«كرانس مونتانا» ينظم دورته الثالثة بالداخلة المغربية في مارس المقبل

يعمل على فتح المجال لتفكير معمق حول أفريقيا في القرن الـ21

«كرانس مونتانا» ينظم دورته الثالثة بالداخلة المغربية في مارس المقبل
TT

«كرانس مونتانا» ينظم دورته الثالثة بالداخلة المغربية في مارس المقبل

«كرانس مونتانا» ينظم دورته الثالثة بالداخلة المغربية في مارس المقبل

تحتضن مدينة الداخلة المغربية الدورة الثالثة لمنتدى كرانس مونتانا، بين 16 و21 مارس (آذار) المقبل، بعد نجاح الدورتين السابقتين اللتين عرفتا حضور شخصيات سياسية بارزة، وكبار صناع القرار في مختلف دول العالم، وذلك تحت رعاية عاهل المغرب الملك محمد السادس.
وقال بيير إيمانويل رئيس المنتدى لـ«الشرق الأوسط» إن الدورة الثالثة ستعمل على فتح المجال لتفكير معمق حول أفريقيا والقرن الـ21، والدور المهيكل للمغرب والإمكانيات الهائلة للتعاون الجنوب - جنوب، مع التركيز على اندماج الدول الجزرية الصغرى، وكذا إبراز السياسات الاستباقية التي تقترحها المملكة المغربية من أجل تنمية الأقاليم الجنوبيّة (الصحراء)، والتي تجعل اليوم من الداخلة نموذجا يحتذى لدول أفريقيا.
وأضاف بيير أن الدورة الثالثة للمنتدى تهدف إلى توفير إمكانية الحوار الواقعي لمواطني الأقاليم الصحراوية مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين مع العالم بأسره.
وفي السياق نفسه، ذكر بيان للمنتدى، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن القارة الأفريقية احتلت دائما مكانة مركزية في أنشطة منتدى كرانس مونتانا، لأنه مقتنع بأن هذه القارة تمثل أملا جميلا في عالم مليء بالفوضى، كما حظيت السياسات الطموحة التي أطلقتها المملكة المغربية باهتمام خاص من طرف كرانس مونتانا، الذي عبر عن رغبته في مواصلة التزاماته في إطار التعاون المستدام.
وشدد البيان ذاته على أن المنتدى مقتنع بأن مدينة الداخلة تشكل مثالا تنمويا يحتذى لكل أفريقيا، وأنه من خلال هذا النموذج، يسلط الضوء على دور المغرب بصفته مركز الثقل الأفريقي فيما يخص التعاون الجنوب - جنوب.
وأضاف البيان أن الدورة الجديدة للمنتدى تشكل تكريسا لموقع الداخلة على خارطة العالم في السياسة والأعمال، وبصفتها موقعا فريدا وأصيلا يؤكد أنه كلما توفرت رؤية واضحة فإن كل النجاحات تصبح ممكنة.
ونوه البيان بالترحيب الحار الذي لقيه منتدى كرانس مونتانا في الدورتين السابقتين، خاصة من طرف سكان الداخلة، وموجة التعاطف الكبير التي تلته من قبل صناع القرار الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.