المغرب يدين «مناورات» رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي

قال إنها تهدف إلى عرقلة عودته للمنظمة الإقليمية

المغرب يدين «مناورات» رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي
TT

المغرب يدين «مناورات» رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي

المغرب يدين «مناورات» رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي

ندد المغرب أمس، بـ«المناورات المتواصلة» لرئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، متهما إياها بالسعي لـ«عرقلة» انضمام المملكة المغربية وعودتها مجددا إلى الاتحاد الأفريقي.
وفي بيان شديد اللهجة، اتهمت وزارة الخارجية المغربية رئيسة المفوضية الجنوب أفريقية، نكوسازانا دلاميني زوما، بأنها «تسعى لعرقلة قرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل أسرته المؤسساتية الأفريقية».
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر في منتصف يوليو (تموز) عن رغبة بلاده في الانضمام سريعا إلى الاتحاد الأفريقي، وذلك بعدما خرجت المملكة المغربية من منظمة الوحدة الأفريقية في 1984، احتجاجا على قبول عضوية «الجمهورية العربية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر وليبيا.
وأضاف بيان وزارة الخارجية المغربية، أن رئيسة المفوضية الأفريقية «أخرت بشكل غير مبرر توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد الأفريقي» في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وزاد البيان قائلا: «تواصل نكوسازانا دلاميني زوما تحركها للعرقلة من خلال اختلاق شرط مسطري (إجرائي) غير مسبوق ولا أساس له، ترفض من خلاله بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي» من مزيد من التوضيح بشأن الإجراء.
واعتبرت وزارة الخارجية المغربية أن رئيسة المفوضية، ومن خلال تصرفها بهذا الشكل: «تتناقض مع واجبها في الحياد وقواعد ومعايير المنظمة وإرادة بلدانها الأعضاء».
وأشار بيان وزارة الخارجية المغربية إلى أن «المغرب يحظى حتى الآن بالوثائق الداعمة، بالمساندة والموافقة الكاملة للغالبية العظمى للدول الأعضاء، التي تفوق بشكل كبير تلك المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي».
يذكر أن الملك محمد السادس أجرى قبل أسابيع قليلة اتصالا هاتفيا مع الرئيس التشادي إدريس ديبي أتون، حسب ما ذكر بيان للديوان الملكي، كشف أن الملك محمد السادس طلب من الرئيس التشادي، بصفته رئيس الدورة الـ«27» لقمة الاتحاد الأفريقي، التدخل لدى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي من أجل توزيع طلب انضمام المملكة المغربية على جميع الدول الأعضاء في منظمة الاتحاد الأفريقي، الذي تسلمته يوم 22 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأشار البيان إلى أنه كان يتعين على زوما، في الواقع، تطبيقا للميثاق المؤسس، ووفقا لمقتضيات عمل المنظمة، المبادرة بالتوزيع الفوري لهذا الطلب.
وخلص البيان إلى أن الرئيس التشادي تفاعل بشكل إيجابي مع طلب العاهل المغربي، وأنه سيقوم باللازم في هذا الصدد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.