«الإحصاءات»: 970 ألف وحدة سكنية شاغرة في السعودية

تمثل 17.2 في المائة من إجمالي المساكن.. وعقاريون يؤكدون أن النسبة ستتضاعف عند حساب الأراضي البيضاء

يبلغ عدد الوحدات السكنية في السعودية وفق إحصاءات 2010 نحو 5.6 مليون مسكن (تصوير: خالد الخميس)
يبلغ عدد الوحدات السكنية في السعودية وفق إحصاءات 2010 نحو 5.6 مليون مسكن (تصوير: خالد الخميس)
TT

«الإحصاءات»: 970 ألف وحدة سكنية شاغرة في السعودية

يبلغ عدد الوحدات السكنية في السعودية وفق إحصاءات 2010 نحو 5.6 مليون مسكن (تصوير: خالد الخميس)
يبلغ عدد الوحدات السكنية في السعودية وفق إحصاءات 2010 نحو 5.6 مليون مسكن (تصوير: خالد الخميس)

كشفت تقارير أصدرتها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية، أن إجمالي عدد الوحدات غير المشغولة (الشاغرة)، بلغ 969.7 ألف وحدة سكنية، تمثل نحو 17.2 في المائة من إجمالي عدد وحدات السكن القائمة في المملكة والبالغة نحو خمسة ملايين و622 ألف مسكن حتى نهاية عام 2010، حيث يبلغ إجمالي المشغول منها بأسر نحو 4.65 مليون وحدة سكنية (ثلاثة ملايين أسرة سعودية، ونحو 1.65 مليون أسرة غير سعودية).
وأكد عقاريون مختصون أن النسبة التي أعلنتها مصلحة الإحصاءات هي أقل من النسبة الحقيقية لأداء السوق، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في الأراضي البيضاء غير المستغلة والمتوقفة على حالها منذ عشرات السنين، خصوصا المخططات التي دخلت أخيرا في النطاق العمراني ويصر أصحابها على الاحتفاظ بها، وأن الفجوة تكمن في حصر الأراضي البيضاء ومعالجتها وتطويرها وليس قصرا على الوحدات الشاغرة التي لا تشكل أي نسبة تذكر بالنسبة إلى الأراضي الفضاء.
أكد ذلك محمد البازعي الذي يمتلك شركة عقارية، إذ يقول إن الجميع يعلم أن الفجوة والمشكلة ليست في الوحدات الشاغرة التي غالى أصحابها في قيمتها، حتى أصبحت خالية من السكان، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأراضي البيضاء التي تقف حجر عثرة في طريق إسكان المواطنين الذين يقفون حائرين من عجز الجهات المسؤولة عن إيقافهم عند حدهم، ويتضح ذلك جليا عند وجود عدد من الأراضي ذات المساحات الشاسعة تتوسط المدن أو داخل النطاق العمراني، وهو أمر لا يحدث إلا في السعودية.
وأضاف: «لا أتحدث عمن يمتلك قطعة أرض أو اثنتين، بل من يمتلك عشرات الآلاف من الأمتار ويوقفها على حالها منذ أن خلق الله الأرض، وهو ما يعطل بشكل واضح حركة التنمية، وهي خطوة تأتي في الاتجاه المعاكس للخطوات الحكومية التي تحاول إقناع المواطنين بأنهم يسعون جاهدين للقضاء على مشكلة الإسكان، في دولة يعيش أكثر من نصف سكانها في منازل مستأجرة، في الوقت الذي تشهد فيه المدن الكبرى أكبر توسع عمراني على مستوى العالم».
وتركزت المساكن الشاغرة في منطقة مكة المكرمة التي بلغ فيها عدد المساكن الشاغرة نحو 357 ألف وحدة سكنية، تمثل 36.8 في المائة من إجمالي عدد المساكن الشاغرة في السعودية، تلتها منطقة عسير بنحو 139 ألف وحدة سكنية تمثل 14.4 في المائة من إجمالي عدد المساكن الشاغرة في المملكة، وجاءت منطقة الرياض في المرتبة الثالثة بنحو 123 ألف وحدة سكنية شاغرة تمثل 12.7 في المائة من إجمالي عدد المساكن الشاغرة في السعودية.
وفي شأن متصل، كشف إبراهيم العبيد الخبير العقاري، أن النسبة التي أعلنتها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات تعد طبيعية بالنسبة إلى سكان العالم، لكنها تدعو إلى الاستغراب في دولة تقاتل من أجل تلبية الطلب الكبير الذي يفوق العرض من الوحدات السكنية، لافتا إلى أن 970 ألف وحدة سكنية شاغرة على مستوى المملكة تعد رقما كبيرا كان من الواجب الاستفادة منه، وتسخيره لتلبية رغبات المواطنين الذين يضعون الإسكان أولوية على المشكلات التي يواجهونها، وأصبح تملك السكن أشبه بحلم في ظل ارتفاع أسعار العقار إلى مستويات كبيرة خرجت عن سيطرة الجميع وتضرر منها بشكل كبير المواطن.
وحلت المنطقة الشرقية في المرتبة الرابعة بنحو 81 ألف وحدة سكنية تمثل 8.3 في المائة من إجمالي المساكن الشاغرة، ثم منطقة المدينة المنورة بنحو 68 ألف وحدة سكنية تمثل 7 في المائة من الإجمالي، ثم منطقة الباحة بنحو 57 ألف وحدة سكنية تمثل 5.6 في المائة من إجمالي المساكن الشاغرة في السعودية.
وزاد العبيد أن فجوة العرض والطلب محليا لا تحل بقرار أو بزيادة وحدات سكنية، بل إن هناك مساحات شاغرة ووحدات سكنية فارغة يجب استغلالها وإرغام أصحابها على خفض الأسعار عبر قرارات حازمة تمنع تملك مساحات شاغرة، وأن المشكلة تكمن في عدم محاربة الحكومة (ممثلة بوزارة الإسكان) التجار الذين يمتلكون مساحات كبيرة متعطلة، أو يقومون بتداولها بينهم لترك أثر بأن الحركة التجارية منتعشة، لافتا إلى أن الإحصائية التي نشرتها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، يجب أن تكون منطلقا حقيقيا لإيجاد الحلول وليست مجرد أرقام تنشر في الوسائل الإعلامية وتنسى إلى الأبد.
وأظهرت بيانات مرحلة ترقيم وحصر المباني والوحدات العقارية أن عدد المباني الشاغرة من نوع عمارة بلغ 489 ألف وحدة سكنية، تمثل 50.4 في المائة من إجمالي عدد الوحدات السكنية الشاغرة في السعودية، وبلغ عدد المباني الشاغرة من نوع منزل شعبي نحو 327 ألف وحدة سكنية، تمثل 33.8 في المائة من إجمالي عدد الوحدات السكنية الشاغرة.
من جهته، أشار حمد الدوسري المستثمر العقاري، إلى أن النسبة المعلنة هي أقل من الموجودة في السوق، وخصوصا أن الإحصائية لم تشمل الأراضي الموجودة داخل النطاق العمراني، والتي قد تكون مشتملة على أضعاف ما أعلن، حيث إن شغور الأراضي هو المشكلة الكبرى، وخصوصا المجهزة بالخدمات الأساسية التي تنتشر على مساحات كبيرة على خريطة المدن السعودية الكبرى والمحافظات القريبة من هذه المدن، مبينا أنه من الواجب وضع حد لطمع مستثمري العقار الذين يوقفون أملاكهم على حالها لسنوات طويلة، وذلك لزيادة أسعارها والمغالاة فيها، وهو ما انعكس سلبا على ارتفاع أسعار العقار بشكل عام في السعودية التي تمتد خريطتها على مساحات شاسعة، إلا أنها لم تستطع أن توفر لمعظم أبنائها السكن، رغم مضي أربع سنوات على إنشاء وزارة الإسكان التي لم تحرك ساكنا حتى اللحظة، إلا بإعلان المشروعات التي لم تر النور حتى الآن.
إلى ذلك، بلغ عدد الوحدات السكنية من نوع «فيلا أو قصر» نحو 134 ألف وحدة سكنية تمثل 13.8 في المائة من إجمالي عدد الوحدات الشاغرة في السعودية، وبلغ عدد المجمعات السكنية 19 ألف وحدة تمثل نحو 2 في المائة من إجمالي عدد المساكن الشاغرة في السعودية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».