباري فازكيز رئيس أوروغواي سيعلن عن إجراءات جديدة في الأيام المقبلة لردع ظاهرة العنف في الرياضة ببلاده. وأوضح كاسيريس أن هذه الإجراءات التي سيعلن عنها الرئيس الأوروغواياني تأتي بعد حالة التوتر الشديد وأعمال العنف التي شهدتها الرياضة في أوروغواي خلال الآونة الأخيرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».