نجح الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال في تجاوز منعطف خطير وصعب في مشوار فريقه نحو لقب دوري المحترفين قبل إسدال الستار على منافسات الدور الأول، حيث تجاوز الأهلي والشباب وبات منفردا بصدارة الترتيب برصيد 27 نقطة وبفارق نقطتين عن أقرب منافسيه الاتحاد الذي صعد لوصافة الترتيب برصيد 25 نقطة.
وسجل دياز الذي قدم إلى الهلال بعد مضي ست جولات من الدوري خلفا للأوروغوياني جوستافو ماتوساس، بداية متواضعة نتائجيا وفنيا بخسارته في مباراته الأولى أمام الاتحاد والتي أفقدته الصدارة قبل أن ينجح في تحقيق نتائج إيجابية ولكن دون مستوى وهو ما جعل الجماهير الزرقاء تتخوف من مستقبل فريقها الذي كان يقدم مستويات رائعة بقيادة المدرب المؤقت الروماني سيبيريا.
وشيئا فشيئا نجح دياز في تقديم فريق مختلف ومرعب لخصومه نجح في اعتلاء الصدارة مجددا وبات المرشح الأول لاقتناص لقب دوري المحترفين السعودي الذي غاب عنه منذ خمس سنوات مضت رغم حضوره في دائرة المنافسة.
وقادت خمسة أسباب، الأرجنتيني دياز للتوهج الفني بقيادة فريقه الهلال الذي تمكن من تجاوز منعطف صعب في مسيرته، وذلك بالفوز تباعا على الأهلي بهدفين لهدف، وفوزه الكاسح لنظيره الشباب بثلاثية مصحوبة بمستوى فني مميز جدا أجبر مدرب الشباب سامي الجابر على الاعتراف بأحقية الهلال في الفوز.
أول هذه الأسباب، منح الأرجنتيني دياز الثقة المطلقة للمدافع الشاب عبد الله الحافظ للوجود بصورة أساسية في قائمة الفريق بجوار الدولي أسامة هوساوي، وذلك على حساب المدافع محمد جحفلي الذي كان يعاب عليه كثرة الأخطاء الفردية والتهور والتأخر في إبعاد الكرة.
والمعلوم أن الأرجنتيني دياز لم يتسلم المهمة الفنية سريعا، إذ كان بانتظار الفريق مواجهة مهمة في ربع نهائي بطولة كأس ولي العهد أمام الشباب، وحينها لم يتعرف بعد على لاعبيه، في تلك المباراة كان المدافع جحفلي موقوفا ومنح الروماني سيبيريا الفرصة للحافظ المدافع الشاب الذي يعرفه جيدا في الفريق الأولمبي الذي يقوده المدرب الروماني.
وقدم الحافظ مباراة مميزة ونجح في إنهاء خطورة المهاجم الجزائري وهداف فريق الشباب محمد بن يطو ليمنحه الأرجنتيني دياز الذي شاهد المباراة من مدرجات ملعب الملك فهد الدولي الفرصة كاملة بعدها في لقاء الاتحاد الذي خسره الفريق بهدفين حتى آخر مباراة خاضها الفريق يوم أمس أمام الشباب.
أمضى الأرجنتيني دياز مسيرته مع الفريق الأزرق دون أي تغييرات تذكر قبل فترة التوقف الأخيرة التي كانت لأجل مشاركة المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 الذي سيقام في روسيا، حيث استغل دياز هذه الفرصة لإقامة معسكر قصير في العاصمة القطرية الدوحة وهي التي بدأت منها تتغير ملامح الفريق بعد استئناف الدوري.
حيث منح دياز الفرصة كاملة للاعب الأوروغوياني نيكولاس ميليسي والذي كان المرشح الأول لمغادرة فريق الهلال خلال فترة الانتقالات الشتوية نظير ابتعاده بصورة كاملة عن القائمة الأساسية للفريق تحت قيادة مواطنه جوستافو ماتوساس.
تألق ميليسي بعدما منحه الأرجنتيني دياز الفرصة كاملة كان هو أحد الأسباب الخمسة التي قادت الهلال للتوهج خلال الفترة الأخيرة، حيث أسهم الأوروغوياني في تنظيم صفوف الفريق في جانبها الدفاعي بجوار لاعب محور الارتكاز عبد الملك الخيبري، لتشكل مشاركة ميليسي قوة إضافية في الجانب الدفاعي إلى جوار استمرار المدافع عبد الله الحافظ كلاعب أساسي.
ميليسي الذي شارك حتى الآن في خمس مباريات منها ثلاثة كاملة تحت قيادة الأرجنتيني دياز ومواجهتان اكتفى خلالها بدقائق قليلة تحت قيادة المدرب السابق ماتوساس، حيث نجح لاعب وسط الميدان في تقديم نفسه بصورة جيدة على الجانبين الدفاعي والهجومي.
أما السبب الثالث الذي يقف خلف توهج الفريق تحت قيادة مدربه الأرجنتيني رامون دياز فهو منح الثقة الكاملة للمهاجم البرازيلي ليو بوناتيني الذي بات رقما صعبا في خريطة الفريق الأزرق وحضر في صدارة قائمة هدافيه إلى جوار مواطنه كارلوس إدواردو وناصر الشمراني بخمسة أهداف لكل منهم.
أهداف بوناتيني الخمسة كان النصيب الأكبر منها منذ قدوم الأرجنتيني دياز، حيث اكتفى المهاجم البرازيلي قبل ذلك بتسجيل هدف يتيم في شباك فريق الخليج التي كسبها الهلال بسداسية تاريخية تحت قيادة المدرب المؤقت سيبيريا، قبل أن يتألق البرازيلي في هز الشباك في أربع مباريات متتالية تحت قيادة الأرجنتيني دياز.
افتتح بوناتيني مشواره أهدافه الأربعة التي حضرت منذ إشراف دياز على تدريب الفريق في شباك فريق الفتح وهو الهدف الحاسم الذي أنقذ الفريق من إخفاق كان سيفقده الصدارة، حيث شارك المهاجم البرازيلي كلاعب بديل ونجح في تسجيل الهدف مع الدقيقة 89 من عمر اللقاء الذي انتهى بهدف يتيم للفريق الأزرق.
بعدها قدم بوناتيني نفسه كلاعب أساسي في مباراة الرائد ونجح في تسجيل هدف الفوز لفريقه قبل نهاية اللقاء بدقائق قليلة بعدما كانت المباراة تتجه للتعادل الإيجابي بين الطرفين، وفي آخر مواجهتين أمام الأهلي والشباب شارك بوناتيني بصفته مهاجما وحيدا للفريق ونجح في هز شباك الفريقين وبات هو الخيار الأول لمدربه الأرجنتيني دياز.
أما السبب الرابع الذي قاد الهلال للظهور بصورة مميزة تحت قيادة مدربه الأرجنتيني دياز فهو تغيير عناصر خط الوسط، حيث بات المدرب يعتمد على سلمان الفرج بديلا للبرازيلي تياغو ألفيس الذي تحول لمقاعد البدلاء وبات ورقة رابحة ضمن خيارات المدرب، ونجح الفرج منذ أن منح الثقة والمهام الهجومية في تقديم نفسه بصورة مغايرة وبات أحد العناصر المؤثرة في صفوف الفريق الأزرق.
هذه التغيرات التي أحدثها المدرب السابق لفريق ريفير بليت الأرجنتيني صاحبها تطور في الأداء على الأخص في جانب سرعة نقل الكرة نحو الهجوم بدلا عن النهج التكتيكي القديم والذي كان يعاب عليه البطء كثيرا في إيصال الكرات للمهاجمين وهو ما تحدث عنه المدرب في أكثر من مؤتمر صحافي وشدد على معالجته في المستقبل، حيث بدأت نتائجه واضحة وملموسة في أداء الفريق الأزرق، هذا التطور الفني في أداء فريق الهلال كان هو السبب الخامس الذي يقف خلف تفوق الفريق تحت قيادة دياز.
الأرجنتيني دياز الذي تسلم قيادة الهلال في خمس مباريات حتى الآن نجح خلالها في اقتناص ست نقاط ثمينة من أمام فرق منافسة وهي الأهلي والشباب، وتعثر في بداية مشواره أمام الاتحاد وكسب نقاط مواجهتي الفتح والرائد، بات أمامه اختبار صعب أمام الغريم التقليدي النصر في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الأول.
تجاوز دياز للغريم التقليدي النصر في حال حدوثه سيمنح الفريق دافعا معنويا كبيرا للإنفراد بالصدارة والاقتراب من تحقيق اللقب الذي بات الهلال يقاتل من أجل اقتناصه بعدما ابتعد الفريق عنه في المواسم الخمسة الماضية، رغم حضوره في دائرة المنافسة بصورة دائمة.
هل يكون دياز مفتاح عودة الهلال للدوري؟!
المدرب الأرجنتيني قدم فريقًا مختلفًا.. وتجاوز أهم المنعطفات
هل يكون دياز مفتاح عودة الهلال للدوري؟!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة