هل يكون دياز مفتاح عودة الهلال للدوري؟!

المدرب الأرجنتيني قدم فريقًا مختلفًا.. وتجاوز أهم المنعطفات

دياز مرحبًا بالجابر قبل مواجهة الهلال والشباب الأخيرة (تصوير: أحمد يسري)
دياز مرحبًا بالجابر قبل مواجهة الهلال والشباب الأخيرة (تصوير: أحمد يسري)
TT

هل يكون دياز مفتاح عودة الهلال للدوري؟!

دياز مرحبًا بالجابر قبل مواجهة الهلال والشباب الأخيرة (تصوير: أحمد يسري)
دياز مرحبًا بالجابر قبل مواجهة الهلال والشباب الأخيرة (تصوير: أحمد يسري)

نجح الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال في تجاوز منعطف خطير وصعب في مشوار فريقه نحو لقب دوري المحترفين قبل إسدال الستار على منافسات الدور الأول، حيث تجاوز الأهلي والشباب وبات منفردا بصدارة الترتيب برصيد 27 نقطة وبفارق نقطتين عن أقرب منافسيه الاتحاد الذي صعد لوصافة الترتيب برصيد 25 نقطة.
وسجل دياز الذي قدم إلى الهلال بعد مضي ست جولات من الدوري خلفا للأوروغوياني جوستافو ماتوساس، بداية متواضعة نتائجيا وفنيا بخسارته في مباراته الأولى أمام الاتحاد والتي أفقدته الصدارة قبل أن ينجح في تحقيق نتائج إيجابية ولكن دون مستوى وهو ما جعل الجماهير الزرقاء تتخوف من مستقبل فريقها الذي كان يقدم مستويات رائعة بقيادة المدرب المؤقت الروماني سيبيريا.
وشيئا فشيئا نجح دياز في تقديم فريق مختلف ومرعب لخصومه نجح في اعتلاء الصدارة مجددا وبات المرشح الأول لاقتناص لقب دوري المحترفين السعودي الذي غاب عنه منذ خمس سنوات مضت رغم حضوره في دائرة المنافسة.
وقادت خمسة أسباب، الأرجنتيني دياز للتوهج الفني بقيادة فريقه الهلال الذي تمكن من تجاوز منعطف صعب في مسيرته، وذلك بالفوز تباعا على الأهلي بهدفين لهدف، وفوزه الكاسح لنظيره الشباب بثلاثية مصحوبة بمستوى فني مميز جدا أجبر مدرب الشباب سامي الجابر على الاعتراف بأحقية الهلال في الفوز.
أول هذه الأسباب، منح الأرجنتيني دياز الثقة المطلقة للمدافع الشاب عبد الله الحافظ للوجود بصورة أساسية في قائمة الفريق بجوار الدولي أسامة هوساوي، وذلك على حساب المدافع محمد جحفلي الذي كان يعاب عليه كثرة الأخطاء الفردية والتهور والتأخر في إبعاد الكرة.
والمعلوم أن الأرجنتيني دياز لم يتسلم المهمة الفنية سريعا، إذ كان بانتظار الفريق مواجهة مهمة في ربع نهائي بطولة كأس ولي العهد أمام الشباب، وحينها لم يتعرف بعد على لاعبيه، في تلك المباراة كان المدافع جحفلي موقوفا ومنح الروماني سيبيريا الفرصة للحافظ المدافع الشاب الذي يعرفه جيدا في الفريق الأولمبي الذي يقوده المدرب الروماني.
وقدم الحافظ مباراة مميزة ونجح في إنهاء خطورة المهاجم الجزائري وهداف فريق الشباب محمد بن يطو ليمنحه الأرجنتيني دياز الذي شاهد المباراة من مدرجات ملعب الملك فهد الدولي الفرصة كاملة بعدها في لقاء الاتحاد الذي خسره الفريق بهدفين حتى آخر مباراة خاضها الفريق يوم أمس أمام الشباب.
أمضى الأرجنتيني دياز مسيرته مع الفريق الأزرق دون أي تغييرات تذكر قبل فترة التوقف الأخيرة التي كانت لأجل مشاركة المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 الذي سيقام في روسيا، حيث استغل دياز هذه الفرصة لإقامة معسكر قصير في العاصمة القطرية الدوحة وهي التي بدأت منها تتغير ملامح الفريق بعد استئناف الدوري.
حيث منح دياز الفرصة كاملة للاعب الأوروغوياني نيكولاس ميليسي والذي كان المرشح الأول لمغادرة فريق الهلال خلال فترة الانتقالات الشتوية نظير ابتعاده بصورة كاملة عن القائمة الأساسية للفريق تحت قيادة مواطنه جوستافو ماتوساس.
تألق ميليسي بعدما منحه الأرجنتيني دياز الفرصة كاملة كان هو أحد الأسباب الخمسة التي قادت الهلال للتوهج خلال الفترة الأخيرة، حيث أسهم الأوروغوياني في تنظيم صفوف الفريق في جانبها الدفاعي بجوار لاعب محور الارتكاز عبد الملك الخيبري، لتشكل مشاركة ميليسي قوة إضافية في الجانب الدفاعي إلى جوار استمرار المدافع عبد الله الحافظ كلاعب أساسي.
ميليسي الذي شارك حتى الآن في خمس مباريات منها ثلاثة كاملة تحت قيادة الأرجنتيني دياز ومواجهتان اكتفى خلالها بدقائق قليلة تحت قيادة المدرب السابق ماتوساس، حيث نجح لاعب وسط الميدان في تقديم نفسه بصورة جيدة على الجانبين الدفاعي والهجومي.
أما السبب الثالث الذي يقف خلف توهج الفريق تحت قيادة مدربه الأرجنتيني رامون دياز فهو منح الثقة الكاملة للمهاجم البرازيلي ليو بوناتيني الذي بات رقما صعبا في خريطة الفريق الأزرق وحضر في صدارة قائمة هدافيه إلى جوار مواطنه كارلوس إدواردو وناصر الشمراني بخمسة أهداف لكل منهم.
أهداف بوناتيني الخمسة كان النصيب الأكبر منها منذ قدوم الأرجنتيني دياز، حيث اكتفى المهاجم البرازيلي قبل ذلك بتسجيل هدف يتيم في شباك فريق الخليج التي كسبها الهلال بسداسية تاريخية تحت قيادة المدرب المؤقت سيبيريا، قبل أن يتألق البرازيلي في هز الشباك في أربع مباريات متتالية تحت قيادة الأرجنتيني دياز.
افتتح بوناتيني مشواره أهدافه الأربعة التي حضرت منذ إشراف دياز على تدريب الفريق في شباك فريق الفتح وهو الهدف الحاسم الذي أنقذ الفريق من إخفاق كان سيفقده الصدارة، حيث شارك المهاجم البرازيلي كلاعب بديل ونجح في تسجيل الهدف مع الدقيقة 89 من عمر اللقاء الذي انتهى بهدف يتيم للفريق الأزرق.
بعدها قدم بوناتيني نفسه كلاعب أساسي في مباراة الرائد ونجح في تسجيل هدف الفوز لفريقه قبل نهاية اللقاء بدقائق قليلة بعدما كانت المباراة تتجه للتعادل الإيجابي بين الطرفين، وفي آخر مواجهتين أمام الأهلي والشباب شارك بوناتيني بصفته مهاجما وحيدا للفريق ونجح في هز شباك الفريقين وبات هو الخيار الأول لمدربه الأرجنتيني دياز.
أما السبب الرابع الذي قاد الهلال للظهور بصورة مميزة تحت قيادة مدربه الأرجنتيني دياز فهو تغيير عناصر خط الوسط، حيث بات المدرب يعتمد على سلمان الفرج بديلا للبرازيلي تياغو ألفيس الذي تحول لمقاعد البدلاء وبات ورقة رابحة ضمن خيارات المدرب، ونجح الفرج منذ أن منح الثقة والمهام الهجومية في تقديم نفسه بصورة مغايرة وبات أحد العناصر المؤثرة في صفوف الفريق الأزرق.
هذه التغيرات التي أحدثها المدرب السابق لفريق ريفير بليت الأرجنتيني صاحبها تطور في الأداء على الأخص في جانب سرعة نقل الكرة نحو الهجوم بدلا عن النهج التكتيكي القديم والذي كان يعاب عليه البطء كثيرا في إيصال الكرات للمهاجمين وهو ما تحدث عنه المدرب في أكثر من مؤتمر صحافي وشدد على معالجته في المستقبل، حيث بدأت نتائجه واضحة وملموسة في أداء الفريق الأزرق، هذا التطور الفني في أداء فريق الهلال كان هو السبب الخامس الذي يقف خلف تفوق الفريق تحت قيادة دياز.
الأرجنتيني دياز الذي تسلم قيادة الهلال في خمس مباريات حتى الآن نجح خلالها في اقتناص ست نقاط ثمينة من أمام فرق منافسة وهي الأهلي والشباب، وتعثر في بداية مشواره أمام الاتحاد وكسب نقاط مواجهتي الفتح والرائد، بات أمامه اختبار صعب أمام الغريم التقليدي النصر في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الأول.
تجاوز دياز للغريم التقليدي النصر في حال حدوثه سيمنح الفريق دافعا معنويا كبيرا للإنفراد بالصدارة والاقتراب من تحقيق اللقب الذي بات الهلال يقاتل من أجل اقتناصه بعدما ابتعد الفريق عنه في المواسم الخمسة الماضية، رغم حضوره في دائرة المنافسة بصورة دائمة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».