وعد نائب رئيس شابكوينسي البرازيلي لكرة القدم بمساعدة النادي للوقوف مرة أخرى على قدميه، فيما عرضت الكثير من الأندية المحلية بشكل جماعي تقديم المساعدة في إعادة تكوين الفريق بإعارة بعض لاعبيها بعد أن أدى تحطم طائرة في كولومبيا إلى مقتل أغلب أعضاء الفريق.
وتسببت أسوأ كارثة طيران في كولومبيا في عقدين في مقتل جميع من كان على الطائرة ما عدا خمسة أشخاص حيث كان الفريق في طريقه لمواجهة أتليتيكو ناسيونال الكولومبي في ذهاب نهائي كأس سودأميركانا.
وقال إيفان توزو نائب رئيس النادي إنه عازم على إعادة بناء شابكوينسي واللعب مرة أخرى في دوري الأضواء العام المقبل.
وأضاف: «سنعيد بناء النادي ونتعاقد مع لاعبين جدد ونعقد الكثير من الاجتماعات ونتحلى بالصبر لمواصلة اللعب في الدرجة الأولى، وهي بطولة مهمة للغاية بالنسبة لنا، ننوي المواصلة في العام المقبل».
وتحطمت الطائرة وكان على متنها 68 راكبا إضافة إلى طاقم من تسعة أفراد، ونجا 6 أشخاص من بينهم ثلاثة من لاعبي الفريق هم المدافع هيليو نيتو الذي يخضع لجراحة في المخ بينما بترت سائق الحارس البديل جاكسون فولمان، ووضع المدافع الآن روشل في العناية المركزة لكن حالته مستقرة. كما تبين أن 20 صحافيا رياضيا برازيليا كانوا من عداد الذين قتلوا في الحادث. وقالت شبكة «فوكس سبورت لاتين أميركا» التي تمتلك حقوق النقل الحصرية لهذه البطولة أن ستة من موظفيها قتلوا في الحادث الذي حصد أرواح 71 شخصا. وأحد هؤلاء القتلى هو المعلق الإذاعي الشهير واللاعب الدولي السابق ماريو سيرجيو (66 عاما و8 مباريات دولية) الذي احترف اللعب من 1969 حتى 1987 ومر بأندية مثل فلامنغو وفلوميننزي وإنترناسيونال وساو باولو وبالميراس ثم انتقل إلى التدريب من 1987 حتى 2010.
أما مجموعة غلوبو البرازيلية للإعلام المرئي والمسموع فأعلنت من جهتها مقتل أربعة من صحافييها في الحادث ومقتل أربعة آخرين يعملون في قناة «آر بي إس» التابعة لها. كما قتل في الحادث ستة صحافيين يراسلون محطات إذاعية محلية في تشابينكو معقل فريق شابكوينسي في ولاية سانتا كاترينا (جنوب).
ومن بين الناجين الستة من الحادث رافاييل هنزل فالموربيدا المعلق الرياضي في إذاعة أويستي كابيتال.
وبينما تراجع الحديث عن كرة القدم مع محاولة الجماهير واللاعبين والمسؤولين الوقوف على حجم الكارثة فإن بداية جديدة لن تكون أمرا جديدا للنادي.
ففي بداية القرن كان شابكوينسي على وشك الاندثار لكنه كافح للعودة من الدرجة الرابعة إلى الأولى في خمس سنوات فقط. وسيحصل النادي الصغير الذي تأسس في مدينة شابيكو الزراعية الصغيرة في ولاية سانتا كاتارينا بجنوب البرازيل على مساعدة من فرق كبيرة أخرى طالب بعضها باستثنائه من الهبوط في الأعوام الثلاثة المقبلة.
وفي بيان نشره الكثير من الأندية الكبيرة في البرازيل من بينهم بالميراس الفائز باللقب قال رؤساء أندية إنهم يريدون إعارة بعض اللاعبين لمساعدة شابكوينسي على العودة للعب.
وأضاف البيان: «هذه أقل لفتة يمكن أن نظهرها في الوقت الحالي للتأكيد على تضامنا (مع شابكوينسي)، تستند إلى رغبة صادقة لإعادة بناء هذه المؤسسة وترميم هذا الجزء المفقود من الكرة البرازيلية». ونجا ثلاثة لاعبين فقط ممن كانوا على الطائرة المتجهة إلى كولومبيا. وجاء عرض المساعدة في الوقت الذي قررت فيه الأندية الغريمة تنحية الخلافات جانبا لإظهار تضامنها.
وحول كورنثيانز الذي فكر من قبل في تغيير لون أرض الملعب من الأخضر بسبب ارتداء غريمه بالميراس هذا اللون موقعه على الإنترنت إلى اللون الأخضر.
وتجاوز أتليتيكو بارانينسي خلافاته مع كوريتيبا وصبغ ملعبه باللون الأخضر تضامنا مع شابكوينسي.
وبعد مبادرة الأندية الأربعة الكبرى في ولاية ساوباولو، بدأت المؤسسات الرياضية في كل ربوع البرازيل في الانضمام لها، معلنة استعدادها لإعارة لاعبين بشكل مجاني إلى شابكوينسي، مع طلب من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم رسميا بإلغاء هبوط الفريق خلال المواسم الثلاثة المقبلة.
من جانبه، أكد نادي بالميراس، بطل الدوري البرازيلي، أنه سيطلب من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم السماح له بلعب المباراة الأخيرة للمسابقة مرتديا قميص شابكوينسي. وأجلت المرحلة الأخيرة من الدوري البرازيلي، التي كان من المقرر أن تلعب نهاية الأسبوع الجاري، إلى الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول).
وكان من المفترض أن يلتقي شابكوينسي مع منافسه أتلتيكو مينيرو في هذه المرحلة.
وقال بلينيو ديفيد دي نيس فيليو مدير النادي بعد ساعات من تحطم الطائرة: «لم تكن مجرد مجموعة تحترم بعضها البعض.. كانت أسرة». وأضاف: «قبل الصعود على متن الطائرة قالوا إنهم سيحققون الحلم. وبعد ساعات قليلة تحول الحلم إلى كابوس». وتأسس نادي شابكوينسي في 1973 في مدينة شابيكو الزراعية الصغيرة في ولاية سانتا كاتارينا بجنوب البرازيل، وفاز بلقب بطولة الولاية للمرة الأولى بعدها بأربع سنوات. وأثبت الفريق قدراته في بطولة دوري رسمية ولكن دون أن يلفت الأنظار على المستوى الإقليمي حتى تأهل لنهائي كأس سودأميركانا.
وما زالت حالة الصدمة تخيم على شوارع المدينة الصغيرة التي يتبع لها نادي شابكوينسي، وزحفت ألوف الجماهير الحزينة إلى مدرجات الملعب مرتدية قمصانه الخضراء والبيضاء وهي تتغنى بأسماء كل لاعب من الذين لقوا حتفهم في حادث طائرة. وغنت الجماهير مع تشكيل أعضاء النادي وأقارب الضحايا دائرة في منتصف الملعب كجزء من مراسم مرتجلة تأرجحت ما بين الحداد على أرواح من لقوا حتفهم والفخر بأبطالهم «نحن الأبطال».
وقبل أقل من أسبوع كانت شوارع المدينة الصغيرة عامرة بالأهازيج والاحتفالات والألعاب النارية مع تأهل الفريق إلى نهائي كأس سودأميركانا في قصة خيالية بدأت من الدرجة الرابعة في 2009.
لكن الإثارة تحولت إلى مأساة بسقوط الطائرة وضياع حلم مشاهده الفريق في النهائي في أكبر مباراة في تاريخه.
وتوقفت الأعمال والدراسة في المدارس، وألغى رئيس البلدية احتفالات بمناسبة عيد الميلاد بإعلان الحداد لمدة 30 يوما. وذاع نبا الفاجعة في عالم كرة القدم لكن حجم الكارثة كان كبيرا في مدينة تحتاج إلى عشر تعداد سكانها لملء الملعب الذي يبلغ سعته 20 ألفا.
وقالت لورا زانوتيلي، 17 عاما، وهي واحدة من مئات الجماهير التي اجتمعت في مدرجات ملعب شابكوينسي: «للوهلة الأولى قد تبدو هذه المدينة صغيرة.. لكننا كبرنا مع فريقنا، الكثير من لاعبي الفريق كانوا من المدينة. كنت أقابلهم وعائلاتهم في الشوارع مثل الجيران».
شابكوينسي يعد بإعادة بناء الفريق والأندية المنافسة تعرض إعارة لاعبيها بالمجان
بعد أن تحول حلم الفوز بأهم بطولة في تاريخهم إلى كابوس بسقوط طائرة اللاعبين
شابكوينسي يعد بإعادة بناء الفريق والأندية المنافسة تعرض إعارة لاعبيها بالمجان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة