شخصيات مشبوهة تدير شؤون اللاجئين في ألمانيا

أميون ونازيون وأصحاب سوابق.. 19 محكومية في ملف أحدهم

يجري حشر اللاجئين الجدد في قاعات الرياضة والخيام بل وأحيانا في العراء رغم وجود أكثر من 2500 مكان شاغر في بيوت اللاجئين الرسمية (إ.ب.أ)
يجري حشر اللاجئين الجدد في قاعات الرياضة والخيام بل وأحيانا في العراء رغم وجود أكثر من 2500 مكان شاغر في بيوت اللاجئين الرسمية (إ.ب.أ)
TT

شخصيات مشبوهة تدير شؤون اللاجئين في ألمانيا

يجري حشر اللاجئين الجدد في قاعات الرياضة والخيام بل وأحيانا في العراء رغم وجود أكثر من 2500 مكان شاغر في بيوت اللاجئين الرسمية (إ.ب.أ)
يجري حشر اللاجئين الجدد في قاعات الرياضة والخيام بل وأحيانا في العراء رغم وجود أكثر من 2500 مكان شاغر في بيوت اللاجئين الرسمية (إ.ب.أ)

احتلت شركة «يوروبيان هوم كير» للخدمات الاجتماعية عناوين الصحف الألمانية من جديد بعد الكشف عن توظيفها «غير الدارسين» وغير المؤهلين لإدارة معسكرات اللجوء. وكانت هذه الشركة، التي تدير عشرات المراكز للاجئين، قد أثارت فضيحة كبيرة قبل سنتين بعد أن تم الكشف عن قيام موظفيها بتعذيب اللاجئين في غرف تأديب خاصة أقاموها داخل هذه المعسكرات.
وجاء في تقرير مصور لبرنامج «ويستبول»، الذي تبثه القناة الغربية في التلفزيون الألماني، أن شركة «يوروبيان هوم كير» توظف الأميين وغير الدارسين لفرض النظام والأمن في معسكرات اللاجئين في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. وذكر البرنامج أن حكومة الولاية فرضت على الشركة أن يشكل المتعلمون، أو الذين نالوا تدريبات رسمية حول كيفية التعامل مع اللاجئين، ربع الموظفين في كل معسكر للاجئين. وكشف البرنامج أن الشركة لا تلتزم بهذه التعليمات وأن الأميين يشكلون كافة كادر الشركة في بعض معسكرات اللاجئين.
استمد البرنامج معلوماته من أحد العاملين في الشركة، لكن الشركة رفضت التعليق على التقرير. وكان تقرير لمجلة «دير شبيغل» كشف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن أحد مديري المعسكرات من الشركة نفسها في مدينة زاورلاند سبق أن حوكم 19 مرة بجنايات ارتكبها في السابق.
وسبق للنيابة العامة أن داهمت مقرات الشركة في مدينة ايسن في نوفمبر الماضي، بعد الكشف عن «خروقات» ترتكبها الشركة في اتفاقاتها مع حكومة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. ودارت التهمة آنذاك حول نفس الموضوع، أي توظيف غير المتعلمين، في معسكر للاجئين في مدينة شوبنغنن، وبتهمة التهرب الضريبي. ويبدو أن الشركة لم تتعلم من هذه الدروس، كما عجزت وزارة الداخلية في الولاية عن فرض شروطها أو البحث عن بديل للشركة.
واتهمت النقابات العمالية (فيردي) في الولاية الشركة بخرق قانون العمل وحرمان المؤهلين من أماكن العمل لأسباب مادية. وذكرت النقابة أن الشركة توظف غير الدارسين وغير المؤهلين لأن معدلات رواتبهم الشهرية أقل بكثير، وخصوصًا في موقع الإدارة. كما اتهمت النقابة الشركة بمحاولة عرقلة تشكل تنظيم نقابي داخل أروقتها في مدينة نويس. ووعد رالف ييغر، وزير داخلية الولاية، بالتحقيق في الموضوع بكافة تفاصيله. واعترف ييغر بوجود سوابق لهذه الشركة في هذا المجال، إذ سبق أن شكلت الوزارة «لجان تفتيش» خاصة كانت تزور معسكرات اللاجئين دون سابق إنذار، وتكشف عن الخروقات. وقال: إن الشركة عملت في الحال على تلافي هذه الخروقات وقتذاك.
وكانت ألمانيا قد اهتزت بقوة بسبب فضيحة تعذيب اللاجئين التي أزكمت الأنوف في سبتمبر (أيلول) 2014، وبدأت الفضيحة حينما عرض التلفزيون فيلما مصورًا بهاتف جوال يظهر اثنين، أو أكثر، من رجال حماية معسكر اللاجئين في مدينة هاغن وهم يعذبون ويهينون شابًا جزائريًا. ويظهر الفيلم الشاب الجزائري مقيد اليدين إلى الخلف وهو على الأرض ورجل أمن الشركة يدوس بقدمه على رأسه ويقول له «نم في قيئك!». وتظهر الصورة أن الشاب تقيأ ما في معدته مع دم بعد تعرضه للتعذيب. وبدأت النيابة العامة التحقيق ضد رجال الحراسة التابعين لشركة «سكي»، إحدى الشركات التابعة «يوروبيان هوم كير»، التي تتخذ من نورمبيرغ الجنوبية (ولاية بافاريا) مقرًا لها. ووجهت النيابة إلى 8 أفراد يعملون في هذه الشركة، المتخصصة بتوفير رجال الحماية والحراسات، تهمة إلحاق ضرر جسدي خطير ببعض اللاجئين.
واتخذت الفضيحة بعدًا سياسيا بعد أن كشف رجال التحقيق عن علاقة لرجال الأمن من شركة اسكي الخاصة بالجهات النازية. وعثر رجال التحقيق في شقق المتهمين على أسلحة وأدوات تعذيب وبعض الشعارات النازية إضافة إلى بخاخات فلفل أحمر وهراوات وقبضات حديد في غرفة «التأديب» التي كانوا يديرونها في معسكر اللاجئين.
بعدها أطلت علينا ولاية الراين الشمالي فيستفاليا بفضيحة جديدة. إذ اعترف موظف في دائرة اللجوء بأنه يجري حشر اللاجئين الجدد في قاعات الرياضة والخيام، بل وأحيانا في العراء، رغم وجود أكثر من 2500 مكان شاغر في بيوت اللاجئين الرسمية.
وصفت هنريتا ريكر، مفوضة شؤون اللاجئين في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، عمدة مدينة كولون حاليًا، حشر اللاجئين في المدارس والقاعات الرياضية، رغم وجود آلاف الأسرة الشاغرة في بيوتات اللاجئين الرسمية، بالفضيحة. وقالت ريكر إنها عاجزة عن التعبير عن غضبها لما يجري في الولاية من إسكان سيئ ومهين للاجئين بحجة اكتظاظ بيوت اللاجئين. وتدعي سلطات الولاية، بحسب تصريح ريكر، بأن معسكرات اللاجئين مكتظة باللاجئين، في حين أن ثلث الأماكن تقريبًا شاغر، ولا بد من مساءلة المسؤولين عن ذلك.
وتعتبر ولاية الراين الشمالي فيستفاليا أكبر ولاية ألمانية من ناحية النفوس حيث يسكنها قرابة 20 مليون إنسان (نحو ربع سكان ألمانيا). كما تتحمل الولاية القسط الأكبر من تدفق موجات اللاجئين الجدد من أفريقيا والشرق الأوسط، ومن سوريا وليبيا والعراق على وجه التحديد.
واعترف كريستوف زوبلر، المتحدث الرسمي باسم منطقة ارنسبيرغ، المسؤولة عن توزيع اللاجئين في الولاية، أن الولاية تدير 20 معسكرًا رسميًا للاجئين إضافة إلى معسكرين كبيرين مؤقتين في دورتموند وبيليفيلد لاستقبال الوافدين الجدد. وقال زوبلر إن هذه البيوتات تتسع لـ7500 لاجئ، وما زال هناك 2526 مكانًا شاغرا يمكن أن يؤوي اللاجئين، إلا أنه لم يجر استغلالها. وتعتبر بيوتات اللاجئين الرسمية أفضل من الناحية السكنية والإنسانية من المخيمات والقاعات الكبيرة التي يحشر فيها اللاجئون بالمئات. كما أنها بيوت يتوفر فيها الدفء والنظافة وتخضع لرقابة سلطات اللجوء الألمانية، وإلى رقابة منظمة الدفاع عن حقوق اللاجئين الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وسبق لمدينة دويسبورغ الألماني أن تخلت عن مخيم للاجئين أقيمت فيه الخيام على التراب تحت ضغط المنظمات الإنسانية. وقاطعت منظمة أطباء بلا حدود مخيمًا للاجئين أقيم على ساحة صغيرة في العاصمة البافارية ميونيخ.
وطبيعي لا يمكن بأي حال وصف كافة اللاجئين بـ«الملائكة»، ويعرف الجميع أن بينهم كثيرين من اللصوص والمجرمين، لكن امتداد فضيحة الإساءات للاجئين إلى الشرطة، أجبرت وزير الداخلية ييغر على تأسيس وحدة شرطة خاصة لمكافحة الجريمة بين اللاجئين.
وسبقه في ذلك وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير الذي نوّه إلى فكرة تأسيس قوة خاصة بمكافحة الجريمة في معسكرات اللاجئين. وكانت ولاية سكسونيا أول من شكل مثل هذه القوة الخاصة في شرطة ولايته (شرق).



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.