شهدت عملية درع الفرات التي يدعم فيها الجيش التركي عناصر من «الجيش السوري الحر» تباطؤا خلال الأسبوعين الأخيرين مع الاقتراب من بلدة الباب معقل «داعش» في ريف حلب الشمالي والتي تسعى تركيا لحسم السيطرة عليها بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن قوات درع الفرات باتت تحاصرها من الجهة الغربية.
ومنذ الهجوم الجوي الذي استهدف عسكريين أتراك في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لم تتحرك القوات المشاركة في عملية درع الفرات بشكل ملحوظ.
وبعد فترة من توقف العمليات، أشار الجيش التركي في بيان، أول من أمس، إلى أن مقاتلاته قصفت أهدافا ومواقع للتنظيم من داخل الأراضي السورية ومن الحدود التركية السورية، ومن دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكشفت مصادر عسكرية تركية عن أسباب تباطؤ عملية درع الفرات التي تدعم فيها القوات التركية عناصر من الجيش السوري الحر في شمال سوريا والتي انطلقت في 24 أغسطس (آب) مما أدى إلى طول المعركة الدائرة في إطارها لتطهير بلدة الباب من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت المصادر أن تنظيم داعش يبدي مقاومة شديدة في مدينة الباب، وقد وضع 300 من عناصره فيها، ويعتقد أن لديهم أسلحة ثقيلة، كما انضمت إليهم العناصر التي فرت من قرية دابق التي حررتها قوات المعارضة السورية المشاركة في عملية درع الفرات من قبل.
وأضافت المصادر أن القوات المشاركة في عملية درع الفرات كانت قد أعدت لعمليات تهدف لكسر مقاومة عناصر «داعش» ومحاصرة بلدة الباب من الغرب والشمال، مع القيام بالتوازي بتحركات من الشرق والجنوب لتطويق البلدة، لافتة إلى أن الهجوم الجوي على القوات التركية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في المنطقة نفسها أدى إلى عرقلة التقدم.
وجددت المصادر العسكرية اتهاماتها للنظام السوري بالمسؤولية عن القصف الجوي الذي أدى إلى مقتل 4 جنود أتراك وإصابة 9 آخرين، على الرغم من نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسؤولية كل من بلاده والنظام السوري عن القصف خلال زيارته لتركيا الأسبوع الماضي.
وبحسب المصادر أدى قيام ميليشيات تنظيم داعش بخطف اثنين من الجنود الأتراك الأسبوع الماضي تزامنا مع تحركات كانت تخطط لها القوات التركية في الباب، إلى تأجيل هذه التحركات، لخشية الجيش التركي من أن تؤدي إلى خطر على حياة الجنديين.
وأشارت المصادر في الوقت نفسه إلى أن هناك خيوطا مهمة تجمعت حول مكان احتجاز الجنديين التركيين قد تؤدي إلى النجاح في تخليصهما من قبضة «داعش» وبالتالي إعادة عملية درع الفرات إلى مسارها.
وتحظى بلدة الباب بأهمية خاصة لتركيا كونها نقطة الربط بين مواقع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية في شرق وغرب الفرات. ويمثل قطع الصلة بين الكانتونات الكردية واحدا من أهم أهداف تركيا من عملية الفرات لخشيتها من نشوء كيان كردي على حدودها يشجع النزعة الانفصالية لحزب العمال الكردستاني بمناطق في جنوب شرقي البلاد.
وتسعى أنقرة لتطهير الباب من عناصر «داعش» قبل أن تصل إليها عناصر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل القوات الكردية غالبية قوامها، والتي تسابقها إليها، لتنطلق بعد ذلك إلى منبج لإخراج العناصر الكردية منها.
قصف العسكريين الأتراك يبطئ «درع الفرات» ويؤخر تحرير «الباب»
قصف العسكريين الأتراك يبطئ «درع الفرات» ويؤخر تحرير «الباب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة