نصح أمس المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، الجهات التي تدعم المتطرفين في مواجهة الجيش الليبي بإرسال السلاح مباشرة «لأنه في نهاية المطاف سيقع في أيدينا»، على حد تعبيره.
وتزامنت تصريحات حفتر مع إعلان الجيش الليبي أن قواته نجحت أمس في اقتحام محور منطقة قنفودة غرب مدينة بنغازي في شرق البلاد، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وفلول المتطرفين في آخر معاقلهم بداخل المدينة التي أوشكوا على فقد سيطرتهم عليها، والتي دامت نحو أربع سنوات.
وقالت مصادر عسكرية، إضافة إلى شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: إن «(الكتيبة 210) التابعة للجيش الليبي سيطرت أمس للمرة الأولى على الحظيرة الجمركية بقنفودة بعد طرد المتطرفين، كما شنت طائرات تابعة للجيش غارات جوية استهدفت مواقع عناصر ما يسمى بـ(مجلس شورى ثوار بنغازي المتطرف)».
وأوضحت القوات الخاصة للجيش الليبي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن قوات الجيش توغلت داخل منطقة قنفودة بعد السيطرة على الحظيرة الجمركية، مشيرة إلى أن الجيش الذي لم يفرض سيطرته الكاملة بعد على منطقة «بوصنيب»، التي تحتشد فيها بقية الجماعات الإرهابية بالمدينة.
وبلهجة ساخرة قال حفتر في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية «ننصح الذين يرسلون السلاح إلى الجماعات الإرهابية بأن يرسلوا سلاحهم إلينا»، في إشارة إلى نجاح قوات الجيش الليبي في الحصول على غنائم كبيرة من الأسلحة من الجماعات الإرهابية التي ما زالت تتحصن في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
وأضاف حفتر موضحا «لدينا مصدر مهم للسلاح، وهو ما نغنمه من العدو أثناء المعارك»، نافيا أن يكون قد طلب أسلحة من روسيا التي يزورها حاليا، وقال بهذا الخصوص «موسكو ملتزمة بقرار الحظر، ونحن لا نريد أن نحرج أصدقاءنا الروس في مسألة التسليح، وتكفينا في هذه المرحلة المواقف الثابتة لروسيا تجاه القضية الليبية، ووقوفها إلى جانبنا في المحافل الدولية»، موضحا أن من وصفهم «بأصدقائنا الروس يتابعون باهتمام بالغ انتصارات الجيش الليبي ضد الإرهاب، وحرصهم على أن تستقر الأوضاع».
وتابع حفتر موضحا «يمكن أن تلعب روسيا دورا مهما في منع أي قرارات تضر بالجيش ومصالح الشعب في ليبيا، إضافة إلى التأثير في اتخاذ مجلس الأمن الدولي لقرار برفع الحظر الذي يفرضه على تسليح عن الجيش الليبي»، مشددا على أن «روسيا تملك شركات عملاقة في مختلف المجالات، ويمكن أن تساهم في عمليات إعادة الأعمار والاستثمار والاستكشافات النفطية، وهذا كله يخدم الاقتصاد الليبي ويعزز العلاقة بين البلدين».
ورغم أن حفتر استبعد إمكانية الاستعانة بمستشارين عسكريين روس في الوقت الحالي، لكنه لفت النظر إلى أنه يمكن النظر في هذه المسألة مستقبلا بعد رفع حظر استيراد الأسلحة. وقال في هذا الصدد «عندما يتم رفع الحظر ويتم استيراد أسلحة حديثة سننظر في مدى حاجتنا إلى خبراء أسلحة روس لتأهيل قواتنا، أما بخصوص المستشارين في الخطط العسكرية والعمليات القتالية فنحن نملك فائضا من الخبراء العسكريين، الذين اكتسبوا من خلال معارك الجيش الليبي ضد الإرهاب خبرات لا تتوفر حتى في الدول العظمى».
وفي إشارة إلى استمرار اعتراضه على فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، قال حفتر في تعقيب على تسلم السراج مؤخرا أوراق اعتماد خمسة سفراء غربيين في العاصمة الليبية طرابلس «نحن غير معنيين بما يقوم به السراج، هذا شأن يخص البرلمان ولديه لجنة خاصة للشؤون الخارجية، والبرلمان حتى الآن لم يمنح الشرعية اللازمة للسراج وحكومته. ونحن لنا مهامنا وواجباتنا ونقوم بها على أكمل وجه، ونتائجها ظاهرة على الأرض».
ووصل حفتر إلى موسكو بشكل مفاجئ قبل أربعة أيام في زيارة قال الجيش الليبي إنها رسمية، وبدعوة من السلطات الروسية، علما بأنها الزيارة الثانية من نوعها هذا العام التي يقوم بها حفتر إلى العاصمة الروسية.
ليبيا: معارك عنيفة بين الجيش والجماعات الإرهابية في شرق بنغازي
حفتر ينفي طلب أي أسلحة من روسيا لمحاربة الإرهابيين
ليبيا: معارك عنيفة بين الجيش والجماعات الإرهابية في شرق بنغازي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة