مبادرات الدعم لشابكوينسي تصطدم بالمصالح ونفوذ كرة القدم

التراجع عن منح النادي لقب بطولة «سوداميركانا» ومطالبته بخوض الجولة الأخيرة للدوري الأسبوع المقبل

شباب وناشئو شابكوينسي مطالبون بملء فراغ النجوم الذين قضوا في كارثة الطائرة (رويترز)
شباب وناشئو شابكوينسي مطالبون بملء فراغ النجوم الذين قضوا في كارثة الطائرة (رويترز)
TT

مبادرات الدعم لشابكوينسي تصطدم بالمصالح ونفوذ كرة القدم

شباب وناشئو شابكوينسي مطالبون بملء فراغ النجوم الذين قضوا في كارثة الطائرة (رويترز)
شباب وناشئو شابكوينسي مطالبون بملء فراغ النجوم الذين قضوا في كارثة الطائرة (رويترز)

بعد الصدمة والضجة اللتين أحدثتهما فاجعة الطائرة المنكوبة التي كانت تقل فريق شابكوينسي البرازيلي لكرة القدم، بدأت مبادرات الدعم التي انطلقت من كل مكان بعد الحادث، الذي أودى بحياة 71 شخصا، في التراجع وإفساح المجال أمام ضغوطات المصالح الشخصية لبعض من قيادات كرة القدم.
وعقب مطالبة نادي أتليتكو ناسيونال الكولومبي اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) بمنح لقب بطولة «سودأميركانا» للنادي البرازيلي، خرج خورخي بيردوم، رئيس الاتحاد الكولومبي للعبة بتصريحات تفيد بوجود صعوبات تحول دون اتخاذ مثل هذا القرار.
وقال بيردوم: «هناك كثير من المصالح، وهي اقتصادية، وجائزة الفوز بالكأس والتذاكر وحقوق البث التلفزيوني، بالإضافة إلى بطاقة إضافية لكأس (سودأميركانا)، وهوية من يستحقها».
وأضاف: «إذا اعتبرنا أن ناسيونال هو البطل، فهذا يعني بطاقة إضافية لكولومبيا في بطولة (سودأميركانا)، ولكن إذا لم يلعب النهائي، فماذا سيحدث؟».
وأشاد المسؤول الكولومبي بمبادرة الدعم الصادرة من نادي أتليتكو ناسيونال، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن الموضوع ليس سهلا.
وأكد بيردوم أيضا أنه تحدث عن هذه القضية مع رئيس «كونميبول»، إليخاندرو دومينغيز، الذي لم يعطه جوابا شافيا في هذا الشأن.
وأثارت مبادرة نادي أتليتكو ناسيونال انتقادات أليخاندرو نادور، رئيس نادي هوراكان الأرجنتيني، الذي وصف مسؤولي النادي الكولومبي بـ«الغوغائيين». وقال نادور: «لدي تحفظات على مسؤولي ناسيونال، هذا ليس وقت الغوغائية، هذا الأمر سيقرره (كونميبول) دون أدنى شك، الآن ليس الوقت المناسب للغوغائية».
ويشعر رئيس هوراكان بالاستياء من مسؤولي ناسيونال، على خلفية عدم تأجيل مباراة فريقه أمام النادي الكولومبي مطلع العام الحالي، رغم تعرضه لحادث سير في فنزويلا.
وعلى جانب آخر، وفي وسط الأحزان الكبيرة التي يعيشها نادي شابكوينسي، طفت على السطح مصالح أخرى لبعض القيادات الكروية في البرازيل، حيث أكد القائم بأعمال رئيس النادي المنكوب، إيفان توزو، أن رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ماركو بولو دل نيرو، طالبه بضرورة خوض مباراة الأسبوع الأخير للدوري المحلي أمام منافسه أتليتكو مينيرو.
وقال توزو: «لقد تكلمت مع دل نيرو حول الموضوع، وقال لي إنه يجب أن نلعب هذه المباراة.. يجب أن تكون احتفالا كبيرا، وأجبته بأننا لا نمتلك11لاعبا، ولكنه قال إننا نمتلك لاعبين لم يسافروا مع الفريق وإن لدينا لاعبين ناشئين، وإنه لا يهم هوية من سيخوض المباراة، وإن اللقاء يجب أن يكون احتفالا كبيرا، لأن مدينة تشابيكو ونادي شابكوينسي يستحقان هذا».
ولم يقرر شابكوينسي حتى الآن إذا ما كان سيلعب هذه المباراة، التي كان من المقرر إقامتها مطلع الأسبوع المقبل، ولكن بعد الحادث الفاجع، الذي تعرض له النادي، تم تأجيلها مع مباريات الأسبوع الأخير إلى 11 من الشهر الحالي.
وكان أتليتكو مينيرو قد طالب في خطاب رسمي بإلغاء المباراة، وقال في خطابه: «بدافع إنساني بحت، فنحن ضد إقامة اللقاء».
وحسم نادي بالميراس لقب الدوري البرازيلي لصالحه قبل الجولة 38 الأخيرة، فيما يحتل شابكوينسي المركز التاسع وضمن تأهله إلى بطولة كأس «سودأميركانا» الموسم المقبل، ولكنه لا يمتلك أي فرصة للتأهل إلى بطولة كأس ليبيرتادوريس، إلا إذا اتخذ اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول» قرارا آخر بمنحه لقب بطولة «سودأميركا» للعام الحالي.
ويحتل أتليتكو مينيرو المركز الرابع في جدول الترتيب، وتأهل إلى بطولة كأس ليبيرتادوريس.
وتزامنا مع تصريحات توزو، وصف فيرناندو كارفاليو، نائب رئيس نادي بورتو أليغري ما يمر به ناديه بأنه «مأساة خاصة»، نظرا لاحتمالات هبوطه القوية للقسم الثاني من مسابقة الدوري البرازيلي.
وأكد كارفاليو أن قرار تأجيل المرحلة الـ38 الأخيرة من الدوري
البرازيلي، على خلفية الحادث الفاجع الذي أودى بحياة 19 لاعبا في شابكوينسي، ستكون له أضراره الكبيرة على ناديه.
وقال كارفاليو: «لدينا مأساتنا الخاصة، وهي الهبوط إلى القسم الثاني، تأجيل المرحلة الأخيرة ستكون له أضراره الأكيدة علينا». وأثارت تصريحات كارفاليو موجة عنيفة من الانتقادات في مواجهته، مما دفعه إلى تصحيحها في وقت لاحق.
ومع تطلع شابكوينسي لإعادة بناء فريقه، فإنه قد يجد في قصة مانشستر يونايتد الإنجليزي في تعامله مع كارثة مماثلة خير معين له في هذه الظروف المأساوية.
وحادث شابكوينسي في كولومبيا الذي تسبب في مقتل كل لاعبي الفريق باستثناء ثلاثة، أعاد ذكريات كارثة ميونيخ عام 1958 التي قتل خلالها 8 لاعبين من يونايتد.
وقضى حادث ميونيخ على جيل من الموهبة الشابة في يونايتد، وأنهى أحلام الفوز بلقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي، لكن النادي نجح في العودة إلى قمة الكرة الأوروبية بفضل مساعدة من ريال مدريد الإسباني.
ووضع ريال مدريد منشآته تحت تصرف اللاعبين والموظفين للتعافي من الحادث، وجمع أموالا عبر بيع أعلام خاصة وخوض مباريات ودية في إنجلترا وإسبانيا.
وأعار ريال مدريد أبرز لاعبين لديه ليونايتد هما الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو، والمهاجم المجري فيرينك بوشكاش، لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية الموسم، وهو عرض تطوعت به بعض الأندية البرازيلية هذا الأسبوع لشابكوينسي.
ورغم أن دي ستيفانو وبوشكاش وافقا على الانتقال إلى يونايتد، فإن الاتحاد الإنجليزي رفض ذلك.
وقال جون لودن مؤلف كتاب «قصة مدينتين: مانشستر ومدريد 1957 - 1968» إن الفريقين لديهما علاقة خاصة بفضل الارتباط الوثيق بين سانتياغو برنابيو رئيس ريال مدريد ومات بوسبي مدرب يونايتد.
وأضاف لودن: «المساعدة من ريال مدريد كانت بمثابة دفعة هائلة. يونايتد كان منتهيا. النادي كاد يغلق أبوابه في مرحلة ما. هذا الكرم هو ما جعل يونايتد يواصل المسيرة».
لكن شابكوينسي يخشى أن تكون موجات التعاطف التي انهالت عليه بعد الحادث، ما هي إلا وعود ستنتهي بمجرد مرور الأيام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».