السودان والفاتيكان يبحثان بروما الأوضاع في جنوب السودان

موسكو تشهد اجتماعات سودانية ـ روسية رفيعة المستوى

السودان والفاتيكان يبحثان بروما الأوضاع في جنوب السودان
TT

السودان والفاتيكان يبحثان بروما الأوضاع في جنوب السودان

السودان والفاتيكان يبحثان بروما الأوضاع في جنوب السودان

بحث وزير الخارجية السوداني مع وزير خارجية دول الفاتيكان الأوضاع في دولة جنوب السودان، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود الخرطوم لإرساء السلام والاستقرار داخل السودان والإقليم، وفي الأثناء تشهد موسكو اجتماعات سودانية - روسية على مستوى عالٍ، لبحث مجالات التعاون الاقتصادي المشترك والاستثمارات الروسية في مجالات التعدين.
وقد التقى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الذي يزور إيطاليا حاليًا، وزير خارجية دولة الفاتيكان بول غلاغر بروما، أمس، وقدم المسؤول السوداني، خلال اللقاء، شرحًا لتطور الأوضاع في السودان، ومخرجات الحوار الوطني، وجهود حكومته لإرساء السلام والاستقرار الداخلي، وفي الإقليم. وقالت الخارجية السودانية، في تعميم صحافي، إن اللقاء بين المسؤولين تضمن بحث الأوضاع في دولة جنوب السودان المضطربة، وإن الطرفين أبديا قلقهما للأوضاع المتدهورة التي تشهدها الدولة الوليدة، وسبل حقن الدماء ووقف الاقتتال وتحقيق الاستقرار.
ونقلت الخارجية السودانية عن الوزير بول غلاغر قوله إن «السودان، رغم ما يواجهه من صعوبات، خصوصًا فيما يتعلق بالاضطرابات في جواره، ظل مستقرًا ومتماسكًا».
واختتم الطرفان اجتماعهما بالاتفاق على التواصل عبر اللقاءات وتبادل وجهات النظر، وتعزيز الفهم المشترك بين الجانبين في القضايا التي تلقى اهتمامًا مشتركًا.
من جهة أخرى، تشهد العاصمة الروسية موسكو اجتماعات سودانية - روسية على مستوى عالٍ، تبحث الاستثمارات الروسية في مجال التعاون الاقتصادي المشترك، والاستثمارات الروسية في مجالات التعدين، وتعدين الذهب في السودان على وجه الخصوص.
ويقود الوفد السوداني في أعمال الدورة الرابعة للجنة الوزارية السودانية - الروسية المشتركة وزير المعادن أحمد الكاروري، فيما يترأس الجانب الروسي وزير البيئة والموارد الطبيعية سيرجي دونسكوي، لبحث عدد من الملفات المشتركة، وعلى رأسها ملف التعدين الذي ستبحثه وزارة المعادن السودانية.
ويعتبر ملف تعدين الذهب من أهم الملفات التي ستبحثها هذه الاجتماعات، لا سيما أن وزارة المعادن السودانية كانت قد وقعت استثمارًا كبيرًا مع شركة «سيبرين» الروسية، العام الماضي، في أكبر صفقة استثمارية شهدتها البلاد، حصلت بموجبها الشركة على امتياز تعدين الذهب في السودان. وأعلن عقب توقيع الصفقة، في يوليو (تموز) 2015، أن الشركة الروسية اكتشفت احتياطات ضخمة من الذهب الخام في ولاية البحر الأحمر، شرق السودان، وولاية نهر النيل (شماله)، وتبلغ الاحتياطات التي قال الكاروري إن الشركة اكتشفتها 46 ألف طن من الذهب، تصل قيمتها السوقية إلى قرابة 298 بليون دولار. ويتكون الوفد السوداني المشارك في أعمال اللجنة الوزارية المشتركة من وكلاء الوزارات المختصة بمجالات التعاون المشترك، ورجال أعمال سودانيين. وقال وكيل وزارة المعادن نجم الدين داود، في نشرة صحافية اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إن الاجتماعات تبدأ اليوم، لمدة ثلاثة أيام، ويوقع بعدها عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالات التعدين والزراعة والتعليم والصحة، وتهدف لتطوير التعاون بين البلدين وتدعيم الشراكة بينهما.
وشهدت الاستثمارات الروسية - السودانية دفعة قوية عقب توقيع عدد من اتفاقيات التعاون العسكري والتقني بين الحكومتين، بالخرطوم، عقب زيارة نائب رئيس لجنة التعاون العسكري والتقني الروسية يوري خوزيانينوف للخرطوم، في مارس (آذار) 2003، هذا فضلاً عن عمل شركات نفط روسية في النفط السوداني، واتساع حجم التعاون العسكري والتقني بين البلدين، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لدى زيارته للخرطوم، العام الماضي، وإعلان حرص حكومة بلاده على استمرار التعاون، بما لا يخل بتوازن القوى في المنطقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.